تركيا تُحـذر من إشـعال الشرق الأوسط .. ما علاقة إسرائيل؟
قال متحدث حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا عمر جليك، إن حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول ضم أجزاء من الضفة الغربية “من شأنه أن يشـعل الشرق الأوسط والعالم”.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده جليك في مقر الحزب بالعاصمة أنقرة.
ووصف المتحدث تصريحات نتنياهو بـ”المتهورة”، مؤكدًا أنه يستخدمها كأداة انتخابية لكسب دعم اليمين المتطرف.
وأضاف أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي كشف عن وجهه العدواني الطائش مرة أخرى”.
وتابع أن قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس والجولان شجّعت نتنياهو على إطلاق تلك التصريحات.
وأكد جليك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي “لم يترك قيمًا إلا واعتدى عليها”، موضحًا أنه “جعل من الخروج على القانون والإرهاب جزءًا من سياسة الدولة”.
وقال إنه من الضروري عدم السماح لنتنياهو بالحضور في الاجتماعات الدولية.
وأوضح أن “اقتصار إدانة وردة فعل المجتمع الدولي على إبداء القلق حيال الممارسات الإسرائيلية، أسفرت للأسف الشديد عن ظهور عدوان لم ير العالم مثله من قبل”.
وأضاف: “نتيجة لذلك، لن يبقى هنالك شيء اسمه مجتمع دولي، وسيعتدي الطرف القوي على الضعيف في جميع الأزمات حول العالم”.
من جانبه استنكر وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الاحد، تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن ضم مستوطنات في الضفة الغربية حال فوزه في الانتخابات المقبلة.
جاء ذلك في تغريدة على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.
وأوضح تشاووش أوغلو أن الضفة الغربية تعتبر أراض فلسطينية تقع تحت الاحتلال الاسرائيلي.
وأضاف أن تصريحات نتنياهو غير المسؤولة والصادرة نتيجة قلق انتخابي، لن تغير الحقائق.
والسبت، قال نتنياهو إنه سيبدأ تنفيذ خطة لضم أجزاء من الضفة الغربية، حال فوزه في انتخابات 9 أبريل/نيسان الجاري.
وتشير تقديرات إسرائيلية وفلسطينية، إلى وجود نحو 670 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية، يسكنون في 196 مستوطنة، و200 بؤرة استيطانية.
وفيما يتعلق بالانتخابات المحلية التي شهدتها تركيا الأسبوع الماضي، قال جليك إن حزبه حقق المركز الأول من حيث أصوات الناخبين في 15 استحقاقا، مؤكدًا أنه “رقم قياسي”.
وتطرق جليك إلى تصريحات النائب الأول لرئيس المفوضية الأوروبية، فرانس تيمرمانس، حول نتائج الانتخابات، مؤكدًا أن تقديم الطعون حق ديمقراطي وقانوني وجزء من العملية الانتخابية، كما هو الحال في الدول الغربية.
كان تيمرمان دعا في تعليق له على سير العملية الانتخابية إلى “اتباع المبادئ الديمقراطية”.
وفي الإطار ذاته، تساءل جليك عن سبب قلق المعارضة حيال إعادة فرز الأصوات، إذا كانت واثقة من أدائها.
والأحد الماضي، شهدت تركيا انتخابات محلية، أفرزت تقدم المعارضة في مدينة إسطنبول، وفق نتائج أولية غير رسمية، فيما طلب حزب العدالة والتنمية، في وقت سابق الأحد، إعادة فرز الأصوات في عموم المدينة، بسبب وقوع “مخالفات منظّمة في عملية فرز الأصوات”.
وأعلن نتنياهو مؤخرا خلال تصريحات صحفية أنه سيتخذ إجراءات لضم أجزاء من الضفة الغربية إلى إسرائيل حال فوزه في الانتخابات العامة يوم 9 أبريل، مشددا على رفضه القاطع لإخلاء حتى شخص واحد من المستوطنات الإسرائيلية في هذه المنطقة أو الجولان المحتل أو القدس الشرقية.
وذكر نتنياهو أنه أكد للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ضرورة سيطرة إسرائيل على كل الضفة الغربية، معتبرا أن كل المستوطنات في المنطقة “دون استثناء” يجب أن تكون تحت سيادة إسرائيل.
واستنكرت تركيا في وقت سابق من الأحد بشدة هذه التصريحات، مؤكدة أن الضفة الغربية أرض فلسطينية محتلة من قبل إسرائيل، فيما دعت المجتمع الدولي إلى “وقف جنون نتنياهو”.
ويخوض نتنياهو وحزبه “الليكود” منافسة شرسة في الانتخابات العامة المقبلة في إسرائيل مع تحالف الرئيس السابق لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي، بني غانتز، وذلك وسط اتهامات واسعة إلى رئيس الوزراء الحالي من قبل معارضيه بالتورط في عدة فضائح فساد.
وتشير التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الحالي قبيل السباق الانتخابي إلى سعي للاستفادة من علاقاته مع ترامب لحصد أصوات الناخبين، لا سيما أن الرئيس الأمريكي سبق أن اتخذ إجراءات عديدة لصالح إسرائيل على رأسها الاعتراف بالقدس عاصمة لها وبسيادتها على الجولان السوري المحتل وكذلك قطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية.