السوريون في ألمانيا

صحيفة ألمانية: 40 الف لاجئ أوروبي تم إستقبالهم في سوريا ومصر وفلسطين خلال الحرب العالمية الثانية

ذكرت جريدة DIE ZEIT الألمانية الشهيرة في تقرير لها عن الحرب العالمية الثانية التي إجتاحت أوروبا من عام 1939 حتى عام 1945، أن آلاف اللاجئين اليونانيين واليوغسلافيين فروا من الحرب مع تقدم الجنود الألمان، وتوجهوا في قوارب صغيرة خلال البحر الذي يصل إلى الساحل المقابل الى سوريا وفلسطين ومصر.

وكان غالبيتهم من اليونانيين، ومن الأرخبيل في جنوب بحر إيجة حول رودس. الذين هربوا في أكتوبر 1943 قبل وصول الجيش الألماني( الفيرماخت الألماني) والجيش الإيطالي الى دول اليونان والبلقان .

وأضافت الصحيفة بحسب ماترجم موقع الوسيلة عن DIE ZEIT الألمانية أنه تم تجهيز تسع مخيمات لاستقبال اللاجئين الهاربين في سوريا وفلسطين ومصر معظمها في معسكرات سابقة للجيش البريطاني ، والتي تم الاستيلاء عليها في مايو 1944 من قبل إدارة الأمم المتحدة للإغاثة والتأهيل (UNRRA).

وذلك بعد إنشاء هيئة الأمم المتحدة للإغاثة والتأهيل في نهاية عام 1943 بدعوة من الولايات المتحدة الأمريكية ، وبدعم من 44 دولة عضوًا ، تعتني بالإمداد وعودة اللاجئين في وقت لاحق. منذ عام 1945 ، تعمل هذه المنظمة كجزء من الأمم المتحدة التي تم تشكيلها حديثًا ، و ماتزال تلك المعلومات حول اللاجئين في الشرق الأوسط موجودة في أرشيف الأمم المتحدة عن الحرب العالمية الثانية .

وتابعت الصحيفة الألمانية تقريرها قائلة : أنه لا يمكن مقارنة حجم حركة الهروب اليوم من العراق وسوريا مع النزوح الذي الذي جرى خلال الحرب العالمية الثانية ومع ذلك، لكن مع ذلك لم تكن الأعداد بقليلة ففي يناير 1945 ، فر مايقارب 40،000 لاجئ أوروبي الى المعسكرات والمخيمات في الشرق الأوسط.

حيث وصل حوالي يعيش 20.000 لاجئ إلى شمال مدينة السويس كما وصل آلاف اللاجئين إلى منطقة النصيرات الفلسطينية، وهي التي تقع على بعد عشرة كيلومترات جنوب مدينة غزة، والتي أصبحت لاحقا مخيما للاجئين في عام 1948 مع الحرب العربية الإسرائيلية ويعيش اليوم فيها 66،000 لاجئ فلسطيني.

وبالرغم من أن تلك الدول المضيفة كانت محميات ومناطق إنتداب لدول الحلفاء بريطانيا وفرنسا إلا أن اللاجئين الأوروبيين فيها تم الترحيب بهم من قبل السكان المحليين، وفي مصر كان بإمكانهم التنزه السباحة في البحر الأحمر والذهاب للنزهة على الشاطئ في المساء ورؤية مدينة السويس ، وفي سوريا كانو يتجولون في ضواحي حلب. تلك المدينة التي تتميز الحياة فيها بالحيوية والنشاط .

وسبق لموقع شر موقع PRI) – Public Radio International) أن نشر تقريرًا يعرض الأوضاع المعيشية للاجئين، لكن ليس اللاجئين السوريين كما هو المعتاد تلك الآونة، إنما المخيمات السورية والعربية التي استقبلت الآلاف من اللاجئين الأوروبيين أثناء الحرب العالمية الثانية.

يقول كاتبا التقرير أنه منذ اندلاع الانتفاضة السورية ضد بشار الأسد أو كما يصفها الموقع «بالحرب الأهلية» في سوريا قبل خمس سنوات، سعى الملايين من اللاجئين السوريين للوصول لموانئ أوروبا برًّا أو بحرًا من خلال تركيا وعبر البحر المتوسط.

نفس هذا الطريق عبره اللاجئون منذ أكثر من 70 عامًا، لكن حينها لم يكونوا سوريين، إنما لاجئين أوروبيين عبروا نفس الطرق في الاتجاه المعاكس. أثناء الحرب العالمية الثانية، أقامت منظمة الإغاثة واللاجئين بالشرق الأوسط مخيمات اللجوء في سوريا ومصر وفلسطين، كانت ملاذا لآلاف اللاجئين الأوروبيين.

زر الذهاب إلى الأعلى