الجيش الوطني يعلن استعداده المشاركة في عملية شرق الفرات
أكدّ قادة في فصائل المعارضة السورية إنهم مستعدون ليشن هجوم لاستعادة السيطرة على المناطق التي تخضع لسيطرة قوات يقودها الأكراد بدعم أمريكي في شمال شرق سوريا.
وقال المتحدث باسم الجيش الوطني السوري، الرائد يوسف حمود في حديث لوكالة رويترز رصده موقع الوسيلة: ” إن قوة قوامها أكثر من 14 ألف مستعدة لبدء لخوض أعمال قتالية إلى جانب القوات التركية ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على مساحات شاسعة في شمال شرق سوريا”.
وأضاف حمود: “إنّ المعركةَ المرتقبةَ في مناطق شرق الفرات ضد الميليشيات الكردية يجري التنسيق لها في إطار تفاهماتٍ سياسية تركية أمريكية”.
وأوضح الرائد حمود: ”إن الهدف إنهاء مشروع القوى الإرهابية الانفصالية ووقف مشروع التغيير الديموغرافي للسكان وإعادة النازحين من مختلف المكونات الذين نزحوا من مناطقهم تحت الإرهاب الممارس من حزب الاتحاد الديمقراطي وإعادتهم إلى مناطقهم الأساسية“.
وتحدث مصدر معارض آخر إن الاستعدادات جارية بالفعل مع انتشار الجيش التركي على طول الحدود في عملية من المتوقع أن تبدأ من الأراضي السورية والتركية.
من جهته، قال عبد حامد المهباش رئيس المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا : “سنقف صفا واحدا بجميع مكوناتنا الاثنية والدينية ضد التهديدات التركية وسنقاوم بجميع الطرق الممكنة دفاعا عن النفس والأمن والاستقرار”.
وزعم رئيس المجلس التنفيذي أن: ”تركيا تهدف لزعزعة الاستقرار والعيش المشترك بين مكونات الشعب السوري“.
وأكد الرئيس رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، أن خطوات تركيا بخصوص شرق الفرات في سوريا ستدخل مرحلة مختلفة قريباً”.
وقال أردوغان في كلمة ألقاها خلال مؤتمر السفراء الأتراك الـ11 المنعقد في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة رصدها موقع الوسيلة: ” سنستخدم القوة إذا ما تطلب الأمر الدفاع عن مصالحنا القومية”.
وشدد على أنه “لا يمكن لتركيا أن تشعر بالأمان ما لم يتم القضاء على تلك المنظمة (ي ب ك/بي كا كا) التي تنمو كالخلايا السرطانية على حدودنا الجنوبية عبر الأسلحة الثقيلة المقدمة إليها من قبل حلفائنا”.
ودعا أردوغان الولايات المتحدة لاتخاذ خطوة في الملف السوري تليق بالحليف الحقيقي، مؤكداً أن تركيا: “مصممة على إجتثاث” جذور منظمة “بي كا كا” الإرهابية من الأراضي العراقية”.
إقرأ أيضاً: مستشارة الأسد توضح موقف نظام الأسد من إنشاء المنطقة الآمنة
وتزامنت تصريحات أردوغان مع تأكيد واشنطن على لسان وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، اليوم الثلاثاء، على أن أي عملية تركية في شمال سوريا ستكون ”غير مقبولة“ وإن الولايات المتحدة ستمنع أي توغل أحادي الجانب.
وأضاف إسبر في حديث للصحفيين المرافقين له في زيارة إلى اليابان: ”نعتبر أن أي تحرك أحادي من جانبهم سيكون غير مقبول“.
وتتضارب وجهات النظر حول هيكلية وشكل المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها، حيث كشف المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري، أن العمق المناسب للمنطقة الآمنة شمال سوريا من وجهة نظر الولايات المتحدة يتراوح بين 5 و 15 كم فقط، وسحب مقاتلي قسد إلى أبعد من ذلك.
في حين تسعى تركيا لإقامة منطقة آمنة بعمق 32 كيلو مترًا من الحدود التركية باتجاه الأراضي السورية، وتولي السيطرة عليها، وإخراج قوات قسد والتنظيمات الكردية المدعومة أمريكياً.
وسبق أن حذرت تركيا من أنها ستنفذ عمليات عسكرية شرقي الفرات لكنها أرجأتها بعد اتفاقها مع واشنطن على إقامة منطقة آمنة داخل سوريا على الحدود الشمالية الشرقية مع تركيا على أن تخلو من وجود وحدات حماية الشعب الكردية.
وتهدف الحملة التي تقودها تركيا، والتي تأجلت لشهور بسبب مقاومة واشنطن، إلى طرد وحدات حماية الشعب الكردية من البلدات الحدودية لاستكمال إنشاء المنطقة الآمنة.
وتجري تركيا محادثات مع الولايات المتحدة بشأن إقامة منطقة آمنة عبر الحدود في شمال شرق سوريا، حيث تدعم واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.
وتسطير “الإدارة الذاتية” وجناحها العسكري “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وعمادها “وحدات حماية الشعب” (الكردية) على مناطق شمال شرق سوريا، وتصنفها تركيا على قوائم الإرهاب الخاصة بها.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية سيطرت وبدعم من الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع الماضية، على مساحات واسعة بشمال شرق سوريا من تنظيم داعش.