مسؤول كردي يكشف عن الخطوات المكملة لاتفاق المنطقة الآمنة شمال شرق سوريا
الوسيلة – متابعات:
أكد الناطق باسم مجلس سوريا الديمقراطي المعروف بـ “مسد”، أمجد عثمان، أن “الخطوة المقبلة والقريبة بعد تسيير الدوريات الأمريكية التركية المشتركة شمال شرقي سوريا، ستكون دراسة ملف عودة اللاجئين من أبناء مناطق الإدارة الذاتية إلى مناطقهم”.
وقال المتحدث باسم مسد والذي يمثل المظلة السياسية لقوات “سوريا الديمقراطية” في مقابلة مع العربية نت رصدها موقع الوسيلة: إن “هؤلاء الناس سيعودون من تركيا لمناطقهم الأصلية التي ينحدرون منها”.
وأضاف عثمان أنه “كان لدينا شرط أساسي بعودة السكان الأصليين فقط لمناطقهم، ولأن هذا المطلب محق وافق عليه الجانب الأميركي”.
وأشار عثمان إلى أن “هذا الأمر يمنع تركيا من محاولاتها تمرير أجندات التغيير الديمغرافي واستهداف التركيبة السكانية عبر التلاعب بورقة اللاجئين”.
وشدد عثمان أنه في حال: ” استمر تطبيق الاتفاق الحالي بين واشنطن وأنقرة، فقد يتم تسيير الدوريات المشتركة بين الطرفين في المنطقة الريفية الممتدة بين مدينتي تل أبيض وكوباني أيضاً، في وقت لاحق”.
ووفق عثمان, فمن المقرر أن تلعب التأكيدات الأميركية على ضرورة عودة “السكان الأصليين” لمناطق “الإدارة الذاتية” دوراً كبيراً في منع أنقرة من إجراء أي تغييرات ديمغرافية في المناطق التي يشكل فيها الأكراد أغلبية السكان، والتي تمتد من بلدة المالكية (ديريك) شرقاً إلى كوباني غرباً.
وتشكل هذه المدن والبلدات الواقعة على الحدود مع تركيا، مع محافظتي الرقة والحسكة وأجزاء من دير الزور، ثلث مساحة الأراضي السورية التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية”. كما أنها تمتاز بتنوع سكاني يشمل الأكراد والسريان والأرمن والعشائر العربية، وهم جميعاً “السكان الأصليون” للمنطقة.
أما الخطوة التي تلي دراسة ملف عودة اللاجئين، ستكون بحسب عثمان, تدريب قوات المجالس المحلية العسكرية من قبل الجانب الأميركي.
وأوضح المتحدث باسم مسد في هذا الصدد: أن “بعض هذه المجالس العسكرية تأسست بالتزامن مع الاتفاق الأميركي ـ التركي حول تشكيل المنطقة الآمنة، وستتلقى تدريبات خاصة من الأميركيين لمساعدتها في أداء مهمة حماية الحدود مع تركيا”.
وبين عثمان أن “عناصرها هم من أبناء المنطقة، وقد سبق للتحالف الدولي أن قام بتدريب التشكيلات العسكرية شرق الفرات، لكن بهدف محاربة تنظيم داعش، وسيكون من المفيد الآن أن تتلقى المجالس المحلية تدريبات بخصوص حماية الحدود”.
إقرأ أيضأ: “أيها الخائن الكبير”.. ابن رفعت الأسد يُحذر بهجت سليمان!
وتحاول أنقرة منذ سنوات إنشاء منطقة آمنة على طول حدودها مع سوريا بهدف إبعاد التنظيمات التي تصنفها إرهابية, لكن واشنطن تماطل في تحقيق الرغبة التركية رغم الضغوط والتهديدات التركية بشن عملية عسكرية في شرق الفرات.
واضطرت واشنطن بعد التهديدات التركية للاتفاق مع تركيا في البدء بتشكيل “المنطقة الآمنة” الشهر الماضي، ما حال دون قيام الجيش التركي بشن هجوم بري وشيك على مناطق الوحدات الكردية وحلفائهم المحليين شرق نهر الفرات خاصة بعد تهديدات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المتكررة لهم.
دوريات مشتركة في المنطقة الآمنة
وفي خطوة أولية لتنفيذ الاتفاق التركي الأمريكي, أعلن الجانبان، الأحد، عن تسيير أولى الدوريات المشتركة في المناطق التي ردمت فيها قوات “سوريا الديمقراطية” خنادقها الدفاعية بعد انسحابها من تلك المناطق بعد تسيير دوريات أخرى مشابهة قبل أيام كانت مشتركة بين قوات أميركية وأخرى من مجلس رأس العين العسكري.
تفاهم واشنطن وأنقرة شرق الفرات لا يعني زوال الخلاف
وبعد ساعات على تسيير الدوريات المشتركة ورغم التفاهمات الحاصلة بين الطرفين, خرج الرئيس أردوغان، الأحد، بتصريح غاضب مما يجري على الأرض.
وأكد أردوغان خلال افتتاح عدد من المشاريع التنموية وسط بلاده، أن “أنقرة وواشنطن على خلاف مستمر” بشأن إقامة المنطقة الآمنة المقررة شمال سوريا.
وقال أردوغان: “نتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن المنطقة الآمنة لكننا نرى في كل خطوة أن ما نريده وما يفكرون فيه ليس هو نفس الشيء”.
وأضاف أردوغان: “يبدو أن حليفتنا تبحث عن منطقة آمنة للمنظمة الإرهابية وليس لنا. نرفض مثل هذا الموقف”، مشيراً إلى أنه “لا يمكن إنجاز المنطقة الآمنة عبر تحليق 3 أو 5 مروحيات أو تسيير 5 أو 10 دوريات أو نشر بضع مئات من الجنود في المنطقة بشكل صوري”.
وشدد الرئيس التركي على ضرورة ” جعل المنطقة برمتها آمنة بشكل فعلي بمدنها وريفها حتى يتسنى إسكان مليون شخص في هذه المنطقة”.
كما توعد أردوغان بتنفيذ خطط بلاده الخاصة في حال عدم تنفيذ تشكيل المنطقة الآمنة مع جنوده, وفق تعبيره.
وقال أردوغان: “إذا لم نبدأ بتشكيل منطقة آمنة مع جنودنا في شرق الفرات قبل نهاية سبتمبر/أيلول الجاري فلن يكون لدينا خيار سوى تنفيذ خططنا الخاصة”.
وقالت وزارة الدفاع التركية، الثلاثاء، إن وفدا عسكريا أمريكيا، يعتزم زيارة مقر رئاسة الأركان التركية، بهدف تنسيق الجهود لتأسيس منطقة آمنة في شرق الفرات السورية.
وأوضحت الوزارة في بيان، أن الوفد الأمريكي الزائر، يرأسه نائب قائد القوات الأمريكية في أوروبا ستيفن تويتي ونائب قائد القوات المركزية الأمريكية توماس بيرغسون.
ولم تحدد وزارة الدفاع التركية في بيانها، موعد الزيارة المذكورة.
وأضاف البيان أن فعاليات تأسيس المنطقة الآمنة في شرق الفرات، ما زالت مستمرة.
وفي 7 أغسطس/آب الماضي، توصلت أنقرة وواشنطن لاتفاق يقضي بإنشاء “مركز عمليات مشتركة” في تركيا لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة شمالي سوريا.