إعلام حكومة الأسد يحرض على اجتثاث المنتفضين على أزمات الغاز
خاص الوسيلة:
اتهم موقع الخبير السوري التابع لرئاسة حكومة النظام السوري المتطاولين الذين ضاقت بهم الأوضاع المعيشية واشتداد أزماتها بالخيانة.
ووصف الموقع الذي يديره رئيس حكومة النظام ناظم عيد، المتذمرين من أزمات الغاز أو الكهرباء، بأنهم “دونكيشوتات بسيوف من فيسبوك.
ورأى أن المحتجين على الانتظار للحصول على جرة غاز واقعون في غوايات الانحراف والانزلاق في متاهات العبث بثوابت سوريّا الصّامدة.
ويصنف الموقع منتقدي حكومة خميس إمّا مأجورين وهذا ارتكاب يستوجب المساءلة بتهمة الخيانة، أو مأفونين وهذا يستدعي الحجر السريع.
ودعا الموقع التابع للحكومة إلى قطع واجتثاث أصابع وصفها بالآثمة استهوتها لعبة اللهو بثوابت وطن.
وفي ذلك إشارة إلى منتقدي مسؤولي الحكومة من الفنانين والإعلاميين الذين ضجروا من أزمات المعيشية.
وفي عرف النظام ونهج أزلامه يعتبر المنتقدين أو المحتجين على الفساد وسوء الأحوال بأنهم “مندسين” تآمر معهم الفيسبوك وامتطوا صهوة التكنولوجيا الحاقدة.
وأضاف الموقع أنه لا فرق بين شاشات توجيه الصواريخ الغادرة المقذوفة نحو رموز النظام، وبين شاشات الاستهداف الفيسبوكي.
ويقصد الموقع الأصوات التي ارتفعت مطالبة بتحسين الوضع المعيشي المتردي.
ولفت الموقع إلى أن منتقدي حكومة النظام هم مروجو تجارة الأوطان ومقايضة انتصارات سورية باسطوانة غاز، أو ربطة خبز استغرقت منهم بعض انتظار.
فأعلنوا النفير في وجه بلدهم لا في وجه من استهدفها بالحصار..حوّلوا الضحيّة إلى جانٍ وروّجوا ووزّعوا جرعات الحقد على وطنهم لا على من تربص به.
وتساءل الموقع الذي يعكس غضب الحكومة: لماذا صمتوا عن اسطوانات الغاز المحشوّة بـالـ “c4 ” التي كانت تُرجم بها شوارعنا وبيوتنا؟.
وتابع: والآن يصرخون من مجرد انتظار دورهم لاستبدال اسطوانة فارغة..؟؟
وفي تهديد علني صريح يطالب الموقع باجتثاث من وصفهم بالخائنين والمريضين الذين ثبت جنونهم بسبب انتقادهم لرموز دولة الأسد.
وقال: بات مطلوب الآن اجتثاثهم ..فهم متهمون حتى تثبت براءتهم.. ولن تثبت.
وأضاف:على يقين من إدانتهم بخيانة أو مرض من طراز سيكولوجي، ولا بدّ من إجراء، فالخائن يقتل والمجنون يُحجر.
وأثار الموقع موجة غضب عارمة من قبل مؤيدي النظام الذين رفعوا أصواتهم ضد حكومة الأسد.
وأغضب المقال المنشور في أحد أبواق حكومة النظام الإعلامي الموالي رضا باشا.
حيث هاجم الباشا حكومة خميس سابقاً مطالباً إياها بالاستقالة.
ورأى الباشا بحسب ما رصدت الوسيلة أن قارئ المقال “يلحظ حجم التحريض الذي يصل إلى حد القتل والاجتثاث والاتهام الصريح بالخيانة لكل سوري”.
وأكد الباشا أن هذا الخطاب بات سائداً بعد اجتماع مجلس الشعب مع الحكومة في النظام.
وتساءل الباشا: من تخونون؟.
وخاطب مسؤولي النظام: “من رفع صوته هم من كانوا على الجبهات وكان غالبية من يتبروظون اليوم يتصلون ليسألوا عن طريق للخروج من منطقة ما”.
كما انتقد بحدة عضو برلمان النظام ، نبيل صالح، موقع “الخبير السوري” والمكتب الصحفي لمجلس الوزراء، بسبب المقالة.
وقام المكتب الصحفي لمجلس الوزراء بتمريرها على بعض الصحفيين”، بحسب النائب صالح.
وأكد صالح بحسب منشور على صفحة الفيسبوك بحسب ما رصدت الوسيلة أنها دعوة صريحة إلى “القتل والاجتثاث”.
وبين صالح أن المقالة “تقدم خطاباً خشبياً يذكر بافتتاحيات عبدالله الأحمر قبل ربع قرن بجريدة البعث.
ويبدو من المقالة أن أولاد الحكومة قد ضاقوا ذرعاً بجريدة عموم الشعب التي تدعى فيسبوك.
ولفت صالح إلى أن الفيسبوك بات يقدم وجهاً آخر لأحوال المجتمعز
ونوه صالح إلى أن هذا الوجه لا يشبه ما يقدمه الإعلام الرسمي الذي تم تأميم نشاطه طوال العقود الماضية لصالح باشاوات الدولة العلية.
وبعد ساعتين على نشر عضو برلمان النظام منشوره نشر “الخبير السوري” مقالة ثانية حملت عنوان: “بالنسبة لـ “الدونكيشوتات الجدد”.
وجاءت المقالة المغفلة من اسم الكاتب توضيحاً لمن وصلته الصورة مشوّشة وفق الموقع.
الذي صرح: إنه يقدم توضيحا حول المادة “التي أثارت جدلاً والتباساً في أذهان بعض الأصدقاء والمتابعين.
كما أثارت “ثورة” من دون قصد، وللأسف كان جلّهم بأسماء وهميّة بدلاتها أي عامّة..
وبعضها كان بأسماء صريحة لكنها ليست حقيقيّة، ومعظمها يعود إلى متمولين منشقّين عن البلد وهاربين إلى الضفة الأخرى.
وأعلن الموقع أن المعني بالمقالة الأولى أحد المتمولين الكبار ممن سرقوا ثروة البلد وهربوا بها.
وقال: إنه قدّم نفسه كمعارض واستأجر عشرات الأقلام الهاربة مثله.. بعد أن تقطّعت بهم سبل الرزق هناك حيث لم يعد لتمويلهم جدوى.
وأضاف أن هؤلاء يتولّون اليوم مئات الصفحات الفيسبوكيّة بأسماء وهميّة.
وأنهم يعملون وفق نهج منظّم لتأليب الشارع السوري “المنتصر” ضد بلده، عبر استثمار المشكلات المعيشيّة.
وأثارت مقالة الدونكيشوتات استهجاناً واسعاً بين أوساط الإعلاميين وشخصيات المجتمع السوري.
وجل المستنكرين ممن وجهوا نقداً لأداء الحكومة وتعاملها غير الجدي مع أزمات الناس.
وصاحب موقع الخبير السوري هو الاقتصادي والصحافي في مؤسسات إعلامية تابعة للنظام السوري، ناظم عيد.
والذي عيِّن رسمياً، أواخر العام المنصرم، مستشاراً لدى “رئاسة حكومة النظام السوري
وكانت مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي قد تداولت مقاطع وصور لأطول طابور غاز في مدينة اللاذقية .
وعبر اسماعيل في عدد من المنشورات على الفيسبوك بحسب ما رصدت الوسيلة عن ازدياد الوضع سوءاً رغم محاولات إنقاذه من التدهور.
وقال اسماعيل: “بعد انتشار السحر والشعوذة ..وظهور السيدة العالمة أم سميح للتسريح ..والسيدة العالمة أم شكيب لجلب الحبيب”.
وسخر اسماعيل ممن كانوا ينتظرون قرارات تسريح أبنائهم منذ سنوات إضافة للفتيات اللاتي انتظرن الشباب طويلاً ليكملن حياتهن في بيت الزوجية.
ويعبر اسماعيل عن عجز حكومة النظام أمام الأزمات التي تعصف بالبلد مستهزئاً من وعود النظام بإيجاد الحلول والعمل على رفع مستوى معيشة المواطنين.
ويعتبر اسماعيل أن هذا الوضع المتأزم في سوريا يحتاج إلى ساحر ومشعوذ يصنع الحلول السحرية لهؤلاء المسؤولين الفاشلين في تلبية متطلبات المعيشة.
وبشر اسماعيل متابعيه بالظهور الأسطوري لمسؤول في الحكومة “حسب كلامه” سيقوم بردم الأزمات وإنعاش الوضع
وكان بشار اسماعيل قد طالب ساخراً النظام السوري بسحب الختايرة إلى الاحتياط وترك الشباب في البلد عقب الحملة الكبيرة ودعوات الاحتياط.
كما هاجم اسماعيل مسؤولي النظام الذين عجزوا عن تأمين متطلبات المعيشة ومواد التدفئة في منشور أطلق على نفسه “بردان اسماعيل”.
وخرج مؤخراً وسيم الأسد أحد أبناء عمومة رأس النظام مطلقاً ألفاظاً بذيئة وكلمات نابية على السوريين المنتفضين ضد أزمات الغاز والمازوت.
وخير الأسد السوريين في مناطق سيطرة النظام بين الصبر والصمت على الأزمات أو انتهاك عرضهم وشرفهم على يد ما وصفهم بالمسلحين.
وكان الفنان زهير عبد الكريم قد هاجم عدداً من الفنانين الذين ناشدوا بشار الأسد وطالبوه بالتدخل لحل أزمة المواطنين.
واستهزأ عبد الكريم من كلامهم: “هلق صرتو سيدي الرئيس وين كنتو؟.
وكان أيمن زيدان قد انتقد أيضاً تجاهل معاناة السوريين الذين يعيشون أوضاعاً صعبة.
واعتبر أن النصر الذي حققه النظام بلا معنى في ظل الظلام وعدم توفر مواد التدفئة.
كما طالبت شخصيات فنية وإعلامية ومدنية بتدخل رأس النظام بشار الأسد في إيجاد حل لأزمة الغاز والكهرباء.
يذكر أن رئيس حكومة النظام قدم اعتذاراً للشعب السوري واعداً بتحسين الأوضاع المعيشية منذ نحو شهر.
فيما اتهم رئيس برلمان النظام حمودة الصباغ الشعب السوري بالعمالة للخارج.
ووصف الصباغ أن كتاب الفيسبوك ومشتقاته بالخائنين الذين يدارون من الخارج.
ما أثار غضب السوريين وأشعل مواقع التواصل الاجتماعي.
وتعاني معظم مناطق النظام من أزمة خانقة في الغاز والمازوت رغم نفي مسؤولي النظام وتصريحاتهم بانفراج الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ أشهر.