خارطة اتفاق جديدة.. أهم أسباب سقوط مدن وبلدات ريفي حماة وإدلب بيد روسيا
الوسيلة – متابعات:
كشف مدير المكتب الإعلامي للجبهة الوطنية للتحرير محمد رشيد عن أهم أسباب سقوط عشرات القرى والبلدات في ريفيّ ادلب وحماة بيد قوات النظام السوري وروسيا وإغلاق جيب ريف حماة الشمالي.
وقال رشيد لأورينت نت، بحسب ما رصد موقع الوسيلة: “لم تُسيطر القوات الروسية وقوات النظام على بعض بلدات ريف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي تباعاً، وإنما بعد تمهيد ناري كثيف لا توجد قوة بشرية تتحمله، بالإضافة لاستخدامهم أسلحة وتقنيات جديدة”.
وأوضح رشيد أن ” الروس استخدموا أسلحة متطورة من حيث قوة التدمير بالإضافة لأسلحة متطورة من حيث التكتيك العسكري والتقدّم الليلي، واستخدام أحدث الآليات العسكرية كدبابات T90 الليزرية، وطائرات الاستطلاع النهارية والليلية مع المناظير الليلية التي يستخدمها كافة عناصر تلك القوات، مما يمنحهم التفوق في العتاد عن فصائل الثوار”.
الفصائل كانت تُحارب ثلاثة قوى
بدوره, أكد الخبير العسكري العميد أحمد رحال أن “فصائل الثوار كانت تُحارب ثلاثة قوى مجهزة بكامل العتاد والسلاح المتطوّر، وهي القوات الروسية قوات النظام والقوات الايرانية، وجميعها تم تزويدها بالسلاح الروسي المتطوّر لتحقيق أسرع سيطرة بعد تدمير القرى والبلدات قبل اقتحامها، ولذلك كنّا نرى القوات البرية تنتظر خارج المدن لتقوم القوى الجوية والمدفعية بحرق وتدمير المدينة ثم تدخلها القوات البرية”.
كما يُضاف للأسلحة والتقنيات التي اتبعتها روسيا بهذه المعركة، وجود ضعف بتنظيم الثوار خلال غرفة عمليات لديها عدة تكتيكات دفاعية وهجومية وليس على مبدأ ردّات الأفعال، ولذلك كان الفكر العسكري غائب في بعض الأحيان وتجلّى ذلك في المعارك الليلية, وفق العميد رحال.
واعتبر العميد رحال أنه، “رغم بسالة وشجاعة فصائل الثوار بالوقوف بوجه أعتى القوى المحلية والدولية، إلا أنه كان هناك بعض الخلل في خواصر الجبهات مما ساعد القوات الروسية على الالتفاف حول المناطق التي يصعب اقتحامها بالتمهيد الناري والاشتباك داخلها، كما حصل عند تطويق مدينة خان شيخون وريف حماة الشمالي، والتي سقطت دون قتال”.
أهم أسباب سقوط البلدات
من جانبه, رأى الباحث والخبير العسكري وائل علوان أن انهيار خطوط الدفاع الأولى هو أحد أهم أسباب سقوط بلدات ريف ادلب الجنوبي، وأوضح ذلك خلال حديثه لأورينت نت قائلاً “بعد تدمير القوات الروسية وقوات النظام لخطوط الدفاع الاولى الخاصة بفصائل الثوار والسيطرة عليها كخط الدفاع الأول في تل ملح والجبّين، سيكون من السهل أكثر السيطرة على خطوط الدفاع الثانية والثالثة خاصة إذا كانت التحصينات أكثر هشاشة من الأولى”.
وأضاف علوان قائلاً، “عملت القوات الروسية وقوات النظام على الالتفاف حول التحصينات القوية كالتي في اللطامنة وكفرزيتا وحرب المدن كما في خان شيخون، وذلك بعد إحداث خرق بالجهة الغربية بعد انهيار خطوط الدفاع الثانية والثالثة، ولذلك التفّت هذه الميليشيات حول تل المناطق وتطويقها بشكل كامل وإسقاطها دون قتال كما فعلت سابقاً في الغوطة الشرقية”.
اتفاقات وخلافات سياسية وعسكرية حول ادلب
أما الناشط الاعلامي معاذ العباس فأكد أن التصعيد العسكري الأخير جاء بعد مؤتمرات “أستانا” نتيجة اتفاقات وخلافات سياسية وعسكرية حول ادلب، وقال العباس لأورينت نت “حملة التصعيد الأولى جاءت بعد مؤتمر أستانا 12 مباشرة واستمرت قرابة 100 يوم، صمد فيها الثوار بوجه القوة الروسية وقوات النظام رغم بعد الخسائر في الأرض، ولكن نقطة التحوّل كانت بعد مؤتمر أستانا 13 واستخدام روسيا لتقنيات وأسلحة مختلفة دون وجود المضاد لها، ولذلك انحاز الثوار عن مناطق عدةّ ولعلّ أهمها خان شيخون وريف حماة الشمالي”.
وأشار العباس إلى أن الموقف التركي كان أقل من المتوقّع، وذلك بقوله “الموقف التركي بعد أستانا 13 كان أقل من المتوقّع خاصة أن الروس هم من نقضوا الهدنة، وبعد غياب أسلحة م/د بكثافة في المناطق التي سقطت، وتوقف الرتل التركي لأيام دون وصوله للمكان المتفق عليه مع الروس، بالإضافة لتأخّر اقتحام قوات النظام مدينة خان شيخون، كل ذلك يعود لخلافات واتفاقات بين روسيا وتركيا ولكن على حساب سقوط بلدات ريف ادلب الجنوبي وريف حماة الشمالي”.
خارطة اتفاق جديد حول ادلب
فيما اعتبر المقدم أحمد العطار أن أسباب سقوط بعض بلدات ريفي ادلب وحماة مؤخراً إلى وجود خارطة اتفاق جديد حول ادلب تبدو ملامحها قريباً، وأشار العطار خلال حديثه مع أورينت نت إلى أن “أغلب ما جرى خلال الشهور الأربعة هو نتيجة تراكمات من البنود المتفق عليها بين الضامنين التركي والروسي، وبسبب ضعف الموقف التركي أحياناً وتعنّت الموقف الروسي يبدو أن اتفاق سوتشي سينهار ليحلّ مكانه اتفاق جديد حول ادلب وبخارطة جديدة وبنود جدد”.
وأضاف العطار، “المناطق التي سقطت بيد القوات الروسية وقوات النظام هي مناطق كان متفق عليها ضمن المنطقة العازلة، ولا يحق لروسيا والميليشيات السيطرة عليها عسكريا، ولكن هناك ملامح اتفاق جديد وتغييرات في الأرض والسيطرة منذ مؤتمر أستانا 12، لذلك كنّا نرى الصدّ والردّ في المواقف الدولية المؤثرة على سير المعارك ضمن هذه المنطقة، وبالتالي أثّرت هذه الخلافات والاتفاقات على سير المعركة وسقوط أجزاء واسعة من المنطقة العازلة الواقعة في ريف ادلب الجنوبي وريفيّ حماة الشمالي والغربي”.
إقرأ أيضاً: قوات الأسد توسع عملياتها على جبهة كبانة وضباط روس يديرون العمليات
وبدعم روسي, سيطرت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها على أجزاء من ريف ادلب الجنوبي وغالبية ريف حماة الشمالي، خلال المعارك التي جرت بعد مؤتمر “أستانا 13” الأخير، وكانت هذه المعارك خلافاً لمعارك ريف حماة الشمالي والشمالي الغربيّ التي استمرّت ثلاثة أشهر، ولم تحقّق حينها هذه القوات ما حققته خلال ثلاثة أسابيع، ما جعل البعض يطرح الكثير من الأسئلة حول أسباب سقوط هذه المناطق، بعكس المتوقّع.
كما استطاعت تلك القوات وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، السيطرة على مدن وبلدات “الهبيط وكفرعين وأم زيتونة وعابدين ومدايا والسكيك بالإضافة لمدينة خان شيخون” في ريف ادلب الجنوبي، والسيطرة على قرى “الزكاة والأربعين” ومحاصرة بلدات اللطامنة وكفرزيتا والصيّاد في ريف حماة الشمالي.
وفي اتصال هاتفي الجمعة, أبلغ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، أن “الهجمات على إدلب تضر بمساعي الحل وتشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن القومي التركي”.
وأعقب اتصال أردوغان مع نظيره بوتين إعلان الرئاسة التركية أن أردوغان سيزور روسيا، الثلاثاء المقبل 27 من آب، للقاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في ظل توقعات عن اتفاق جديد بين الطرفين بخصوص الملف السوري وخاصة إدلب.
وتعد تركيا وروسيا من الدول الضامنة لمسار أستانة، حيث قام الجيش التركي بإنشاء 12 نقطة مراقبة عسكرية وفق المفاوضات في إدلب وريف حماة وريف حلب تحت مسمى منطقة خفض التصعيد.
وفي أيلول 2018، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين التوصل لاتفاق يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح بين مناطق سيطرة الفصائل ومناطق سيطرة النظام في إدلب بعمق 20 كم.