5 أوراق مزعجة بيد أردوغان.. وترامب يهز العصا الاقتصادية بوجه تركيا
متابعة الوسيلة:
تناولت صحيفة “نيويورك تايمز” مسألة تحرك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإيفاد نائبه مايك بنس ووزير خارجيته مايك بومبيو لإقناع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بوقف إطـ.لاق النـ.ار ضد قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا وتجديد تهـ.ديد ترامب بفرض عقويات اقتصادية، إن لم يلتزم.
وسبق وصول الوفد الأمريكي إلى أنقرة, فرض عقوبات على وزارتيْ الدفاع والطاقة التركيتيْن ووزراء الطاقة والدفاع والداخلية الأتراك ورفع التعريفات الجمركية على الصلب التركي بنسبة تصل إلى 50٪ ووقف المفاوضات على صفقة تجارية بقيمة 100 مليار دولار مع أنقرة.
وأشارت الصحيفة في تقرير ترجمه موقع لبنان 24 ورصدته الوسيلة إلى أنّ ترامب لطالما اعتبر علاقته الشخصية مع قادة الدول، بمن فيهم أردوغان، مفتاحاً لتحقيق أهداف السياسية الخارجية.
واعتبرت الصحيفة أن فشل ترامب في تحديد عواقب العملية التركية لأردوغان في الاتصال الهاتفي الذي دار بينهما (6 تشرين الأول) أجبر البيت الأبيض على تحمّل التبعات.
كما أن الوفد سيضم مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين والمبعوث الخاص إلى سوريا جيمس جيفري هو جزء من جهود متخبطة تبذلها واشنطن لانتزاع السيطرة على الوضع الفوضوي في سوريا الذي عرّض حياة الجنود الأميركيين للخطر هناك على الرغم من استعدادهم للمغادرة, وفق الصحيفة.
وتعليقاً على نائب الرئيس, أكدت الصحيفة أنّه لا يتمتع بخبرة واسعة في مجال التفاوض مع أردوغان. حيث ستكون زيارة مايك بنس, الزيارة الديبلوماسية الأولى إلى تركيا. فيما رأت الصحيفة أن ضم بومبيو إلى الوفد، تنطوي على إضافة “ثقل ديبلوماسي” إلى المحادثات.
عن أوبراين، قالت الصحيفة إنّه شغل منصب مفاوض رهائن في “الخارجية” في السابق، إذ ساعد في الخريف الفائت على إطلاق سراح القس الأميركي أندرو برنسون بعد عاميْن على احتجازه في تركيا، ما أدى إلى “هدنة ديبلوماسية بين البلديْن”.
إقرأ أيضاً: مصدر تركي يكشف طريقة رد أردوغان على رسالة ترامب
وتعكس التطورات الميدانية “المخاوف الأمنية المتزايدة” للمسؤولين العسكريين الأميركيين المتمركزين في سوريا، حسب الصحيفة التي نقلت عن مسؤولين تعليقهم: إنّ المقاتلين المدعومين تركياً انتهكوا اتفاقاً يقضي بعدم تهديد الجنود الأميركيين، الذين كانوا يبعدون مسافة 6.43 كيلومتراً تقريباً عندما تقدموا في غرب عين عيسى.
وحول هذه النقطة, أوضح مسؤول أميركي أنّ مروحيات من طراز “أباتشي” نفّذت طلعات على علو منخفض لتحذير المقاتلين المدعومين تركياً مع اقترابهم من الأميركيين في عين عيسى.
وفي ذات الإطار, أشارت الصحيفة إلى تعرّض القوات الأميركية لقصف من مواقع تركية يوم الجمعة، مبينة أنّ المدفعية أطلقت نيرانها على بعد مئات الأمتار من مواقع الجنود الأميركيين، على الرغم من أنّ هذه المواقع حُددت مسبقاً للقيادة العسكرية التركية.
وقد واصل الجنود الأميركيون انسحابهم من شمال سوريا مبتعدين عن مناطق التوغل التركي، على حد قول الصحيفة التي نوهت إلى انتشار تسجيل فيديو أظهر صحافياً روسياً يقف في نقطة أميركية تم إخلاؤها في غرب منبج.
متحدّث باسم التحالف، الكولونيل، مايلز كاينغز، أكد للصحيفة أمس أنّ الأميركيين باتوا خارج منبج, وأنّ الولايات المتحدة انسحبت من نحو 6 قواعد أو مواقع الأسبوع الفائت.
لكن واشنطن, تواصل العمل في ما بين 8 و10 نقاط أخرى خارج منطقة النزاع المباشرة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي مطلع على الخطط الأميركية قوله إنّ واشنطن تنوي إنهاء انسحابها في غضون أسابيع وليس أيام، علماً أنّه يُتوقع لأغلبية الجنود الأميركيين أن يغادروا عبر طائرات نقل أو طوافات أو مواكب باتجاه العراق.
أوراق أردوغان
ذكرت الصحيفة في تقريرها بمعاناة الأتراك من تداعيات “أزمة القس برنسون” الاقتصادية، مشيرة إلى فرض واشنطن عقوبات ورفع الرسوم الجمركية على وارداتها من منتجات الألمنيوم والحديد التركية، التي أدت إلى تدهور الليرة التركية إلى أدنى مستوياتها أمام الدولار منذ 17 عاماً آنذاك.
وبحسب ما ذكر محللون, فقد خسرت الليرة التركية أكثر من 18% من قيمتها في يوم واحد.
وأضاف بعض المحللون أن هذا الواقع يطرح تساؤلات بشأن مدى تجاوب أردوغان مع “المطالب الأميركية”، إلاّ أنّ الرئيس التركي ما زال يمتلك 5 أوراق “مزعجة” من شأنها أن تؤثر على مجريات المفاوضات:
وأوضحت الصحيفة أن أردوغان يحمل أوراقاً قد تزعج ترامب, مبيناً أن هذه الأوراق هي:
1. عضوية تركيا في “الناتو”
2. تعارض التحالف الأميركي مع الأكراد مع رغبات أنقرة
3. تخزين الولايات المتحدة أسلحة نووية في قاعدة “أنجرليك” في أضنة.
4. شراء تركيا منظومة “أس-400” الروسية على الرغم من معارضة واشنطن وتصنيع قطع طائرات “أف-35” في تركيا.
5. العقوبات الأميركية المفروضة على أنقرة باعتبارها “حليفة واشنطن”.
وتتساءل الصحيفة في ختام تقريرها عن إمكانية نجاح ترامب في الحصول على مبتغاه عن طريق هزّ العصا الاقتصادية في وجه أردوغان، مشيرة إلى إطلاق سراح القس برنسون بعد احتجاز دام عامين.
وتعليقاً على ذلك, يعتقد المحلل الأميركي آدم تايلور أن مسألة نجاح الضغط الاقتصادي غير واضحة هذه المرة.
وقال تايلور: “يحظى تحرّك أردوغان في وجه الأكراد بشعبية واسعة في أوساط الأتراك، ويُحتمل للضغط الدولي المتزايد أن يدفع مزيداً من الأتراك إلى الالتفاف وراء رئيسهم”.
إقرأ أيضاً: إعلامي مقرب من سهيل الحسن يكذب قوات بشار الأسد بشأن شرق الفرات
وأطلقت القوات التركية عملية عسكرية ضد مسلحي حزب “الاتحاد الديمقراطي” شمالي الرقة والحسكة الأسبوع الماضي، لدعم “الجيش الوطني” السوري والذي سيطر على بلدة “تل أبيض”، وجميع القرى المحيطة بها حتى “رأس العين” شرقا و”الشركراك” جنوبا و”عين عيسى” غربا.