أخبار سوريا

تفاهم مبدئي أمريكي تركي على إقامة المنطقة الآمنة في سوريا.. هذه أبرز نقاط الاتفاق

تكشف جزء من ملامح الوضع الذي ستكون عليه منطقة شرق الفرات التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في الأيام المقبلة، وتتمحور بشكل أساسي بين تركيا وأمريكا التي أعلنت مؤخرًا نيتها سحب جميع قواتها من سوريا.

وعرضت صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم، الأحد 3 من شباط، نقاط تفاهم أمريكي- تركي حول المناطق الحدودية التي تسيطر عليها “قسد”، والتي من المفترض أن تكون على طاولة اجتماعات اللجنة الأميركية- التركية على مستوى كبار الموظفين، الثلاثاء المقبل.

ويأتي اجتماع اللجنة قبل لقاء وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو ونظيره التركي، مولود جاويش أوغلو على هامش المؤتمر الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية، الأربعاء المقبل.

وترتبط التفاهمات بالتطورات التي دارت، في الأيام الماضية، بخصوص مناطق شمال شرق سوريا.

وكان آخرها زيارة وفد من “هيئة التفاوض” السورية إلى كردستان العراق لتشكيل تحالف بين “بشمركة روج آفا” و”قوات النخبة” التابعة لأحمد الجربا، والذي من شأنه إدارة المنطقة الآمنة التي أعلن عنها دونالد ترامب مؤخرًا.

منطقة أمنية وليس عازلة

وبحسب الصحيفة يتصدر مسمى “المنطقة الأمنية” قائمة التفاهمات بين أمريكا وتركيا، والتي أصرت الأخيرة عليه لحماية الأمن القومي التركي وليس “منطقة عازلة” أو “آمنة” بينها وبين الكرد.

ويتفق الطرفان (تركيا وأمريكا) أن يكون عمق المنطقة 20 ميلًا، أي بين 30 و32 كيلومترًا وأن تكون خالية من السلاح الثقيل والقواعد العسكرية في أيدي “وحدات حماية الشعب” الكردية.

وتريد أنقرة، وفق الصحيفة، إخراج نحو سبعة آلاف “مقاتل نواة صلبة” من “الوحدات” الكردية إلى خارج “المنطقة الأمنية”، على أن يحل محلهم مقاتلون من “البيشمركة” من المقاتلين والمنشقين الأكراد السوريين الموجودين في كردستان العراق بدعم من رئيس الإقليم مسعود بارزاني.

إضافة إلى مقاتلين عرب سيوفرهم رئيس “تيار الغد” أحمد الجربا الذي كرر زياراته إلى أنقرة وأربيل.

وبموازاة ذلك تريد أنقرة حرية التحرك في هذه المنطقة لـ”ملاحقة الإرهابيين”، وترفض حاليًا أي وجود لقوات الأسد، وتقترح مجالس محلية منتخبة من السكان الأصليين، إضافة إلى إعادة لاجئين إلى الشمال السوري.

وترتبط النقاط المذكورة بشكل كبير بزيارة “هيئة التفاوض” إلى كردستان العراق، أمس السبت، وبحسب عضو الوفد قاسم الخطيب فإن الوفد الذي يزور أربيل حاليًا دعا خلال اجتماعه مع الرئيس مسعود البارزاني إلى التحالف بين بيشمركة روج والقوات العربية في المنطقة.

وقال لقناة “روداو”، اليوم، “أكدنا خلال لقائنا مع فخامة الرئيس مسعود البارزاني أن يكون هناك كرد سوريون متمثلون في البيشمركة بالإضافة إلى قوة عربية متمثلة بتيار الغد السوري (…) نتمنى أن يكون هناك تحالف”.

عقد موضع نقاش

يقابل التفاهمات بين تركيا وأمريكا عقد تحتاج إلى حل، بينها أن واشنطن تقترح أن يشمل إبعاد مقاتلي “الوحدات” من المنطقة الأمنية فقط المقاتلين الأكراد غير السوريين والمحسوبين على “حزب العمال الكردستاني”، ذلك ضمن تصور أوسع تربطه بالعملية السياسية بين أنقرة و”حزب العمال”.

ومن جانب آخر تسير روسيا والنظام السوري بخطوات مخالفة لما تقوم بها أمريكا وتركيا، وتفرض ضغطًا على الأخيرة بورقة محافظة إدلب واتفاق “سوتشي” الموقع في أيلول الماضي.

وقالت الصحيفة إن النظام السوري أرسل في الأيام الماضية مبعوثًا إلى بارزاني لـ”فرملة” خيار إرسال “بيشمركة” من كردستان إلى شرق الفرات.

ويتزامن إرسال مبعوث النظام غير المعلن، مع وصول رئيس “هيئة التفاوض السورية”، نصر الحريري والوفد المرافق له إلى كردستان العراق أيضًا، في مشهد يختصر بسباق للهيمنة وبسط السيطرة على المنطقة.

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اقترح، في كانون الثاني الماضي، إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا على أن تكون بعرض 20 ميلًا (32 كيلومترًا).

ورحبت تركيا مرارًا بإقامة المنطقة، وأعربت عن استعدادها لإنشائها وحمايتها وتولي شركة الإسكان التركية أعمال الإنشاءات فيها، بحسب ما أكد أردوغان خلال كلمته أمام الكتلة البرلمانية لحزب “العدالة والتنمية” في البرلمان، الثلاثاء 15 من كانون الثاني.

وعقب اقتراح أردوغان طرحت روسيا اتفاق “أضنة” في قمة موسكو، والذي وقعه الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد في عام 1998 ونص على ترحيل زعيم “حزب العمال الكردستاني”، عبد الله أوجلان، والسماح للجيش التركي بالتوغل داخل الأراضي السورية مسافة خمسة كيلومترات لمحاربة أي تهديد لأمنه القومي.

خريطة: المنطقة الآمنة التي تحدث عنها #ترامب شمال #سوريا (تقريباً)

المصدر
عنب بلدي
زر الذهاب إلى الأعلى