الرئاسة التركية تُعلن عن إجراءات عاجلة للرئيس أردوغان بشأن آخر التطورات في إدلب
يعتزم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القيام بزيارة رسمية لروسيا الثلاثاء القادم، بحسب ما ذكرت الرئاسة التركية، وذلك في أعقاب اتصال أجراه، اليوم الجمعة، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بحثا خلاله هجمات النظام السوري على إدلب.
وقال الرئيس التركي إنه سيناقش التطورات في شمال غرب سورية في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، في الأيام القادمة، في حين يواصل النظام السوري هجومه في المنطقة.
وفي وقت سابق اليوم الجمعة, أبلغ الرئيس التركي نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بأن هجمات النظام السوري على إدلب “تشكل تهديدا حقيقيا” على الأمن القومي التركي، محذرا من “أزمة إنسانية كبيرة” جراء ذلك.
جاء ذلك في اتصال هاتفي بين الزعيمين حسب بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية.
وقال أردوغان للرئيس الروسي، خلال الاتصال، اليوم الجمعة, إنّ “هجمات النظام السوري وخروقاته لوقف إطلاق النار في إدلب من شأنها أن تتسبب بأزمة إنسانية كبيرة”.
وأضاف أنّ هذه الهجمات “تضر بمساعي الحل وتشكل تهديدا حقيقيا على الأمن القومي التركي”.
ونفى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو محاصرة قوات الأسد لجنود بلاده في شمال سوريا.
وقال أوغلو خلال مؤتمر صحفي من لبنان بحسب ما رصد موقع الوسيلة: ليس لدينا قوات محاصرة في إدلب ولكن توجد اشتباكات بين قوات النظام السوري والفصائل
وجدد أوغلو تأكيده أن الجنود الأتراك لن يغادروا نقطة المراقبة التاسعة شمال حماة رغم دخول قوات الأسد إلى مدينة مورك.
وشدد جاويش أوغلو على ضرورة أن يتعاون المجتمع الدولي لتحقيق احتياجات اللاجئين السوريين وطمأنتهم وتحقيق الأمن ودعم البنى التحتية من كهرباء وماء حتى يستطيعوا العودة.
كما دعا الوزير التركي لمؤتمر يجمع دول الجوار السوري من أجل بحث مسألة إعادة اللاجئين لديهم.
إقرأ أيضاً: تركيا تنفي محاصرة قوات الأسد لجنودها شمال حماة وتدعو لتنظيم منتدى يعمل على عودة اللاجئين السوريين
ودخلت أمس قوات الأسد مدينة خان شيخون جنوب إدلب وبدأت تمشيط المدينة حيث نشر جنود روس مقاطع مصورة وصوراً تظهر تجولهم إلى جانب قوات الأسد في شوارع خان شيخون.
كما أعلن أمس ابراهيم قالن المتحدث باسم الرئاسة التركية نية بلاده عدم سحب النقطة التاسعة شمال حماة أو نقلها إلى مكان آخر.
وسبق أن وعد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، خلال اجتماعه مع وفد من الائتلاف السوري المعارضة قبل أيام، بالعمل على إيقاف الهجمات على إدلب وتهدئة الوضع فيها.
وبحسب الوزير، لا تنوي سحب نقطة المراقبة التاسعة (مورك) إلى مكان آخر، بعد تقدم قوات النظام في خان شيخون وحصارها في مدينة مورك.
ويتزامن ذلك مع استمرار قصف طائرات النظام السوري وروسيا على مناطق في ريف إدلب، ما أدى إلى وقوع ضحايا من المدنيين.
وتعد تركيا وروسيا من الدول الضامنة لمسار أستانة، حيث قام الجيش التركي بإنشاء 12 نقطة مراقبة عسكرية وفق المفاوضات في إدلب وريف حماة وريف حلب تحت مسمى منطقة خفض التصعيد.
إقرأ أيضاً: البنتاغون: تفاهمات المنطقة الآمنة تمنع أي توغل تركي داخل سوريا
وفي أيلول 2018، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين التوصل لاتفاق يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح بين مناطق سيطرة الفصائل ومناطق سيطرة النظام في إدلب بعمق 20 كم.
واضطرت الفصائل المعارضة للانسحاب من المدينة إلى شرق ومحيط مدينة خان شيخون مع بقاء مقاتلين في الجيب المتبقي من ريف حماة الشمالي (كفرزيتا واللطامنة ومورك التي تحوي النقطة التركية التاسعة).
من جهتها, أكدت منظمة منسقوا الاستجابة عدم خروج أي مدني من مناطق ريف حماة الشمالي، وهي مدن وبلدات مورك واللطامنة وكفرزيتا ولطمين والصياد ولحايا، كما أنّ المنطقة خالية من المدنيين، وآخر دفعة خرجت من تلك القرى كانت في 5 من آب الحالي، بعد مخاوف المدنيين من تعرض المنطقة للحصار من قبل قوات الأسد وروسيا والقيام بتصفية جماعية بحقهم.
كما أنّ الإعلان عن افتتاح المعبر وفق منسقو الاستجابة محاولة لتحقيق مكاسب سياسية تغطي على أعمال نظام الأسد ضد المدنيين في المنطقة، التي راح ضحيتها 1248 مدنيًا، بينهم 332 طفلًا، منذ بدء الحملة العسكرية في شباط الماضي، إضافة إلى نزوح أكثر من مليون نسمة.