ثلاث سيدات يدخلن عالم قيادة شاحنات كبيرة في سوريا
متابعة الوسيلة:
رغم أن مشهد قيادة النساء لشاحنة غريب إلا أن سائقة الشاحنة ديما محمد البالغة من العمر 34 عامًا تمكنت من كسر مشهد الغرابة هذا إذ دخلت عالم القيادة من أوسع أبوابه فأصبحت تقود شاحنة إضافة لكونها موظفة رسمية تتقاضى معاشاً شهرياً ثابتاً.
وفي شهر ديسمبر/كانون الأول 2018، التحقت ديمة محمد بعملها الجديد كواحدة من ثلاث سائقات اختارتهن المؤسسة السورية للتجارة، ليكنّ أول سائقات للشاحنات في سوريا.
وتقول ديما بحسب ما رصدت الوسيلة إنها عملت مدربة قيادة في مدرسة خاصة لكنها أُغلقت بعد الحرب.
وأضافت أنها لاقت تشجيعاً ومساعدة من أهلها لتصبح من أولى سائقات الشاحنات في سوريا بعد نجاحها في وظيفتها.
وتلفت محمد إلى أن عمل المرأة السورية في مؤسسة حكومية خيار أكثر أمانًا.
وعن تعامل الذكور ونظرتهم لها ترى ديمة أن التعامل مع الزملاء الذكور كان تحديًا آخر بالنسبة لها، إذ أنها تخوض ديما التحدي كل يوم لإثبات قدراتها.
من جانبه كشف مسؤول في وزارة التجارة التابعة لنظام الأسد أن ديمة ليست وحدها إذ تم قبول ثلاث نساء وسبعة رجال.
وعن مهمة السائقات يقول المسؤول: تقوم ديما وزميلتاها بتسليم البضائع داخل المدن الكبيرة وغير مصرح لهن بالسفر بين المدن.
وأضاف المسؤول أن هناك مبادرات مماثلة في الهيئات الأخرى التابعة للنظام، لافتاً إلى وزارة النقل أعلنت عن فرص عمل مماثلة للنساء في يناير/كانون الثاني.
وأوضحت مجموعة خبراء في مهرجان نساء العالم في لندن العام الماضي، أن النساء في سوريا لم يتحملن وطأة الحرب الأهلية الطويلة في البلاد فحسب، بل تعرضن للتهميش والتجاهل.
وأضافت المجموعة أن النساء السوريات غالبًا ما يعلن الأسر بمفردهن، لأن الرجال يقاتلون أو يسافرون إلى الخارج، فضلًا عن أن نقص المستشفيات العاملة كان من شأنه وفاة عدد غير معروف منهن في المنازل أثناء الولادة.
كما نوهت المجموعة إلى استغلال أخريات جنسيًا خلال مغامرات البحث عن الغذاء أو المعونة في ظل ظروف الحرب العصيبة في البلاد.
واضطرت الفتيات والسيدات السوريات على العمل في مهن ظلت حكراً على الرجال خاصة خلال سنوات الحرب في سوريا.
وكانت نساء سوريات في محافظة السويداء قد أطلقن مؤخراً مشروع أول مغسل ومشحم للسيارات، مخصص للنساء وبإدارة وإشراف نسائي كامل.
وعينت سهير أبو حمدان صاحبة المغسل مجموعة من النساء لأعمال الغسيل والتشحيم أمام صاحبة السيارة لتأمين خدمة مريحة للسيدات اللاتي لا يجدن مكاناً نشابهاً من حيث الخدم النسائية في المحافظة.
وكانت الحرب السورية التي اشتعلت في سوريا منذ العام 2011 قد فرضت واقعاً جديداً على النساء السوريات ماجعلهن يعانين قساوة الحياة وظروف المعيشة بعد فقدان أزواجهن فحملن مسؤولية الإنفاق على أولادهن وتربيتهم.
حيث عملن ضمن أعمال و مهام لم تكن واردة الذكر في وقت سابق، منها القتال إلى جانب قوات النظام في ساحات المعارك ضد قوات المعارضة السورية.
وكانت تقارير إعلامية سابقة بينت أن الشريحة الأكبر من سكان سوريا ترزح تحت خط الفقر، في ظل الحرب الدامية التي تشهدها البلاد منذ العام 2011.
وكانت الأمم المتحدة، قد أكدت مطلع آذار الحالي أنّ هناك حاليا أكثر من مليوني طفل سوري خارج المدارس، مؤكدة أن أكثر من 80 في المائة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال تقديمه للتقرير الأممي حول أوضاع السوريين بعد ثماني سنوات من الحرب، إن
وذكّر المسؤول الأممي بحاجة أكثر من 11 مليون سوري إلى شكل من أشكال المساعدة، بما في ذلك الغذاء والرعاية الصحية والمأوى والمياه والصرف الصحي والنظافة، وحتى في سبل عيشهم.