علي مملوك زار انطاليا التركية سراً عبر البحر وأجتمع بمسؤولين أتراك برعاية روسية
أكدت صحيفة إلكترونية أن اللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن التابع للنظام السوري قام بزيارة سرية إلى منتجع أنطاليا جنوب غرب تركيا، في الأول من ديسمبر̸ كانون الاول الماضي التقى خلالها بمسؤولين أمنيين أتراك كبار.
ونقلت صحيفة “المدن” عن مصادر أسمتها بالخاصة، بحسب ما رصدت الوسيلة،حيث أكدت الأنباء عن زيارة رئيس جهاز “الأمن الوطني” اللواء علي مملوك، إلى مدينة انطاليا في تركيا، في الأيام الأخيرة من العام 2018، حيث التقى فيها وفداً من الاستخبارات التركية.
المتحدث باسم الرئاسة التركية، كان قد صرّح مطلع شباط/فبراير، بوجود اتصالات بين الاستخبارات السورية والتركية، على مستوى منخفض، نافياً أن يكون ذلك التواصل اعترافاً بشرعية الأسد.
وقالت مصادر “المدن” أن روسيا كانت الراعي لذلك اللقاء، وسهّلت نقل مملوك، المُقرّب منها، من سوريا نحو الأراضي التركية، بحراً، بشكل سرّي، إذ حرصت على اخفاء الأمر عن كثير من قادة النظام وأركانه.
وأكدت مصادر “المدن” أن الروس استدعوا مملوك إلى قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية، لزيارة روتينية، ونُقل بعدها عبر البحر المتوسط بوساطة يخت خاص، إلى انطاليا التركية.
واستمر اللقاء مع الاستخبارات التركية، لأكثر من 6 ساعات، قبل أن يعود مملوك إلى حميميم ومنها إلى دمشق، بحسب مصادر “المدن”. وأشارت المصادر إلى عدم تمكنها من معرفة ماهية الاجتماع الذي جرى في انطاليا، بسبب سريّة المهمة.
ويأتي اختيار انطاليا لسهولة الوصول إليها عبر البحر، بشكل سريع من سوريا، وبسبب الوجود الروسي الكثيف فيها. إذ، يُشكل الروس نسبة كبيرة من مُستثمري انطاليا التي تُعد من أهم المراكز التي تنشط فيها الاستخبارات الروسية في تركيا.
وكان قد قال مصدر مطلع في النظام السوري لموقع باسنيوز بحسب ما رصدت الوسيلة: إن ” اللواء علي مملوك قام بزيارة سرية إلى منتجع أنطاليا بتركيا وأجرى حوارات مع أمنيين أتراك كبار بشأن إبعاد حزب العمال الكوردستاني عن الحدود السورية التركية المشتركة وفق تفاهمات بين الطرفين».
وأضاف المصدر ، الذي رفض الكشف عن اسمه أن « اتفاقاً جرى بين النظام وتركيا في أنطاليا على دفع PKK باتجاه الجنوب نحو المنطقة العربية والحدود العراقية مقابل أن تقبل تركيا ببقاء النظام وتتراجع عن المطالبة بإسقاطه».
وبين المصدر انه : « كما تم الاتفاق على أن تضع تركيا نقاط مراقبة وتشارك في تشكيل مجلس الإدارة في شمال البلاد مقابل بقاء المربع الأمني ورفع العلم السوري في المنطقة».
ولفت المصدر إلى أن: « الأتراك طالبوا في البداية بأن تكون المنطقة الآمنة تحت سيطرتهم فقط ولكن الروس رفضوا ذلك بالمطلق ومعهم النظام حيث وجد الاتراك نفسهم مضطرين لتقديم تنازلات» ، مبينا أن « هذه التنازلات تشمل القبول بشركاء معها في غربي كوردستان( شمال سوريا) مقابل رفع العلم السوري فيها بالإضافة إلى مقايضات حول إدلب».
وتابع المصدر أن :« الطرفين اتفقا على إبعاد العمال الكوردستاني نحو 60 كم عن الحدود التركية باتجاه الجنوب السوري ».
مشيراً إلى أنه « لما علم PKK بالتفاهمات التركية السورية قام مسلحوه وأنصاره بحفر خنادق سطحية بعمق مترين حول جميع المدن الكوردية بما فيها الحسكة ، وزرعوا فيها كميات هائلة من مادة الـ TNT شديدة الانفجار وذلك بهدف تفجير المنطقة وخلق فوضى ودمار فظيع يمنع دخول الأتراك والنظام أو دخول الميليشيات التابعة لهما».
وكشف المصدر عن اجتماع « مسؤولين أتراك ومن النظام هذا الأسبوع في موسكو حيث اتفقوا على مصير العمال الكوردستاني PKK برعاية روسية » ، مبيناً أن « المحادثات تمحورت حول إبعاد PKK عن الحدود والمنطقة الأمنية المقترحة».
ونوه المصدر، إلى أن« منتجع سوتشي الروسي سيستضيف قمة تركية – روسية – إيرانية بشأن سوريا في 14 فبراير/ شباط الجاري بشأن الوضع في سوريا».
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد قال في وقت سابق إن العلاقات مع النظام السوري مستمرة على “مستوى منخفض” .
وأكد أردوغان خلال لقاء مع قناة “تي آر تي” التركية الرسمية، الأحد 3 فبراير/ شباط أن العلاقة بين تركيا وسوريا مستمرة على مستوى الأجهزة الأمنية، مشيرًا إلى أن تواصل الأجهزة الأمنية مختلف عن تواصل الزعماء السياسيين .
وتوقع ذات المصدر أن يظفر المشروع الأمريكي التركي الروسي القاضي بالاتفاق على تشكيل جيش وطني من قوات بيشمركة روجآفا وقوات النخبة( التابعة لأحمد الجربا) والصناديد( التابعة لحميدي الدهام) وبعض الميليشيات التي تدربت في تركيا على يد الأمريكان ، بالنجاح”.
ولم يستبعد المصدر« أن تقوم تركيا بنقل 3 ملايين لاجئ سوري إلى المناطق الكوردية بهدف تغيير ديموغرافية المنطقة إذ لن يبقى للكورد حينها أي شيء» وفق قوله.
وكان قيادي كوردي سوري بارز قد أعرب عن مخاوفه من أن تقوم تركيا بتوطين ملايين العرب في المناطق الكوردية في شرق الفرات بغربي كوردستان كما فعلت في عفرين.
ويبدي الأكراد مخاوفهم من إعادة اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا إلى مناطق كردية وتوطين اللاجئين في المناطق على طول الحدود مع تركيا وفق تقارير كردية سابقة.
وكان وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو قد كشف اليوم عن اتفاق بلاده مع واشنطن على تشكيل قوة مهام مشتركة لتنسيق الانسحاب الأمريكي من سوريا مؤكداً رفض بلاده المنطقة الآمنة التي يتم الحديث عنها فيما إذا كانت ستحمي الإرهابيين في مناطق شرق الفرات.
وسبق أن سافر مملوك إلى إيطاليا مطلع العام 2018، وإلى السعودية في العام 2015، وتكررت زياراته إلى مصر وكان آخرها نهاية العام 2018. وتسربت أنباء عن زيارة جديدة قام بها مملوك إلى السعودية، في كانون الثاني/يناير 2019، إلا أن مصدر “المدن” لم يؤكدها.