أخبار تركيا

لا أمل كبير في إصلاحه.. داوود أوغلو: حزب العدالة والتنمية انحرف عن مساره ومصاب بحالة يأس

اعتبر رئيس الوزراء التركي الأسبق، أحمد داوود أوغلو، أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، والذي يتزعمه الرئيس، رجب طيب أردوغان، مصـ.اب بحالة من اليأس وسط تزايد خـ.لافات داخلية.

وأضاف أوغلو في حديث لصحيفة “فاينانشال تايمز” الأمريكية، نشر الثلاثاء، ورصده موقع الوسيلة إن: “انحراف الحزب عن قيمه الأساسية يثير استياء عميقا بدءا من صفوفه السفلى ووصولا إلى نخبته الأعلى”.

وتابع أوغلو: “سبق لحزب العدالة والتنمية أن ثمّن العدالة والحرية وحريتي الفكر والتعبير، لكن هذه القيم التي احترمناها على مدار حياتنان لاقت تجاهلاً خلال ال3 سنوات الأخيرة”.

وأشار رئيس الوزراء التركي السابق إلى أن: ” الانتقال إلى النظام الرئاسي، الذي مكن الرئيس أردوغان من حشد قوة غير مسبوقة عمليا في يديه، أضر بالهياكل الأساسية وزاد المؤسسات التركية ضعفاً لتركيا”.

وبخصوص إنشاء حزب جديد، أكد داوود أوغلو وجود احتمال لانفصاله لتشكيل قوة سياسية جديدة، ما سيعني انشقاقا كبيرا في الحزب الحاكم، الذي اعتبر داوود أوغلو أنه يمر “بحالة يأس واسعة النطاق”.

وأوضح أوغلو أنه: “لا يزال يشعر بـ “المسؤولية” عن تنفيذ محاولة لإصلاح الحزب من الداخل، مشيراً إلى أنه: “لا أمل كبيرا لدي”.

ولم يتطرق داوود أوغلو الذي لا يزال حتى اللحظة عضواً في حزب العدالة والتنمية إلى ذكر المزيد عن الحزب الجديد وموعداً دقيقاً لتشكيله.

وقال أوغلو: “إننا بحاجة إلى نفسية جديدة قائمة على الانفتاح والشفافية والحرية والحديث دون أي خوف… لا يمكن أن يكون هناك أي حل في حال تشعرون بالخوف من التفكير والتحدث”.

وسبق لداوود أوغلو أن وجه انتقادات عدة لسياسة حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه الرئيس التركي رجب أردوغان، داعياً لحمله إصلاحات وإعادة الحزب إلى طريقه الصحيح، منوهاً إلى تشكيل حزب جديد إن لم يغير الحزب من سياسته.

إقرأ أيضاً: مخابرات الأسد تجند 400 شخصاً في لواء اسكندرون

ويعتبر داوود أوغلو من أبرز أعضاء حزب العدالة والتنمية، ومثل حليفاً قوياً لأردوغان، حيث تعهد في خطابه بمناسبة الاستقالة بالحفاظ “حتى آخر نفس” على علاقات وثيقة مع الرئيس التركي.

لكن تطور الأحداث اتخذ طريقا آخر في العام الحالي، جعل من داوود أوغلو، وعلي باباجان أحد مؤسسي “العدالة والتنمية”، ، من أكبر المنتقدين الداخليين لنهج حزبه بعد نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة، التي أدت لفقدان اسطنبول والعاصمة أنقرة من يد الحزب.

وبحسب الصحيفة: “إن الانتقادات من قبل النشطاء القدامى في الحزب مثل داوود أوغلو وباباجان ونيته إنشاء قوة سياسية جديدة مثلت تحدياً غير مسبوق بالنسبة للرئيس التركي، لا سيما في الوقت الذي يواجه فيه مشاكل اقتصادية عميقة وخلافات حادة في العلاقات مع الغرب”.

وقدم ّ نائب رئيس وزراء تركيا، وزير المالية السابق علي باباجان، الإثنين 8 يوليو 2019، استقالته من الحزب الحاكم (العدالة والتنمية)، الذي يعد أحد مؤسسيه، وذلك تمهيداً لتأسيس حزب جديد، استعداداً للاستحقاقات الانتخابية المقبلة في العام 2023 أو ما قبلها في حال حصول انتخابات مبكرة.

في المقابل، عبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن انزعاجه من الأنباء عن إطلاق الحزب الجديد، وقال، “نحن في حزب العدالة والتنمية (AKP) حملة قضية، لا نقول إننا سنبقى دائمًا في نفس الاتجاه، لكن على حامل القضية ألا يخون قضيته”، كما ذكرت صحيفة “Cumhuriyet”.

ولد داوود أوغلو في 26 شباط 1959، وعقب انتخابات 2002 عيّن كبير مستشاري رئيس الوزراء آنذاك والرئيس الحالي أردوغان, إلى أن تولى منصب وزير الخارجية في الحكومة 2009، واستلم منصب رئيس الوزراء في 2014.

واختير داود أوغلو وزيرًا للخارجية التركية في أيار سنة 2009 فاستمر فيها حتى استلامه رئاسة الحكومة التركية في 28 آب من 2014.

وداوود أوغلو متزوج ولديه أربعة أبناء، وله العديد من الكتب والمقالات في السياسة الخارجية، واختارته مجلة “فورين بوليسي” في العام 2010 ضمن أهم 100 مفكر في العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى