قواتنا وطائراتنا مستعدة.. دبلوماسي فرنسي يكشف إمكانية ضرب نظام الأسد!
الوسيلة ـ متابعة:
كشف مصدر دبلوماسي فرنسي أن بلاده لا تفكر في إعادة العلاقات مع نظام بشار الأسد في الوقت الحالي أسوة بدول عربية أعادت افتتاح سفارتها في العاصمة السورية دمشق، في إشارة إلى دولة الإمارات.
وقال المصدر في حديث مع موقع “الخليج أونلاين” رصده موقع الوسيلة: “إننا لا نفكر في إعادة العلاقة مع نظام بشار الأسد المجـ.رم، ولكل دولة أعادت العلاقات خياراتها ومصالحها، ولكن هذا موقفنا”.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه لكونه غير مخول بالحديث الإعلامي، أن “فرنسا ترى أن بشار الأسد هو أول عـ.دو للشعب السوري، خصوصاً بعد ما حصل في البلاد من دمـ.ار”.
وتابع قائلاً: “نؤمن أن للشعب السوري سيادته، وهو صاحب القرار النهائي في تحديد مصير رأس النظام”.
وأوضح أن: “رئاسة بلاده، وعبر عدة رؤساء، حاولت قبل الثورة السورية ولمرات كثيرة تأسيس علاقات جيدة مع نظام الأسد، ولكن النظام السوري لطالما كان مراوغاً، ويعمل على انتـ.هاك حقوق الإنسان في سوريا وفي لبنان كذلك”.
ويأتي ذلك في ظل حملة تطبيع سياسي واقتصادي بدأتها كل من الإمارات والبحرين مع نظام الأسد مطلع العام الحالي، وسط حديث عن اقتراب تطبيع سعودي معه ومن ثم إعادته إلى جامعة الدول العربية.
ضربة فرنسية لنظام الأسد
وكشف الدبلوماسي الفرنسي أن: “القوات الفرنسية وطائراتها كانت على أهبة الاستعداد منتظرة الإشارة الخضراء للتحرك”، وذلك مع استخدام نظام الأسد للسـ.لاح الكيمـ.اوي، في أغسطس من عام 2013 بريف دمشق.
وأردف المصدر: “لكن كان هناك إشارة حمراء من الأمريكيين أدت إلى توقف العملية بشكل كامل، وطبعاً فرنسا غير قادرة على خوض العملية وحيدة”.
وأشار إلى أن “فرنسا بعد تلك التجربة قررت أن تكرار النظام لاستخدام الكيمـ.اوي قد يجعلها تتدخل، وإن كانت منفردة”.
الجدير بالذكر، أن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا شنوا عملية عسكرية محدودة منتصف أبريل 2018، استهدفت مواقع ومقار عسكرية لنظام الأسد في دمشق وحمص، رداً على الهجمات الكيميائية التي نفذها النظام في دوما بريف دمشق وأدت إلى مقتل أكثر من 60 شخصاً وإصابة نحو ألف آخرين.
مسار أستانة زاد معاناة الشعب
وقال المصدر الفرنسي: “لم يكن هناك إجماع دولي في مجلس الأمن من أجل إنهاء الأزمة السورية، وإذا ما قارنا الحالة السورية مع الليبية، فإن الخطوة الدولية في ليبيا كانت متسرعة والأولى من نوعها، وروسيا تفاجأت من التحرك الدولي، ولم تكن واعية للآثار المترتبة عنها، ولكن في سوريا كان الوضع مختلفاً؛ فروسيا كانت مستعدة لأي سيناريو”.
وأكد أن “أستانة زادت من المعاناة السورية، فبعد كل اتفاق تهدئة وتخفيف تصعيد كانت الانتهاكات تتضاعف بشكل أكبر، لأن روسيا وإيران لا تؤمنان بالحل السياسي، وإنما كل ذلك لأجل كسب المزيد من الوقت والتقدم العسكري على الأرض”.
ولفت الدبلوماسي إلى أن فرنسا لم تشارك بأي اجتماع من اجتماعات “محادثات أستانة” الجارية في العاصمة الكازاخية نور سلطان.
وشدد الدبلوماسي الفرنسي على أن فرنسا تؤمن بالعملية السياسية وفق مقررات جنيف في الأمم المتحدة، ولكن حتى الآن “لم يكن هناك أي عملية سياسية أو دستورية من أجل سوريا”.
دستور رائع ونظام مجرم
وأوضح أن “النموذج الحقوقي في سوريا وفي العالم العربي عموماً هو من أصل فرنسي، لكن هناك نص الدستور وتطبيق الدستور”.
واستشهد في حديثه بالقول: “لنأخذ مثلاً دستور رئيس الاتحاد السوفييتي الشهير جوزيف ستالين، كان من الأفضل في العالم، ولكن نظامه كان متوحشاً، وتسبب بقتل الملايين، ما فائدة وجود دستور رائع ونظام مجرم؟”.
وأكّد السياسي الفرنسي أن “مشكلة سوريا ليست في تشكيل الدستور، إنما هناك حرب في البلاد، وحكومة لا تعمل لأجل وطنها إنما لمصلحة عائلة معينة أو طائفة ما”، معتبراً أن : “ما تحتاج إليه سوريا هو حكومة تعمل لمصلحة الجميع”.
موقف فرنسا من معرض دمشق الدولي
قال الدبلوماسي الفرنسي: إن “الاتحاد الأوروبي، وبتحرك فرنسي ضمنه، فرضت عقوبات على قائمة أسماء في نظام الأسد ضد أي تحرك بنكي أو تمويل يوجه للنظام، ونحن مصممون على تحميل كامل المسؤولية للمجرمين في النظام السوري”.
وعن تدني سعر صرف الليرة السورية أوضح قائلاً: “صحيح أن العقوبات تسببت بضرر اقتصادي على المواطن السوري، ولكن من المهم فرض عقوبات على رموز النظام من أجل الرأي العام الدولي”.
وبيّن أن: “هناك مسؤولاً عن الأزمة السورية؛ وهو بشار الأسد، الذي خرب بلده حتى الأجيال القادمة، وليس المسؤول عن انتهاء الاقتصاد السوري ومعاناة الشعب العقوبات الأمريكية أو الأوروبية”.
ومنذ بداية سبتمبر الجاري انخفضت قيمة الليرة السورية بشكل حاد أمام الدولار لتصل إلى أدنى مستوياتها في السوق السوداء، حيث بلغ سعر صرف الليرة أمام الدولار قرابة الـ 650 ليرة، وكان في نهاية عام 2018 يصل إلى 500 ليرة لكل دولار واحد.
سحب وسام الشرف الفرنسي
وحول سحب وسام الشرف الفرنسي من بشار الأسد، الذي قلده إياه رئيس فرنسا السابق جاك شيراك أثناء زيارته لباريس عام 2001، قال السياسي الفرنسي: إن “الأسد يسلك سلوكاً غير ديمقراطي، وإجرامي، والوسام الفرنسي هو تشريف لمبادئ وأخلاقيات بشرية ومبادئ عالمية تحترم الإنسان والعدالة والحرية، ويعد سحبه إهانة لرأس النظام”.
وأردف: “ما حصل على يد النظام السوري معاكس تماماً لفكرة الوسام، وكان إعطاؤه الوسام على أنه رجل إصلاحي، وخطوة لحسن النية وبداية جديدة معه”.
إقرأ أيضاً: خارجية بشار الأسد تتوعد القوات الأمريكية في سوريا
ويعد الوسام من مرتبة “الصليب الأكبر”، وهي أعلى مرتبة في الوسام الوطني الفرنسي.
وكان عدد من الناشطين والأكاديميين الفرنسيين وقعوا، في وقت سابق، عريضة يدعون فيها ماكرون لسحب الوسام من الأسد بعد بدء الأزمة السورية في 2011.
كما تقدم بروفيسور جامعي متخصص في تاريخ الشرق الأوسط (أحد مناصري الثورة السورية والربيع العربي)، جان بيير فيليو، برسالة إلى الرئيس الفرنسي، في أكتوبر 2017، داعياً إياه إلى سحب الوسام نظراً لسلوك الأسد “المخل بالشرف”.
واعتمد الوسام في فرنسا في عهد نابليون بونابرت في 1802، كالتفاتة منه لتمجيد “الاستحقاق” داخل المجتمع الفرنسي الثوري، الذي سعى إلى التخلص من جميع أشكال التمييز الطبقي.
ويمنح كأعلى تكريم من قبل الدولة الفرنسية، كما تعود صلاحية سحبه إلى السلطة التي تمنحه، أي رئيس الجمهورية.
وأصبح تجريد الشخصيات الأجنبية منذ عام 2010 من وسام الشرف أمراً أكثر سهولة، بعدما صدر مرسوم يجيز تجريد كل شخص أجنبي من هذا الوسام “إذا ارتكب أعمالاً منافية للشرف”.