في كل بيت سوري قديم علبة بسكويت “تنك”.. ماذا يوجد فيها؟
ملامح الدهشة والخذلان، التي ارتسمت على وجه شمس، صاحبة الأربع سنوات، كانت كفيلة بشرح الصدمة التي تعرضت لها، بعد فتحها لعلبة البسكويت الموضوعة بجانب التلفاز، والتي تحولت مع مرور الوقت الى علبة خياطة، مليئة بالإبر والخيطان.
شمس التي بقيت حاملة غطاء العلبة لمدة دقيقتين، وسط موجة من ضحك أمها وجدتها، تساءلت مع إشارة لصور البسكويت الشهي “وينن”، لتجيبها جدتها بأنهم “خلصوا من صباحية عرسي”.
إرضاء شمس المصدومة بما رأته، سهل ومقدور عليه ببسكويتة أخرى، ولكن فهمها لألية تحويل علبة البسكويت لعلبة خياطة هو الصعب على أغلب هذا الجيل.
تقول أم حسين، الملقبة ب “المختارة”، من قبل نساء الحارة، لتلفزيون الخبر “هي العلبة صرلا عندي فوق ال 40 سنة، وجابها ابو حسين يومها، لنضيف منها يلي عم يباركولنا بطهور أبني البكر”.
وتضيف أم حسين “بعد ما خلصت العلبة، حطيت فيها الأبر والخيطان وعدة الخياطة، لأنها حلوة وما بتنكسر، وبتساع منيح، وأغلب يلي بعرفهن كان عندن منها، وخاصة أنو ما في متل هلق علب خاصة أو علب بلاستيك”.
المختارة أم حسين، لها حس ايقاعي جميل، وتقول أنها اكتسبته، بسبب “الدق” على العلبة أثناء “ترقيع وتشبيك” بعض الثقوب أو الأزرار، “كانو الولاد يرقصوا ونعمل حفلة كل ما خيطت شي”.
ولعلبة البسكويت أو الحلو المعدنية، استخدامات أخرى، فهي ليست لأدوات الخياطة فحسب، بل أيضاً هي صيدلية المنزل الصغيرة، فغالباً ما تترافق علبة الخياطة مع علبة للأدوية بجانبها، أو بعلبة للبراغي والمفكات و”جلدات” الغاز في أحد زوايا المطبخ.
ولعل الصدمة الحقيقة هي إن قام شخص بفتح علبة البسكويت، ووجد بها بالفعل بسكويت وليس أبر خياطة أو “عدة تصليح”.
أما شمس التي رضيت ب “بسكويتة” أخرى، ما زال أمامها الكثير لتكتشفه، في داخل بيت جدها الذي يحمل الكثير من التفاصيل، التي ربما أختفت في منزل أهلها اليوم.
– تلفزيون الخبر