أخبار سوريا

معارك شمال سوريا المحتدمة.. هكذا وجهت تركيا رسائل إلى بشار الأسد وحلفائه

تشهد مناطق شمالي سوريا معـ.ارك كر وفر، وسط تقدم للثوار على حساب جيش نظام بشار الأسد، الذي تكبد خسائر فادحة في الأرواح والمعدات والمناطق الإستراتيجية، في ظل خلافات دولية على ملف الشمال السوري، ما سمح للثوار بالتحرك.

وحملت الأيام الماضية أنباء مختلفة نوعاً ما، خصوصاً في التطور اللافت حول استهداف نظام الأسد محيط نقطة مراقبة تركية بريف حماة الشمالي.

معارك متتالية

شنت فصائل الثوار عدة معارك على مواقع نظام الأسد في الأيام الأخيرة بريفي حماة واللاذقية، تندرج ضمن معركة “الفتح المبين” التي تشترك فيها جميع الفصائل العسكرية لصد هجمات روسيا وجيش الأسد على أرياف حماة وإدلب واللاذقية.

وتؤكد الفصائل أن حملتها مستمرة لحين استعادة المناطق التي خسرتها الشهر الماضي، وعودة خارطة السيطرة كما كانت عليه قبل تقدّم قوات الأسد في مناطق المعارضة بداية شهر مايو الماضي تحت غطاء ناري روسي غير مسبوق.

وتمكنت فصائل الثوار من صد تقدم قوات النظام في ريف اللاذقية على محور تلة الكبانة “الاستراتيجية” المطلة على ريف إدلب الغربي، بحسب صحيفة عنب بلدي المحلية.

من جانبه أعلن فصيل “الجبهة الوطنية للتحرير”، في بيان (11 يونيو)، عن استهداف قاعدة عسكرية روسية في منطقة حيالين في ريف حماة الشمالي بالمدفعية الثقيلة، مضيفاً أنه حقق إصابات مباشرة.

إقرأ أيضاً: فيصل القاسم يوجه سؤال ملح إلى سهيل الحسن

كما استهدفت الفصائل قوات الأسد بواسطة الطائرات المسيرة في قرية القصابية بريف إدلب، في الوقت الذي تشهد الجبهات معارك عنيفة تخوضها الفصائل ضد جيش النظام ومليشياته.

رسالة تحذير تركية

وقال الباحث السياسي السوري عبد الرحمن عبارة في حديث لموقع “الخليج أونلاين” رصدته الوسيلة إنّ توسيع المعارك لتشمل محاور جديدة وخصوصاً في ريف اللاذقية “رسالة تحذير تركية أكثر من كونها هدفاً للثوار ولأنقرة يجب تحقيقه”.

وأضاف عبارة أنّ “فحوى الرسالة التحذير من مخاطر استمرار قصف مناطق إدلب وريف حماة، وهو ما سيؤدي إلى انفجار الأوضاع على طول الجبهات، وعودة التفاهمات العسكرية والسياسية إلى نقطة ما قبل اتفاقات أستانة وسوتشي”.

وعن وجود مضادات طيران بيد الثوار، بيّن الباحث السوري أنّ الدعم الأخير من مضادات الطيران مرتبط بسياسة لا غالب ولا مغلوب التي تتبعها الولايات المتحدة في سوريا، “لذلك لا أعتقد أن واشنطن ستكرر النموذج الأفغاني شمالي سوريا، مع عدم استبعاد لجوء إدارة ترامب لهذا السيناريو في مراحل متقدمة وفقاً لمصالحها”.

تطور لافت

وفي سياق متصل، استهدفت قوات الأسد والمليشيات الأجنبية المدعومة من إيران، السبت (8 يونيو)، محيط نقطة المراقبة التركية رقم (10) بقذيفة مدفعية، بحسب وكالة الأناضول التركية.

ولفتت الوكالة إلى أنّ الهجوم الذي استهدف نقطة المراقبة التركية الواقعة في بلدة مورك في محافظة حماة، لم يتسبب في أي أضرار.

وسبق أن استهدفت قوات الأسد نفس محيط النقطة التركية بقذائف صاروخية في أبريل الماضي، ومرتين في مايو الماضي.

إقرأ أيضاً: العميد سهيل الحسن يشتكي لموسكو ضعف قوات بشار الأسد (فيديو)

ويوجد في محافظة إدلب ومحيطها 12 نقطة مراقبة تركية، لتنفيذ وقف إطلاق النار وتطبيق اتفاق أستانة الموقع عام 2016 بين تركيا وروسيا وإيران.

وقال الباحث السوري: “التطورات الأخيرة في ريف إدلب توحي بأن هناك تقارباً بين واشنطن وأنقرة فيما يخص ملف إدلب، ظهر في السماح للفصائل باستخدام مضادات الدروع، ورفض واشنطن المعلن تقدم قوات النظام وروسيا في ريفي إدلب وحماة، وطلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من روسيا والنظام السوري التوقف عن قصف تلك المناطق”.

خسائر النظام وحشوده

وفي ظل الخسائر الفادحة التي مني بها نظام الأسد نتيجة الرد القوي لفصائل الثوار على الأرض، أرسل النظام تعزيزات عسكرية من ثلاث فرق إلى جبهات ريف حماة الشمالي، وريف اللاذقية، في محاولة لاستعادة بعض المناطق، إلا أنه حتى الآن لم يحقق أي تقدم.

ذكرت صحيفة عنب بلدي المحلية، الاثنين (10 يونيو)، أنّ “التعزيزات خرجت من ريف دمشق باتجاه الشمال السوري ضمن ثلاثة أرتال من الفرقة الثالثة، ورتل من الفرقة الأولى، وثالث من الفرقة العاشرة”.

وتتحدث كتائب الثوار عن خسائر ضخمة للغاية في صفوف الأسد، وهو ما جعله يستقدم كل تلك الحشود، إذ قتل ما يزيد على 100 عنصر من قوات الأسد من ضمنهم 17 في سيارة مفخخة.

فيما قالت شبكة شام المحلية، السبت (8 يونيو)، نقلاً عن مصادر عسكرية، إن المعارك التي شهدتها جبهات ريف حماة، والتي لا تزال مستمرة على جبهات جديدة، كبّدت النظام عشرات القتلى والجرحى، بينهم ضباط برتب عالية وصف ضباط.

وأشارت الشبكة إلى أن أكثر من 100 جثة لا تزال بين الأراضي والمزارع والدشم التي تقدمت إليها الفصائل على محاور الجبين وتل ملح لم يتمكن النظام من سحبها.

إقرأ أيضاً: قوات المعارضة السورية تفشل محاولات قوات الأسد التقدم على عدة محاور بريفي حماة واللاذقية

ويرى الباحث “عبارة” أنه ليس أمام النظام السوري إلا الاستمرار في عملياته العسكرية في ريف حماة مهما بلغت الخسائر، بانتظار تبلور الموقف الروسي من التطورات الأخيرة، ولا يسع روسيا في نهاية المطاف إلا تجديد العمل باتفاق سوتشي، أو إعادة التفاوض مع الجانب التركي لوقف تقدم الفصائل السورية، وبناء تفاهمات جديدة.

قصف هستيري

ومع خسائر النظام المتراكمة على الجبهات، كثفت طائراته من قصفها على أرياف حماة وإدلب واللاذقية؛ ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات المدنيين، في محاولة منه للتقدم في مناطق سيطرة الثوار.

ووثقت منظمة الدفاع المدني “القبعات البيضاء” مقتل 273 مدنياً، بينهم 67 طفلاً و58 امرأة، فيما أسعف 785 مدنياً بجروح متفاوتة، ما يقرب من نصفهم من الأطفال والنساء، في أرياف إدلب وحماة خلال مايو الفائت فقط.

واستهدفت قوات النظام وروسيا أكثر من 1800 منزل للمدنيين في ذات المناطق، و11 سوقاً شعبية، إضافة إلى 374 حقلاً زراعياً، وستة مشاف، وخمسة مراكز للدفاع المدني، وأربعة مساجد، خلال الشهر الفائت.

ووثق الدفاع المدني أكثر من ثلاثة آلاف غارة لطيران الأسد على تلك المدن والبلدات، ونحو تسعة آلاف قصف مدفعي، وأكثر من 10 آلاف قصف براجمات الصواريخ، إضافة إلى أكثر من 2400 برميل متفجر.

كما ألقت قوات النظام، خلال مايو، أكثر من 300 لغم بحري، إضافة إلى 136 قنبلة عنقودية ونحو 35 عبوة ناسفة، واستخدمت 151 سلاحاً حارقاً.

وسجّلت المنظمة وقوع 12 مجزرة في محافظة إدلب وحدها، وتعرض مدن وبلدات فيها لـ 3901 غارة جوية من الطائرات الحربية والمروحية و 10285 قذيفة مدفعية وصاروخية.

من جانب آخر، نقلت وكالة “رويترز”، الاثنين (10 يونيو)، عن منسق الأمم المتحدة الإقليمي، بانوس مومسيس، قوله: “نخشى إذا استمر ذلك واستمر ارتفاع أعداد (النازحين) واحتدم الصراع أن نرى فعلاً مئات الآلاف.. مليون شخص أو مليونين يتدفقون على الحدود مع تركيا”.

إقرأ أيضاً: وزير الخارجية الروسي يتـوعد مقاتلي الجيش السوري الحر.. هذا ما طالب به تركيا!

وأضاف: “نشاهد هجوماً يستهدف فعلاً، أو يؤثر على المستشفيات والمدارس في مناطق مدنية، مناطق فيها سكان وأماكن حضرية، وهو ما لا ينبغي أن يحدث بموجب القانون الدولي الإنساني”.

كما حذر المسؤول الأممي من تدهور الوضع في محافظة إدلب وعدم تطبيق اتفاق خفض التصعيد الموقع بين روسيا وتركيا في سبتمبر الماضي، القاضي بوقف إطلاق النار بين المعارضة وقوات الأسد.

– الخليج أون لاين.

زر الذهاب إلى الأعلى