بلا تصنيف

لبناني يشعل غضبًا شعبيًا بإضرام النار بنفسه في باحة مدرسة.. وهذا السبب

أضرم مواطن لبناني النار بنفسه في باحة مدرسة احتجاجاً على عدم إعطائه إفادة مدرسية لنقل ابنته إلى مدرسة أخرى.

وأفادت وسائل إعلام لبنانية بحسب ما رصدت الوسيلة أن المواطن (ج.ز) توفي بعدما أضرم النار في نفسه في باحة مدرسة بكفتين، احتجاجاً على عدم إعطائه إفادة مدرسية لنقل ابنته من المدرسة التي تدرس فيها إلى مدرسة أخرى.

وأضافت وسائل الإعلام اللبنانية أن إدارة المدرسة رفضت إعطاءه الإفادة بسبب سوء وضعه المادي وتراكم القسط المدرسي المتوجب عليه.

وكان المواطن (ج.ز) قد نقل إلى المستشفى للمعالجة إلا أنه ما لبث أن فارق الحـ.ـياة.

وعلق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط على حادثة اللبناني الذي أحرق نفسه نتيجة أوضاعه السيئة.

وقال جنبلاط على حسابه في موقع “تويتر” بحسب ما رصدت الوسيلة: “في انتظار قانون الPPP وما يسمى الشراكة بين القطاع الخاص والقطاع العام، وطبعا تشكيل الهيئات الناظمة والاصلاحات”.

وأضاف جنبلاط: “مواطن في الكورة يذكرنا بالبوعزيزي…ملاحظة عرضية”.

وعبّر ناشطون لبنانيون عن غضبهم، إثر وفاة مواطن متأثرًا بجراحه،الجمعة، بعد أن أضرم النار في نفسه، لعدم قدرته على دفع مصاريف المدرسة.

والغضب وإن بلغ ذروته على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه امتد أيضًا إلى الأوساط السياسية، حيث علَّقت عليه قيادات حزبية، بينها من قال “إنه ذكّر بواقعة محمد البوعزيزي، مفجر الثورة التونسية، قبل نحو 8 سنوات.”

وفي المقابل، سارعت السلطات اللبنانية، إلى بدء تحقيق رسمي في الواقعة وملابساتها، في خطوة عدّها مراقبون محاولة لتهدئة الأوضاع في البلد العربي، الذي يعيش على وقع أوضاع اقتصادية صعبة، ناتجة عن أزمات سياسية داخلية، وظروف إقليمية ألقت بظلالها عليه.

وأثارت الحادثة سخطًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وعبّر ناشطون عن امتعاضهم مما جرى، واصفين ما حدث بـ “المأساة الحقيقية” التي قد تحدث لأي مواطن نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة، وغلاء المعيشة، وارتفاع الأقساط المدرسية بشكل خيالي.

ودشَّن ناشطون على “تويتر”، هاشتاغ “#جورج_زريق” الذي يعد الأعلى مشاهدة حتى الساعة 19.20 ت.غ، كما دشَّن آخرون هاشتاغ “#ثورة_الأهالي” والذي لقي تفاعلًا كبيرًا أيضًا.

ولم يقتصر الغضب على النشطاء فقط، بل امتد إلى قيادات سياسية، حيث غرَّد زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، عبر حسابه على “تويتر”، قائلًا:”مواطن في الكورة يذكّرنا بالبوعزيزي”، في إشارة إلى التونسي الذي أشعل شرارة الاحتجاجات في تونس العام 2010.

بينما قال رئيس حزب الكتائب المسيحي النائب سامي الجميل، عبر حسابه على “تويتر”:”أب لبناني أحرق نفسه ليكون شهيدًا عن جميع اللبنانيين المقهورين الذين لا سند لهم”.

وأضاف:”شهيد الضرائب، والغلاء المعيشي، وشهيد الاستهتار، وانعدام المسؤولية، وشهيد الأنانية، وغش الناس”.

ودعا الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى وقفة احتجاجية أمام وزارة التربية، صباح يوم الإثنين المقبل، وطالبوا بما أسموه “ثورة” ضد المدارس التي لا ترحم، والدولة التي لا تنصف أبناءها.

في المقابل، أعلن مكتب وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب، في بيان، أنه “تبلَّغ -بكل أسف- بوفاة المواطن جورج زريق، الذي أشارت وسائل الإعلام إلى أنه أضرم النار بنفسه أمام مدرسة خاصة في منطقة الكورة بسبب أوضاعه الاقتصادية التي عجز نتيجتها عن دفع الأقساط المدرسية”.

وتابع شهيب:”أوعز وزير التربية والتعليم العالي، بفتح تحقيق لإجلاء الملابسات المحيطة بالحادثة”.

وشدَّد على أن الوزارة “التي استوعبت خلال العام الجاري، في المدارس الرسمية، آلاف التلاميذ الذين انتقلوا إليها من التعليم الخاص بسبب صعوبة الظروف الاقتصادية، لم تتوانَ يومًا عن منح الطلاب الإفادات اللازمة للتسجيل في المدارس الرسمية، انطلاقًا من حق الوصول إلى التعليم للجميع”.

وأعلن الوزير، أنه سيتولَّى متابعة تعليم ابنة زريق، وتأمين المنح اللازمة لهذا الهدف.

من جهتها، أوضحت مدرسة “بكفتين الثانوية”، حيث تدرس ابنة جورج زريق، أن الأب معفى من الأقساط، مشيرة إلى أن “كل ما يتم تداوله لا يمت إلى الحقيقة بصلة”.

أما “اتحاد لجان أولياء الأمور في المدارس الخاصة” ، فسارع إلى إصدار بيان تساءل فيه: إلى متى يبقى الإنسان أرخص شيء في لبنان؟ وكل ذلك بسبب طمع وجشع إدارات مدارس خاصة لم تعد تشبع من سرقة المواطن اللبناني فتجني أرباحًا خيالية غير محقة.

وبسبب تردي مستوى التعليم في بعض المدارس الرسمية، يُضطر لبنانيون إلى تعليم أبنائهم في مدارس خاصة، غير أنهم يشكون من ارتفاع أقساط تلك المدارس.

ويُضطر العديد من الأهالي إلى سحب أطفالهم من المدارس الخاصة إلى المدارس الرسمية لعجزهم عن تحمل أعباء المدارس الخاصة.

وبحسب إحصاءات رسمية، شهد لبنان خلال العام الماضي، 200 حالة انتحار، مقارنة بـ143 حالة خلال 2017، وهو عدد مرتفع نسبيًا في مجتمع تحرّم طوائفه كلها قتل الإنسان نفسه.

ووفق الإحصاءات ذاتها، فإنه بين 2009 و2018، وقعت في لبنان 1393 حالة انتحار.

زر الذهاب إلى الأعلى