سعد الحريري يتخلى عن وزارة شؤون النازحين.. هذا ما ينتظر السوريين في لبنان
تساءلت وسائل إعلام لبنانية عن التفاهم والحل الذي أتى بتشكيل الحكومة اللبنانية بعد تبريرات وتفسيرات طرحت سابقاً عن أسباب المماطلة بإخراج التشكيلة الحكومية، المتمثلة بالتنسيق مع النظام السوري، ومحاولة فريق “حزب الله” فرض هذا التنسيق في مقابل ممانعة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري والحزب “التقدمي الإشتراكي” و”القوات اللبنانية”.
وتلفت مصادر مطلعة بحسب ما رصدت الوسيلة في موقع لبنان 24 إلى تخلي تيار “المستقبل” عن وزارة الدولة لشؤون النازحين، التي كان يتولاها أحد صقور “التيار” الوزير معين المرعبي، لصالح الوزير صالح الغريب المحسوب كلياً على النائب طلال إرسلان المقرب جداً من دمشق.
وترى المصادر المطلعة أن توزير الغريب يمكن أن يكون تسوية ومخرج مقبول لأي تواصل مع النظام السوري مرتبط بملف النازحين، حيث يمكن لوزير محسوب على النائب طلال إرسلان زيارة سوريا والتنسيق معها، من دون أن يجد “التيار الوطني الحرّ” نفسه محرجاً مع تيار “المستقبل” والرئيس سعد الحريري.
وتعتبر المصادر أن الرئيس ميشال عون و”التيار الوطني الحرّ” يجدان أن إعادة النازحين فعلياً، هو إنجاز يمكن إستثماره شعبياً، ويمكن أن يحل الكثير من المشاكل الإقتصادية في لبنان، لذلك فإن أول مهام الحكومة الجديدة ستكون التنسيق مع سوريا في هذا الشأن، بغض النظر عن كيفية تخريج الموضوع.
وتؤكد المصادر ذاتها أن طريق التواصل بين بيروت ونظام الأسد سيفتح بشكل علني وواضح، ودلالة تخلي الحريري عن وزارة الدولة لشؤون النازحين يعني أنه سحب الفيتو عن التنسيق مع النظام السوري.
وشهدت الساحة السياسية اللبنانية، خلال الأسابيع الماضية، انقسامًا بشأن دعوة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لحضور القمة، إذ رفض سياسيون لبنانيون ذلك، فيما أيده آخرون من أنصار “محور المقاومة”.
لكن اللجنة العليا المنظمة للقمة العربية الاقتصادية في بيروت اعتبرت أن دعوة النظام السوري للقمة تتطلب قرارًا رسميًا من مجلس جامعة الدول العربية.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية هددت لبنان بفرض عقوبات عليها في حال دعوة النظام السوري لحضور القمة الاقتصادية في بيروت أو المشارك في إعادة الإعمار، بحسب الصحيفة.
ويدور حديث في أروقة الجامعة العربية عن إعادة النظام السوري إلى مقعد الجامعة، ودعوة الأسد لحضور القمة العربية في تونس في آذار المقبل.
لكن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، اعتبر أن عودة سوريا إلى مقاعد الجامعة يحتاج إلى توافق عربي.
وقال أبو الغيط في مقابلة مع قناة “DMC” المصرية، الثلاثاء الماضي، إن الوضع السوري ليس قريب الحل لأن كل الأطراف تلعب لأهدافها ومصالحها.
وأضاف أن موضوع عودة سوريا إلى الجامعة العربية أمر خاضع للتوافق العربي- العربي، وأن يكون هناك إجماع عربي وأن توافق غالبية الدول (من 18 إلى 20 دولة) على عودة سوريا.