المنطقة الآمنة شمال شرق سوريا.. في انتظار التنفيذ
أكد سياسي كردي أن المشاورات الأمريكية التركية حول إقامة «المنطقة الآمنة» في شمال شرق سوريا، لم تؤدِ حتى الآن إلى تفاهم نهائي بسبب الظروف الطارئة في المنطقة.
وأضاف مصطفى جمعة، عضو المكتب السياسي لما يسمى الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا بحسب ما نشر موقع باسنيور ورصدت الوسيلة إن: “مشروع المنطقة الآمنة لم يتوقف، ومازال قيد التداول بين أمريكا وتركيا”.
وتابع جمعة: “لكن هذا الموضوع يخضع لجملة من العوامل والحسابات الدقيقة بين الطرفين، آخذين بعين الاعتبار مخاوف الدولة التركية من وجود إدارة كوردية في كوردستان سوريا”، على حد تعبيره.
وأشار عضو المكتب السياسي للحزب إلى أن المنطقة المزمع إنشاؤها ستخضع لإدارة مشتركة من مكونات المنطقة، بالإضافة لإنهاء الوجود العسكري الحالي فيها بما يزيل المخاوف التركية.
وقال جمعة: “مع ذلك فالمشاورات بين الطرفين لم تؤدِ حتى الآن إلى تفاهم نهائي بسبب الظروف الطارئة في المنطقة وحاجة أمريكا إلى الإبقاء على الوضع الحالي على الأقل في الوقت الراهن».
وأوضح أن: “غرب الفرات أيضاً له علاقة بالتفاهم أو الترتيبات بين الطرفين فيما يتعلق بالظروف التي ستنشأ بعد تثبيت المنطقة الآمنة”.
واستدرك جمعة بالقول: «هناك مبادرة فرنسية حول وحدة الموقف والصف الكورديين والتي أخذت حيزاً مقبولاً من المداولات والنقاشات وإمكانيات التفاهم بين المجلس الوطني الكوردي والإدارة الذاتية”.
وكشف العضو السياسي: ” أن كل المبادرات ومحاولات الأشقاء والأصدقاء تذهب هدرا أمام تعنت حزب الاتحاد الديمقراطي “ب ي د” ونهجه التفردي والاستئثاري».
وبين أن: “حزب ب ي د لن يقبل أية تفاهمات جدية إلا إذا تغيرت الأرضية السياسية وفرضت معادلة تقلل من دوره وتدفعه نحو الشراكة».
وختم مصطفى جمعة حديثه بالقول: «حلول الوضع السوري أصبحت مرتبطة إلى حد ما بالأوضاع المستجدة في منطقة الخليج وبما يحدث في بؤر أخرى متوترة في الشرق الأوسط”.
إقرأ أيضاً: قائد جيش العزة يتحدث عن أكبر خديعة للثورة السورية
وكانت قد بحثت اللجنة الأميركية التركية المشتركة في 2 آذار 2019 في أنقرة تنسيق الانسحاب الأميركي من شمال شرق سوريا، وتفاصيل المنطقة الآمنة المزمع تشكيلها على الحدود التركية.
وأكّد الجانب على أن بلادهم “تحتفظ بحق الدفاع المشروع عن النفس”، في حال تم الانسحاب الأميركي دون توافق يبدّد هواجس أنقرة.
وتركّز تركيا في مباحثاتها مع واشنطن على إنشاء منطقة آمنة على حدودها الجنوبية بعمق 30 – 40 كم على الأقل، تكون خالية من أي وجود لوحدات الحماية التي تصنفها أنقرة أنها إرهابية.
وقال الرئيس التركي أردوغان “نتمنى إنشاء المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا بالتعاون مع حلفائنا، لكن في حال تعذر ذلك فإننا مصممون على إقامتها بإمكاناتنا الخاصة مهما كانت الأحوال والظروف”.
وكان الرئيس ترامب أعلن، في كانون الأول الماضي، سحب القوات الأمريكية البالغ عددها ألفي مقاتل في شمال شرق سوريا.
وتزامن ذلك مع إعلان متحدث باسم البنتاغون أن القوات الأميركية ستنشئ منطقة آمنة في شمال شرقي سوريا في سياق قوة متعددة الجنسيات.
ولا يزال مصير المنطقة مجهولًا حتى الآن بسبب عدم معرفة الطرف الذي سيكون صاحب القرار فيها، عقب انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة، وسط رفض تركيا سيطرة أي جهة على المنطقة الآمنة غيرها.
يذكر أن تركيا أطلقت عملية عسكرية تركية سورية “غصن الزيتون” في20 كانون الثاني 2018 لدعم فصائل المعارضة السورية في سعيها لطرد قوات “وحدات حماية الشعب” الكردية من منطقة عفرين إلى جانب قوات الجيش السوري الحر وفصائل المعارضة سعياً منها لإبعاد المقاتلين الأكراد،وتأمين المدن التركية الحدودية من نيران قصفه .