قوات المعارضة السورية تتقدم في جبل التركمان بريف اللاذقية (صور)
أعلنت قوات المعارضة السورية عن إطلاق عملية عسكرية واسعة في ريف اللاذقية الشمالي، بهدف السيطرة على مواقع قوات الأسد في منطقة جبل التركمان ذات الموقع “الاستراتيجي الهام”.
وأطلقت غرفة عمليات وحـ.رض المؤمنين العملية العسكرية الجديدة تحت مسمى “فإذا دخلتموه فإنكم غالبون”.
وتضم غرفة عمليات وحـ.رض المؤمنين تشكيلات: تنظيم “حراس الدين”، “أنصار التوحيد”، “جبهة أنصار الدين”، “جبهة أنصار الإسلام”.
وقال مراسل الوسيلة في ريف اللاذقية اليوم الثلاثاء 9 تموز الحالي إن مقاتلي المعارضة المنضوين تحت غرفة عمليات وحرض المؤمنين قد أغاروا منذ صباح اليوم على تجمعات وقوات الأسد والميليشيات الموالية لها في في جبل التركمان في محاولة للتقدم والسيطرة على نقاط متقدمة في تلك المنطقة.
وأوضح مراسلنا أن معارك عنـ.يفة خاضها مقاتلو المعارضة المشاركين بالعملية العسكرية ضد مواقع الأسد في محاور عطيرة وجبل زاهية والصراف في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي.
وأشار المراسل إلى أن اشتباكات قوية جرت على تلك المحاور استخدم فيها الطرفان مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وبين مراسل الوسيلة في ريف اللاذقية أن إغارة مقاتلي المعارضة على مواقع قوات الأسد أدت لمقـ.تل وجرح العشرات من قوات الأسد.
وأعلنت غرفة عمليات وحرض المؤمنين عن كسر خطوط الدفاع الأولى لقوات الأسد في جبل التركمان والسيطرة على عدة نقاط لم تذكرها بعد.
كما أكدت غرفة العمليات تدمير دبابتين لقوات الأسد على تلة زاهية في جبل التركمان إثر استهدافهما بصاروخ كورنيت.
وأشارت غرفة عمليات وحرض المؤمنين إلى تمكن مقاتليها من أسر أربعة عناصر لقوات الأسد على عدة محاور في منطقة جبل التركمان الإستراتيجية.
إقرأ أيضاً: “الفهد”.. الجيش السوري الحر ينتج أول مركبة مدرعة متطورة (فيديو)
كما جرى تدمير مستودعات للذخيرة بمحاور الاشتباكات مع قوات الأسد في جبل التركمان بريف اللاذقية.
ونشرت غرفة العمليات صوراً لمقاتليها وهم يستعدون لاقتحام مواقع قوات الأسد في جبل التركمان.
كما نشرت غرفة عمليات وحرض المؤمنين صوراً عدة لجثـ.ث قـ.تلى الأسد المنتشرة في أماكن عدة من منطقة القـ.تال.
تقدم مهم للفصائل
وقال قائد عسكري في الجبهة الساحلية التابعة للجيش السوري الحر:”سيطرت فصائل غرفة عمليات (وحرض المؤمنين) على أكثر من 15 نقطة في جبل التركمان أبرزها تلة 428 “، مشيرا إلى سقوط عشرات القـ.تلى والجـ.رحى من قوات السد والقوات الروسية وعناصر حزب الله اللبناني، بالإضافة إلى أسر أربعة عناصر من قوات النظام .
وأكد القائد العسكري، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) :”بدأت فصائل المعارضة اليوم معركة أطلقت عليها اسم ( فإذا دخلتموه فإنكم غالبون) وبعد التمهيد المدفعي كسرت خطوط الدفاع الأمامية لقوات النظام والمجموعات الموالية لها، وتم تدمير دبابتين ومقـ.تل طاقمهما في محوري تلة زاهية وجبل التركمان”.
من جانبه ، قال قائد ميداني يقاتل مع قوات الأسد لـ (د.ب.أ) :”تصدى الجيش السوري والقوات الموالية له لهجوم المجموعات المسلحة على محور بلدة الدرة والنقاط المحيطة بها في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي صباح اليوم، وقتـ.لت من المجموعات المهاجمة أكثر من 25 عنصراً ودمرت أكثر من أربع سيارات ومقـ.تل من فيها”.
وأضاف القائد الميداني، الذي طلب عدم ذكر اسمه:”بعد صد المجموعات المسلحة بدأ سلاح المدفعية والطيران باستهداف خطوط دعم المجموعات المسلحة بالتزامن مع استمرار الاشتباكات وعمل الوحدات المقاتلة على التقدم باتجاه نقاط المسلحين”.
الهدف جبل زاهية
بحسب خريطة السيطرة الميدانية والمحاور التي تسير بموجبها الفصائل العسكرية، فإنها تهدف إلى الوصول لجبل زاهية، الذي تشكل السيطرة عليه السيطرة الكاملة على منطقة جبل التركمان في ريف اللاذقية.
وقال قيادي عسكري في ريف اللاذقية لجريدة “عنب بلدي” إن جبل زاهية قمة عالية وذات أهمية “استراتيجية” كبيرة، وتتمركز فيه قوات الأسد وتنفذ ضربات مدفعية منه على مناطق سيطرة المعارضة.
وأضاف القيادي أنه وفي حال سيطرة فصائل المعارضة على الجبل، ستسقط منطقة جبل التركمان بشكل كامل في يدها، ومعظم النقاط العسكرية التابعة لقوات الأسد.
جبل زاهية قريب من الحدود التركية مسافة خمسة كيلومترات، وكان قوات الأسد قد سيطرت عليه في منتصف كانون الأول 2015، وأجبرت فصائل المعارضة على الانسحاب من عدة قرى وبلدات غدت ساقطة ناريًا حينها بالسيطرة على الجبل، الذي منح النظام سيطرة كاملة على جبل التركمان، حينها.
وتعطي السيطرة على جبل زاهية سيطرة كاملة على قرية الكبير، الواقعة على الطريق الواصل بين غابات الفرنلق وربيعة.
وفي حال السيطرة على قرية الكبير من جانب فصائل المعارضة ستكون قرية الخضرا ضمن نفوذها أيضًا، وبالتالي السيطرة على ربيعة ومعظم القرى التي كانت في يد الفصائل في أثناء دخول قوات الأسد إليها، في أواخر عام 2015.
ضوء أخضر تركي
من جانبه قال اللواء فايز الدوير في اتصال هاتفي مع إذاعة “روزنة” رصدته الوسيلة إن المعركة تبدو حتى اللحظة “وظيفية” وتهدف إلى تخفيف الضغط عن بقية الجبهات في ريفي إدلب وحماة.
وأضاف الدويري أنه من المرجح حصول الفصائل على ضوء أخضر تركي، مؤكدا أن جبهات الساحل لا تفتح عادة إلا بقرار خارجي.
وكانت تركيا أسقطت في 24 من تشرين الثاني من عام 2015، طائرة “سو – 24” روسية اخترقت أجواءها، بعد تحذيرها بالابتعاد والاتجاه جنوبًا باتجاه الأراضي السورية.
وقـ.تل الطيار الروسي بعد تحطم مروحيته وسقوطها في مناطق جبل التركمان شمال اللاذقية، بينما نجا زميله من الموت بعدما أنقذته وحدة “كوماندوز” خاصة سورية وروسية، وفق ما أعلنت وسائل إعلام موالية للنظام السوري، حينها.
وعمّق إسقاط الطائرة الأزمة بين تركيا وروسيا وسط اتهامات متبادلة، وسرعان ما أعلنت روسيا فرض عقوبات اقتصادية على تركيا كردّ على الحادثة، بينما قالت تركيا إنها دافعت عن حدودها وهذا حق مشروع، بحسب ما ذكرت في بيان لها، آنذاك.
القصف مستمر
وتزامنت المعارك في جبل التركمان بريف اللاذقية مع قصف جوي من طيران النظام استهدف مخيمًا للنازحين في بلدة دير الشرقي في ريف إدلب الشرقي ما أدى لمقـ.تل مدنيين.
وبحسب ما نقل مراسل موقع الوسيلة في الشمال السوري فإن القصف طال خيامًا للنازحين بأطراف بلدة دير الشرقي التابعة لمعرة النعمان، ما أدى إلى مقـ.تل امرأتين وطفلين وإصـ.ابة عدد من المدنيين.
وأضاف المراسل أن طائرات حربية روسية أغارت على قرية جبالا بريف إدلب الجنوبي موقعة جرحى في صفوف المدنيين.
كما جرح عدد من المدنيين بقصف جوي لطيران النظام استهدف كفر بطيخ بريف إدلب الشرقي وفق مراسلنا.
إقرأ أيضاً: قوات المعارضة تصد محاولة اقتحام جديدة لقوات الأسد والميليشيات الروسية على جبهة ريف حماة
ويأتي هذا العمل العسكري لقوات المعارضة في جبل التركمان بشكل مباغت لم تحسب له حساباً قوات الأسد وميليشياتها المساندة لها.
وفشلت كل محاولات تقدم قوات الأسد على جبهة حماة إذ أحبطت المعارضة كل الهجمات الرامية لاستعادة المواقع التي خسرتها في الريف الشمالي لحماة، وهي: مدرسة الضهرة، الجبين، تل ملح.
جبل التركمان
ويقع جبل التركمان شمالي محافظة اللاذقية، ويمتد من قرية برج إسلام وصولًا إلى الحدود التركية، ومن ناحية بداما شمالًا بمحاذاة شاطئ البحر المتوسط إلى النهر الكبير الشمالي جنوبًا حيث جبل الأكراد وتبلغ مساحته 530 كيلومترًا مربعًا.
وينقسم الجبل إداريًا إلى ثلاث نواح تتبع لمدينة اللاذقية وهي ربيعة وكسب وقسطل معاف.
وكانت قوات النظام وبدعم روسي سيطرت على نحو 85% من جبل التركمان عام 2015 ، ما تسبب بتهجير جميع من تبقى من سكانها ويبلغ عددهم 20 الف من التركمان والعرب إلى تركيا.