الدعوة إلى تركيا.. شروطها وإجراءاتها
بعيداً عن طرق التهـ.ـريب وتكاليفها المرتفعة وطلبات لم الشمل التي يقدمها السوريون المتواجدون في تركيا، لجلب أقاربهم من الدرجة الأولى من سوريا، يمكن للسوري المتواجد داخل الأراضي التركية أن يحظى بفرصة لقاء عائلته بطريقة نظامية وبتكاليف لا تذكر.
شروط الدعوة
“تعهد نامة” أو كما يكتب باللغة التركية taahhüt name وهو عبارة عن طلب يقدمه المقيم في تركيا لدعوة أقارب له خارج البلاد للقدوم إلى تركيا.
أبرز شروط التعهد هو امتلاك المتقدم لإقامة رسمية على الأراضي التركية سواء كانت إقامة سياحية أو إقامة عمل، كما أخبرنا “عمار”، وهو أحد السوريين المقيمين في ولاية بورصة التركية، والذي قام بتقديم دعوة لعائلته في سوريا.
عمار شرح لـ “اقتصاد” تفاصيل تقديم الدعوة إضافة إلى شروطها: “تختلف درجات إمكانية قبول الدعوة حسب المتقدم حيث تعد أدناها مرتبة هو أن يكون المتقدم حاصلاً على الإقامة بشكل رسمي ضمن الأراضي التركية دون النظر إلى نوعها كإقامة سياحية أو إقامة عمل، تليها في المرتبة المتوسطة أن يكون المتقدم للدعوة مواطناً تركياً أو سورياً حصل على الجنسية التركية”.
وأكد “عمار” أن لا ضرورة لأن يكون المدعوون من أقارب الدرجة الأولى، كما هي الحالات في ملفات لم الشمل عبر المعبر.
وهناك مرتبة أعلى من الحالتين السابقتين، تزيد فيها فرصة قبول طلب الدعوة، وهو أن تتم الدعوة عن طريق شركة تركية الأصل أو لسوري حاصل على الجنسية، حيث يقدّم صاحب الدعوة الطلب باسم شركته وليس باسمه الشخصي، حيث تصل نسبة قبول الدعوة في هذه الحالة إلى أكثر من 90 بالمئة.
الأوراق المطلوبة والإجراءات
“عمار” تابع حديثه لـ “اقتصاد” عن كيفية إجراء الدعوة والأوراق اللازمة لها فقال: “تتم الدعوة عن طريق النوتر أي كاتب العدل باللغة العربية ويشترط على المتقدم تقديم اإقامته أو هويته إن كان تركياً أو حاصلاً على الجنسية التركية أو أوراق الشركة التي ستتم الدعوة باسمها كإثبات شخصية إضافة إلى معلومات عن الشخص المدعو كالموجودة في الهوية الشخصية أو جواز السفر (الاسم والكنية والرقم الوطني)”.
تكاليف المعاملة عند كاتب العدل لا تتجاوز المئة ليرة تركية حيث تؤخذ الدعوة بعدها وترسل إلى الشخص المدعو عبر البريد ليقدمها للسفارة التركية في البلد المتواجد فيها.
“عمار” قال: “في حال كان المدعو متواجداً في سوريا فعليه تقديم الدعوة في السفارة التركية في لبنان بسبب إغلاق السفارة التركية في سوريا”.
“طبعاً الدخول إلى لبنان يحتاج لوجود حجز فندقي باسم المدعو ليتمكن من دخولها”. وبهذا الخصوص شرح “عمار” لـ “اقتصاد” تفاصيل الحجز وتكاليفه: “يستطيع المدعو الدخول إلى الأراضي اللبنانية بعد الحصول على حجز فندقي عن طريق الاتصال بأحد الفنادق في لبنان وتثبيت الحجز لديهم. تبلغ تكلفة الحجز 200 دولار ويضاف لها مبلغ 2000 دولار يتوجب على المدعو إبرازها عند نقطة التفتيش الحدودية ليتمكن من الدخول. ولا يستطيع البقاء ضمن الأراضي اللبنانية أكثر من أسبوع”.
يأتي الرد بعد تقديم الدعوة إلى السفارة التركية في مدة تتراوح بين 15 يوماً وشهرين عن طريق اتصال هاتفي تبلغ السفارة فيه المدعو بقبول الدعوة أو رفضها.
في الحديث عن احتمالية رفض الدعوة من قبولها، قالت “أم بشر” التي قدم زوج ابنتها “تركي الأصل” دعوة لعمه (والد زوجته) في ألمانيا للقدوم إلى تركيا، فقالت: “الدعوة الأولى قُوبلت بالرفض بعد قرابة شهرين تقريباً في حين قُبلت الدعوة الثانية وهو ما يؤكد إمكانية أن يقوم صاحب الدعوة بتكرار إرسال طلب الدعوة مرات عدة في حال رفضها في المرة الأولى”.
“أم بشر” أكملت: “أرسل زوج ابنتي أيضاً دعوة لشقيقتي في السويد لتتمكن من زيارتنا في تركيا لكن الدعوة قوبلت بالرفض”. وأشارت أنهم يعملون على إرسال دعوة أخرى حالياً.
بعد الموافقة على الدعوة يمكن للسوري في حال كان مقيماً في سوريا استخراج إقامة سياحية بعد دخوله تركيا وهو ما يمكنه حينها من الدخول والخروج متى أراد دون الحاجة إلى دعوة أخرى.
يذكر أن حاملي بطاقة الحماية المؤقتة “الكيملك” إضافة إلى الحاصلين على إذن عمل عن طريق الكيملك أيضاً، لا يمكنهم القيام بالدعوة.
تقرير لصحيفة اقتصاد.