تطورات عسكرية مُفاجـئة تُنذر بصـدام عسكري مباشر بين تركيا والنظام السوري (فيديو)
الوسيلة – متابعات:
وصلت تعزيزات عسكرية تركية إلى ريف إدلب الجنوبي بعد تعرض محيط قواتها لقصـف متعمد من قبل النظام السوري.
وأكدت مصادر إعلامية، اليوم الأثنين 19 أغسطس، أن مزيداً من التعزيزات التركية بدأت الدخول بعد استـهداف الرتل التركي بمرافقة طائرات حربية وطائرات استطلاع، مع استمرار القصف المكثف لقوات النظام السوري على الطريق الواصل بين معرة النعمان وخان شيخون بريف إدلب الجنوبي.
وأوضحت المصادر بحسب ما رصدت الوسيلة أن الرتل التركي المؤلف من نحو أربعين آلية عسكرية وعشرات الجنود، توقف على الطريق الدولي دمشق-حلب، بعد تعرض الطريق لغارات روسية وسورية بالقرب من معرة النعمان.
وبعد استهداف طائرات النظام الحربية للرتل التركي، رصدت “مراصد المعارضة” مكالمة لا سلكية بين قائد طائرة حربية تابعة للنظام ومقر عمليات النظام جنوبي إدلب، يتلقى فيها الطيار تعليمات لاستهداف الرتل التركي بعد قطعة بلدة حيش على الطريق الدولي.
من جانبه قال الناشط الإعلامي هادي العبدالله إن قوات الأسد قصفت (للمرة الثانية) براجمات الصواريخ الطريق الدولي بالقرب من تواجد الرتل التركي لمنعه من التقدم إلى مدينة خان شيخون جنوب إدلب.
وأكدت مصادر محلية أن الرتل التركي ما زال متوقفًا حتى الآن بعد استهدافه، تزامنًا مع قصف على المناطق بجانبه، في إشارة من النظام السوري إلى منعه من التقدم والوصول إلى خان شيخون، باعتبار أن وصوله وتمركزه في المدينة قد يقطع الطريق أمام قوات النظام التقدم.
النظام السوري: هذا تدخل تركي سافر
ونقلت وكالة “سانا” الرسمية للنظام السوري عن مصدر بوزارة الخارجية أن الآليات التركية دخلت لنجدة “الإرهابيين” في خان شيخون، ووصف المصدر ذلك بالسلوك العدواني.
واعتبر مصدر النظام السوري أن هذه الخطوة تؤكد الدعم التركي اللامحدود للمجموعات الإرهـابية, على حد تعبيره.
وعبر المصدر عن إدانته “التدخل التركي السافر”، وتحميل تركيا المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا الانتهاك الفاضح لسيادة ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية، ولأحكام القانون الدولي, وفق وصفه.
إقرأ أيضاً: رياض الأسعد يتحدث عن المعارك في خان شيخون مؤكداً أن اسقاط الطائرة الروسية لم يكن صدفة!
وأكد المصدر الذي لم يكشف هويته أن ذلك التدخل التركي لن يؤثر على عزيمة وإصرار جيش الأسد على الاستمرار في مطاردة فلول “الإرهابيين” في خان شيخون وغيرها، حتى تطهير كامل التراب السوري من الوجود الإرهابي.
ولم يعلق مصدر وزارة خارجية النظام السوري على قصف قوات الأسد لرتل تركي صباح اليوم قرب معرة النعمان بريف إدلب ما أدى لمقتل عنصر من فيلق الشام وجرح آخرين كانوا برفقة الرتل الذي كان متوجهاً نحو نقطة المراقبة في مورك شمال حماة.
تركيا: الاستهداف يعد انتهاكاً لـ الاتفاقيات المبرمة مع روسيا
في المقابل، ذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية أن قافلة عسكرية تركية كانت متوجهة إلى نقطة المراقبة التاسعة عندما تعرضت لهجوم جوي، أسفر عن مقـتل 3 مدنيين وإصابة 12 آخرين بجروح.
وأكّد بيان “الدفاع التركية”، أنّ هذا الاستهداف يعد انتهاكاً لـ الاتفاقيات المبرمة مع روسيا حول المنطقة الآمنة في إدلب، مبيناً أنّ القصف جاء رغم التحذيرات التي تم إبلاغها للمسؤولين الروس.
وجاء في البيان: “ندين بشدة الهجوم على الرغم من الاتفاقيات المبرمة والتعاون والتنسيق القائم مع روسيا الاتحادية، وندعو لاتخاذ كل التدابير لضمان عدم تكرار الهجوم، مع احتفاظنا بحق الرد”.
وزارة الدفاع التركية أشارت في بيانها أيضاً، إلى أن مواصلة قوات “نظام الأسد” في استهداف المدنيين والأبرياء، يزيد مِن المأساة الإنسانية.
نقاط مراقبة جديدة في خان شيخون
وقال مصدر عسكري تركي من الرتل المتحرك إن القوات التركية ستتمركز بالقرب من خان شيخون، بهدف إنشاء نقطتي مراقبة لضمان استمرار إمداد النقطة التاسعة في مورك والنقطة العاشرة في شير مغار بريف حماة، والتي من الممكن أن تقعا تحت الحصار في ظل العمليات العسكرية الحالية.
وأكد المصدر أن التحركات العسكرية التركية اليوم تأتي ضمن مساعي وقف تقدم قوات النظام السوري التي تسعى لقضم مناطق جديدة في ريفي حماة وإدلب.
وقالت مصادر إعلامية إن الجيش التركي ينوي إقامة نقطتي مراقبة جديدتين بالقرب من مدينة خان شيخون، وأكدت أن الجيشَ التركي بدأ بالتجهيزِ الفعلي والفوري للنقطتين.
ومن المفترض أن تتمركز النقطة الأولى في تلة النمر والثانية في منطقة طبيش على أطرافِ المدينة، أي بين النقطة التاسعة في مدينة مورك والنقطة العاشرة في شير مغار.
خلاف روسي تركي
واتهم ناجي مصطفى، الناطق باسم فصائل “الجبهة الوطنية للتحرير” روسيا، باتباع “سياسة الأرض المحروقة من أجل السيطرة على خان شيخون وريف حماة الشمالي” عبر استخدام “ترسانتها من الطائرات الحربية والمدفعية والقذائف”.
وأشار إلى معارك عنيفة تدور عند تلة تل ترعي الاستراتيجية شرق خان شيخون التي تحاول قوات النظام السوري برفقة قوات روسية السيطرة عليها تحت “الكثافة النارية الروسية”.
من جانبة قال الناشط الإعلامي هادي العبدالله : “أن روسيا وقوات الأسد غير راضيتين عن إنشاء النقاط الجديدة وتحاولان عرقلة تقدم الرتل التركي باتجاه خان شيخون في محاولة لخلط الأوراق من جديد”.
ويرجّح الباحث في مركز عمران للدراسات ومقره اسطنبول نوار أوليفر لفرانس برس أن تكون التطورات الميدانية الأخيرة في خان شيخون مرتبطة “بخلاف” بين عرابي الاتفاق.
ويرى أن إرسال تركيا تعزيزات عسكرية ينطلق من “عدم استعدادها لأن يتم تهديد أمن عسكرييها أو يصبح مصيرهم تحت رحمة النظام وروسيا” ويوحي بوجود “قرار تركي بحماية خان شيخون”.
وتنشر تركيا العديد من نقاط المراقبة في إدلب ومحيطها، تنفيذا لاتفاقات بينها وبين روسيا آخرها سوتشي.
القوات الروسية هي من تقود المعارك
القائد العسكري في “جيش العزة” العقيد مصطفى بكور، أكد لـ”المدن”، أن القوات الروسية هي من تقود المعارك في أطراف خان شيخون الشمالية الغربية وتستخدم أسلحة مدمرة بهدف الوصول إلى مشارف المدينة. وتستخدم الطائرات قنابل روسية يزيد وزن الواحدة منها عن 1000 كغ، تلقيها بشكل مكثف في محاور التقدم البري بهدف إحراق وتدمير المواقع بشكل شبه كامل تمهيداً للسيطرة عليها.
وتحاول قوات النظام السوري مدعومة بقوات روسية خاصة ومليشيات إيرانية ومليشيا حزب الله اللبناني، اقتحام مدينة خان شيخون مع استمرار عمليات القصف والتحرك من الجهة الشرقية.
إقرأ أيضاً: الطيار الأسير يكشف سياسة روسيا في إدارة العمليات العسكرية في إدلب.. هذا هو دور سهيل الحسن (فيديو)
واستطاعت قوات المعارضة السورية صد الهجوم ومحاولات الاقتحام عبر تفجير عربتين مفخختين وتدعيم الجبهة الغربية وإيقاف زحف القوات المهاجمة، رغم كثافة القصف الجوي الذي تنفذه بشكل مستمر منذ ساعات أكثر من عشر طائرات حربية ومروحية.
الجيش الوطني يصل إدلب
ووصلت أمس الأحد أولى التعزيزات من “الجيش الوطني” التابع للمعارضة والمتواجد في ريف حلب، إلى مناطق الاشتباكات على طول جبهات ريف إدلب الجنوبي بالتنسيق مع الجبهة الوطنية للتحرير.
التطورات الأخيرة تأتي في ظل تقدم قوات النظام على الجهة الغربية لخان شيخون، مع السيطرة الأسبوع الماضي على بلدة الهبيط والقرى والبلدات المحيطة لها وتوسيع سيطرتها هناك.
كما تحاول التقدم إلى المدينة من الجهة الشرقية عبر تل سكيك وترعي، لإطباق كماشة على خان شيخون ما يسهل السيطرة عليها.
وفي حال السيطرة خان شيخون تصبح بلدات ريف حماة الشمالي، كفرزيتا واللطامنة في حصار، إلى جانب مدينة مورك التي تضم نقطة مراقبة تركية.
وتعتبر مدينة خان شيخون من أهم المدن في المنطقة كونها نقطة التقاء محافظتي إدلب وحماة، وتقع على الأوتوستراد الدولي دمشق- حلب الذي يحاول النظام السيطرة عليه.