لاجئات سوريات يقـهرن الظروف المعيشية بهذه الأعمال في تركيا!
خاص – الوسيلة:
اضطرت اللاجئات السوريات في تركيا لحمل أعباء منازلهن بالإضافة لمهمتهن الأساسية في تربية أطفالهن وتنشئتهم التنشئة الصحيحة رغم قساوة الظروف وصعوبة تأمين الاحتياجات المعيشية اليومية.
حيث تمكنت معظم العائلات السورية من النجاح في نقل المطبخ السوري إلى جميع المدن التركية وبدأن فيها التأسيس لمرحلة جديدة من الحياة في البلد الذي استقبل أكثر من 3 ملايين و600 ألف لاجئ سوري على أراضيه.
واعتمدت معظم ربات البيوت على صنع الأكلات السورية والتفنن بمنتجات المونة السورية في مواسمها ومن ثم عرضها بغرض البيع في بازارات المدن وخاصة تلك الواقعة على الحدود التركية مع سوريا.
وبحسب ما قالت أم غيث الحلبي لموقع الوسيلة فقد أصبح للمنتجات السورية ومواد المونة تجارها ومسوقوها في معظم المدن والولايات التركية.
وتؤكد أم غيث التي تقطن في الريحانية بولاية هاتاي جنوب تركيا أن الأسواق والمحلات في المنطقة باتت مزحمة بالسوريين وكل ما تطلبه تجده في المحلات السورية المنتشرة بكثرة بل حتى في محلات الأتراك ستجد الكثير من المونة السورية وأعمال منزلية كالصوف مثلاً.
وأضافت أم غيث “47 عاماً”: كثير من الفتيات تزوجن في مخيمات اللجوء او في مناطق قرب الحدود السورية ـ التركية يعتمدن على عملهن في حياكة الصوف من أجل مساعدة أزواجهن.
وأشارت الحاجة خيرية راضي عبدو “55 عاماً” إلى أن مثل هذه المشاريع المنزلية يمكن أن تنفذ في دول عديدة وأينما وجد السوريون سواء في سوريا أو تركيا أو حتى في أوربا والخليج العربي.
وأكدت الحاجة عبدو في حديث لموقع الوسيلة أن العمل يساعد السوريات على تخطي مصاعب الحياة ويدر عليهن الأموال في ظروف فرضتها الحرب عليهن.
وبينت ديمة عمري “42 سنة” انها بدأت تعلم مهنة الصوف والنسج اليدوي في محاولة لمساعدة زوجها العامل في إحدى ورشات البناء.
واعتبرت عمري في حديثها لموقع الوسيلة أن تعلم مهنة يغني ربة البيت عن الحاجة للناس أو الدين من الأقارب مشيرة إلى أن أقرب الناس لزوجها رفض إقراضها رأسمال صغير لفتح ورشة خياطة في المنزل ما دفعها لتعلم المهنة أولاً ومن ثم جمع المال الكافي لتأسيس ورشة خياطة.
ويفتخر بعض الرجال بنسائهن اللاتي كرسن حياتهن للاعتناء بالأبناء والزوج والبيت.
وقال محمد شعبان إن زوجته تقوم بعناية طفليه الصغيرين إضافة لعملها في صنع المونة الشتوية وبيعها في البازارات لتأمين كل متطلبات المنزل باعتباره لا يقدر على العمل لأن لديه إعاقة في قدميه نتيجة إصابة سابقة.
فيما ترى نسرين عبد الصمد أن حياتها مع أطفالها تمرّ روتينية لكنها سعيدة لاختيارها أن تكون أماً لهم تعيلهم وتقوم بتربيتهم وتعليمهم على أكمل وجه.
وتضيف عبد الصمد أنها فخورة بكل امرأة اختارت أن تكون ربة بيت لتنجح في دور الأم،وعناية الزوج.
وتعاني العائلات السورية في تركيا من صعوبة تأمين متطلبات الحياة المعيشية في ظل غلاء الأسعار وعدم توفر فرص العمل.
ويضطر معظم أفراد العائلة الواحدة للعمل من أجل تسيير أمور الحياة وتلبية متطلباتها في بلاد اللجوء ما يجعل أعداداً من النساء الأرامل أو المعيلات للخروج إلى الأراضي الزراعية للعمل.
وكان مئات الآلاف من اللاجئين السوريين قد هجروا بلدانهم وقراهم هرباً من الحرب التي أطلقها نظام الأسد على السوريين منذ العام 2011 .