هكذا تعامل شرطيان لبنانيان مع سوري كان برفقة ابنته على دراجة نارية (فيديو)
خاص – الوسيلة:
تداول ناشطون ورواد مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً يظهر عنصرين تابعين للشرطة اللبنانية وهما يضـ.ـربان سورياً بعـ.ـنف وقوة ويسلبان هاتفه المحمول.
وبحسب الفيديو الذي رصدته الوسيلة يظهر العنصران التابعان لقوى الأمن اللبناني وهما يمسكان بالمواطن السوري ويقومان بضـ.ـربه ويلكمانه بقوة على رأسه ويعاملانه بطريقة مهينة.
كما أظهر الفيديو الشرطيان اللبنانيان وهما يستوليان على هاتفه المحمول وأوراقه الثبوتية بينما راح السوري يتوسلهما لإرجاع هاتفه وفق ما لوحظ في التسجيل الذي التقطته الكاميرا.
وأثار الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي استهجان سوريين ولبنانيين عبروا عن استيائهم من المعاملة غير الأخلاقية مع السوري.
وقال ناشطون لموقع الوسيلة إن تعامل الشرطيين اللبنانيين السيء مع المواطن السوري ما هو إلا مشهد من مشاهد العنـ.ـصرية والكـ.ـراهية التي يمارسها بعض اللبنانيين ضد اللاجئين السوريين.
من جهتها, بررت القوى الأمنية ما حدث موضحة أنه لدى مرور المدعو: ر. ش. (مواليد عام 1972، سوري) على متن دراجة آلية، وبرفقته فتاة، اتضح لاحقاً أنها ابنته، وأثناء مشاهدته للدراجين رمى الفتاة أرضاً، وفرّ باتجاه طريق فرعي.
وأضافت القوى الأمنية أن الدراجان لحقا بالسوري وقاما بتوقيفه بهدف التأكد من عدم اختـ.ـطافه للفتاة، أو ارتكابه أي جـ.ـرم، وللتأكد من أوراقه الثبوتية.
واعترفت القوى الأمنية أن أحد عناصر الشرطة أخذ الهاتف الخلوي للسوري زاعماً أنه وضعه على حائط السور، في حين قام الآخر باستجلاء هويته على حد قولها.
وأشار بيان القوى الأمنية إلى أن الحـ.ـادثة وقعت حوالي الساعة 14.00 من تاريخ 7/3/2019، في محلّة ضهر العين – الكورة، أثناء إقامة عناصر من مفرزة سير أميون حاجزاً مرورياً في المحلّة.
وأكدت القوات الأمنية اللبنانية أن مفرزة السير المذكورة، أجرت تحقيقاً بلحادثة وجرى تنظيم محضري ضبط بحق المخالف بمخالفتي قيادة دراجة آلية من دون تسجيل ومن دون رخصة سوق.
ونوهت القوى الأمنية إلى أنها اتخذت التدابير المسلكية المناسبة بحق الدراجين، لمعاملتهم المخالف بالشدة وبطريقة غير مهنية.
يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي تمارس فيها العنصرية على عائلات سورية إذ سبق وأن أطلقت حملات عنصرية مناهضة لوجود السوريين في لبنان.
وعرضت قناة (MTV) اللبنانية مقابلة الشهر الماضي مع مواطن لبناني هـ.ـاجم اللاجئين السوريين بطريقة عنـ.ـصرية متهماً إياهم بأخذهم فرص العمل من اللبنانيين.
وفي برنامج (بدا ثورة) الذي تقدمه (غادة عيد)، مقابلة مع مواطن لبناني يحمل لافتة كتب عليها “أنا لبناني عندي أولاد.. بدي عيش بهذا البلد.. ليس لنا عمل فيه فقط للسوريين وغيرهم .. وبعدين لوين”.
وعلى اعتبار أن البرنامج هو (طرح جديد في وجه الفساد المتفشي في لبنان) كما تعرفه (MTV)، خرج المواطن اللبناني وهو عاري الصدر وهو يبكي ويشتكي لمراسل القناة قائلاً : “يحلوا عنا بقى يروحوا السوريين من قدامي.. وشغل عم يشتغلوا ورواتب عم ياخدوا.. ياعمي أنا ما معي أكل.. حلوا عن الله تبعنا… يا عمي أنا ما معي أدفع آجار بيتي… هي آخرة اللبناني..وبعدين.. نحرق حالنا”.
لترد المذيعة (غادة عيد)، تعليقاً على كلام المواطن اللبناني: “يعني هيدي المأساة يعني هيدي المواطن شفناه فجأة على الطريق والشباب حبوا ينقلولوا صرختوا… الناس صارت عم تبكي وبدا تحرق حالها… يمكن المعبر كان اللي كاتبوا هيدا المواطن”، وذلك في تأييد واضح من المذيعة على العنصرية تجاه السوريين دونما أي تعقيب منها أن ما كتبه اللبناني على اللافتة هو عمل عنصري.
وليست هي المرة الأولى التي تمارس فيها قناة (MTV) اللبنانية عنصريتها تجاه اللاجئين السوريين الفارين من بطش نظام الأسد، حيث أثار تقرير نشره موقع القناة في أيلول 2018 موجة من السخرية على صفحات التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب اتهام النازحين السوريين بالوقوف وراء ارتفاع نسبه السرطان في لبنان، حيث وصفت القناة بممارسة العنصرية تجاه السوريين.
ونشرت القناة وقتها تقريراً تحت عنوان (السرطان يجتاح لبنان… وسببان يساهمان بانتشاره)، وقالت إن “خطر الإصابة بمرض السرطان صار ملموساً بالأرقام في لبنان، وأن وزارة الصحة قامت بواجباتها ووضعت الإصبع على مدى انتشار السرطان، فأتت النتيجة زيادة بنسبة 5.6% في العام 2018”.
يشار إلى أنه في منتصف تشرين الأول 2018 أفاد موقع (دويتشه فيله) الألماني أن حملة التوعية الجديدة ضد سرطان الثدي للسيدات التي أطلقتها وزارة الصحة اللبنانية لا تشمل اللاجئات
السوريات والفلسطينيات، الأمر الذي يشكل فصلاً عنصرياً جديداً بحق اللاجئين على الأراضي اللبنانية.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي تداولت خطبة “جمعة” لرجل دين لبناني، هاجم فيها تفشي ظاهرة العنصرية ضد اللاجئين السوريين بين المواطنين اللبنانيين، داعياً إياهم إلى “تحكيم العقل”، ومعاملة السوريين “كإخوة”، كما انتقد تقريراً لقناة (إم تي في) اللبنانية مؤخراً الذي زعمت أنه “طبي” يدعي من خلاله طبيب أن أحد أسباب انتشار السرطان في لبنان يعود لتواجد اللاجئين السوريين”.
ويعاني السوريون في المناطق الحدودية في لبنان، من المعاملة العنصرية المتكررة والمستمرة منذ بداية اللجوء السوري إلى لبنان بعد اندلاع الثورة السورية، وسط إهمال السلطات اللبنانية، وغضها الأنظار عن محاسبة مرتكبي الجرائم والأفعال المؤذية والاعتداءات المتكررة بحق اللاجئين، والتقصير في حمايتهم وتوفير الرعاية والأمان لهم، حيث تعمل السلطات في لبنان على إعادتهم إلى مناطق سيطرة نظام الأسد، الذي قام بتهجيرهم من منازلهم، برعاية روسية، ومناشدات للاتحاد الأوروبي للمساعدة في ذلك.
يرجى عدم نسخ ما يزيد عن 20 بالمئة من الخبر، مع ضرورة ذكر إسم موقع الوسيلة©، بالإضافة إلى إرفاقه برابط الخبر الأساسي لموقعنا، وذلك حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية وتحت طائلة الملاحقة القانونية والإبلاغ.