بشار الأسد يبعث برسائل إلى أردوغان!
متابعة الوسيلة:
أكدت المحللة التركية غونول تول تبدل السياسة التركية إزاء سوريا بعدما كانت أولويتها “إسقاط نظام بشار الأسد”، حسبما نشر “معهد الشرق الأوسط”.
وتناول المعهد في تقريره الذي ترجمه موقع لبنان 24 ورصدته الوسيلة قمة أنقرة التي جمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني.
واعتبرت تول أنّ أولويات تركيا التي دعمت المعارضة، تبدّلت مع اصطدام جهود أردوغان الرامية إلى تعزيز نفوذه في بلاده بالحائط، موضحةً أنّ صعود حزب “الشعوب الديمقراطي” الموالي للأكراد حرم “العدالة والتنمية” من الفوز بأغلبية المقاعد في انتخابات العام 2015، “ما دفع أردوغان إلى تغيير مساره”.
وأشارت تول إلى أنّ وقف إطلاق النار المبرم بين الحكومة التركية وحزب “العمال الكردستاني” انهار بعد الانتخابات أيضاً، مشيرةً إلى أنّ أردوغان عمد عندها إلى التحالف مع القوميين والتحرك ضد الأكراد.
ورأت تول أنّ التغيرات التي ألحقها أردوغان بالسياسة الكردية محلياً، غيّرت حساباته في سوريا أيضاً، مبينةً أنّ “نظام الأسد” لم يعد “العدو رقم واحد، حيث حلّت “وحدات حماية الشعب الكردية” المدعومة أميركياً محله.
وبينت تول في المقابل أن الاستدارة الأخيرة في سياسة أردوغان جاءت نتيجة الاستياء المتنامي من اللاجئين السوريين البالغ عددهم 3.6 مليون الذين تستضيفهم تركيا.
ويتزامن هذا التطور مع تفاقم المشاكل الاقتصادية, وفق تول التي تحدّثت عن خسارة “العدالة والتنمية” أغلبية المدن الكبرى في الانتخابات البلدية، وعلى رأسها اسطنبول.
وعن ذلك, رأت تول أنّ مشكلة اللاجئين لعبت دوراً كبيراً، إلى جانب الانكماش الاقتصادي.
وفي السياق, تابعت تول: “وعليه، تبدّلت أولويات أردوغان في سوريا، فباتت إعادة النازحين على رأس أولوياته”،
ولفتت تول إلى تصريحات أردوغان في قمة أنقرة عن الحاجة إلى إقامة منطقة آمنة من شأنها أن تستضيف ما يزيد عن 3 ملايين نازح.
وبحسب تحليل تول, فإنّ أردوغان يرزح تحت ضغوط تمارسها عليه المعارضة وشخصيات في “العدالة والتنمية” لتطبيع العلاقات مع رأس النظام السوري بشار الأسد.
وأضافت تول: “يعتقدون أنّه (التطبيع) سيحل مشاكل تركيا. وروسيا وإيران والأسد متفقون على ذلك، إذ يتخذون تدابير لتسهيل عودة العلاقات إلى طبيعتها بين الطرفين من جهة، والحؤول دون حصول تقارب تركي- أميركي في شمال شرقي سوريا من جهة ثانية”.
ولم تغفل المحللة التركية في السياق دعوة روحاني إلى إعادة العمل باتفاقية أضنة المبرمة بين دمشق وأنقرة في العام 1998، وهي فكرة سبق لبوتين أن طرحها في كانون الثاني الفائت.
واستدركت المحللة التركية بالقول إنّ مقترح روحاني هذا يوفر بديلاً للجهود التركية القاضية بإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا بالتعاون مع واشنطن، وتشير إلى الأسد باعتباره الجهة التي ينبغي قصدها لحل مشاكل أنقرة.
كما أن نظام الأسد يلمح بإرسال إشارات إلى أنقرة تفيد بإمكانية أن يكون شريكاً في قتال “وحدات حماية الشعب”, على حد تول.
إقرأ أيضاً: بشار الأسد في موقف صعب.. ومحلل روسي يُحذر!
وفي هذا الإطار, نوهت المحللة التركية إلى تصريح سابق لوزير خارجية النظام السوري وليد المعلم الذي وصف “قوات سوريا الديمقراطية” بـ”الميليشيا الإرهابية الانفصالية” في رسالة رفعتها إلى أمين عام الأمم المتحدة قبل يوم من عقد قمة أنقرة”, معتبرة ذلك خطوة مفاجئة.
لكن وعلى الرغم من هذه البادرة، بحسب تول, ما زال خوف تركيا الأول- المتمثل بالحاجة إلى إعادة النازحين- من دون حل.
وخلصت تول إلى التحذير من فشل واشنطن وأنقرة في التوصل إلى اتفاق بشأن المنطقة الآمنة، مشدد على أنّ اتجاه أردوغان إلى التحرك بمفرده كما هدد، لن يحل مشاكل تركيا وسيتسبب بولادة أخرى جديدة.