فنانة سورية تروي تفاصيل معاناتها في سجون بشار الأسد
الوسيلة – خاص:
تحدثت الممثلة السورية المعارضة ليلى عوض عن حجم معاناتها في سجون نظام بشار الأسد والمعاملة السيئة والمذلة التي تعرضت لها من قبل الأفرع الأمنية بسبب صراحتها ونطقها بكلمة حق لم تكن تتخيل تبعاتها.
وقالت عوض في مقابلة مصورة مع قناة الحرة الأمريكية بحسب ما رصدت وحررت الوسيلة: “حكيت كلمة حق شفت الشي يلي عم يصير كانت بأول الثورة السورية السلمية”.
وأشارت عوض إلى أنها دفعت ثمناً غالياً لانحيازها للثورة السورية منذ أيام سلميتها. وأوضحت أن موقفها تجاه الثورة دفع نظام الأسد للانتـ.قام منها وزجها في السجن.
وتابعت عوض: “ما أجى من ضميري ما أحكي حكيت موقفي بس دفعت التمن غالي بعدها, أنا يعني انا وكم صديق وصديقة حكوا كلمة حق أبداً تم منعهم من العمل”.
وعن فترة دخولها السجن, أضافت الممثلة المعارضة: “فوتوني ع المعتقل بجديدة يابوز كان شي كتير مقزز المكان وسخ كتير نزلوني لفرع الخطيب ضليت خمس تيام وبعدين تحولت لعدرا كانوا عم يقولوا لي أنت طالعه عالبيت وهيك ياخدوني ويجيبوني”.
وأبدت عوض استغرابها مما حصل معها بسبب كلمة نطقت بها فلبثت في السجن نحو عام ونصف العام.
وذنب الفنانة عوض أنها قصمت ظهر النظام السوري عندما قالت: “بكل دول العالم بيروح رئيس وبيجي رئيس ويبقى البلد الا بسوريا احترق البلد”.
تهمة العوض كانت جاهزة كما باقي معارضي الأسد ألا وهي الإرهاب, فقد نسبت السلطات الأمنية لليلى عوض تهمة إنشاء منظمة إرهابية كبيرة مع لفيف كبير من الإخوان المسلمين, في مشهد غريب لا يصدق, وفق ما ذكرت عوض.
وبعد ذلك, أوضحت عوض أنه جرى تحويلها إلى إلى محكمة الجنايات لكي تبقى على اتصال مع المحكمة وقيد المراجعة والاستجواب فيما يشبه التسلية والتعـ.ذيب النفسي كي يتم إرهاقها نفسياً.
ومع مرور الوقت لمدة سنة ونصف, تؤكد عوض أنها مرضت وأصبحت تعاني من نزيف تطور إلى نزيف حادٍ وبقيت دون علاج إلا مسكنات الألم التي كانت تشتريها على حسابها الخاص.
إقرأ أيضاً: أمل عرفة ترد على سوزان نجم الدين بشأن اللاجئين السوريين
وبينت عوض أن حالتها ازدادت سوءاً وتدهورت حالتها الصحية من كثرة الذهاب والمجيء ومراجعات المحكمة بدون أي فائدة تذكر سوى المزيد من التعب والإرهاق الجسـ.دي والتعـ.ذيب النفسي.
وأضافت عوض: “صار معي نزيف وبعدين تحول لحاد طول هالفترة بدون علاج فقط على المسكنات وعحسابي شي ليصدق وصلت لفترة ساءت حالتي وصرت دوخ نهار جسمي وعم ياخدوني”.
كما لفتت عوض إلى مشاهد الإذلال والإهانة التي يتعمد عناصر الأمن فعلها بحق المعتقلين من النساء وغيرهن.
واستدركت عوض قائلة: “مافي إذلال أكتر من هيك, كان ألم كبير لما شفتهن قصوا هويتي تبع التلفزيون قصوا الصورة وأخدوا الهوية, فعلاً كان شيء صادم لقلبي وعقلي, وكأنهم يتعاملون مع مجرم”.
عاشت عوض ابنة الأسرة الحلبية حياة “دلال” ضمن أسرتها المثقفة, باعتبارها “آخر العنقود”, “كنت مدللة بفترة معينة, لأني آخر العنقود بعائلتي, وكنت حبب بحالي كتير”.
وعن حلم دخول المعهد العالي للفنون المسرحية وعالم التمثيل, كشفت عوض عن العديد من الصعوبات التي واجهتها منذ بداية تسجيلها ومحاولة إقناع والدها بدخول هذا الوسط.
وأردفت عوض: “درست معهد عالي للفنون المسرحية ولو كنت حابة أدرس فرع تاني بس أنا خلص حبيت هي الطاقة, فعلاً دخلت المعهد العالي للفنون المسرحية, كان بالنسبة إلي واو انو هاد الحلم عم يتحقق كانت الصعوبة الكبيرة انو شلون بدي اقنع والدي كيف بدي أتجنب معارضتو الي”.
ونوهت الممثلة السورية إلى قساوة تلك السنين وصعوبة بالنسبة لفتاة شرقية تحقق حلم التخرج والعمل في مجال التمثيل.
واستدركت عوض بالقول: “كان شي قاسي وصعب كتير كملت هالسنتين كانوا كتير قاسيات كملت السنة التالتة والرابعة لحتى تخرجت واشتغلت وقبضت مصاري كان شي رائع جداً يعني هاد الحلم تحقق ومعتمدة على نفسي, بنت شرقية, عرفت شو بنت شرقية, وغير متزوجة, هيك رسم القدر”.
إقرأ أيضاً: رقابة بشار الأسد تمنع “مسلسل جديد” لمؤلف دقيقة صمت
أما فيما يخص مسيرتها الفنية, فتشير عوض إلى سعيها لانتقاء الأدوار الفنية المؤثرة, وأنها رفضت الكثير من الأعمال التي رأتها دون المستوى المطلوب بالنسبة لها.
ولم تكن عوض تفكر بالجانب المالي أكثر ما تفكر بالعمل الجيد, وتابعت غير نادمة: ” طول هاي الفترة يلي اشتغلت فيها أكتر من 22 – 23 سنة ما ندمت على عمل اشتغلت فيه لأن رفضت كتير أعمال هي دون المستوى ما بدي يقولوا اشتغلت عمل سيئ لان لو وافقت على كتير أعمال كان معي هلق كتير مصاري”.
وأبدت عوض حسرتها على ضياع حق الشعب السوري وعدم الوصول إلى الحرية المنشودة التي دفع ثمنها السوريون باهظاً, وفق تعبيرها.
ثمان سنوات وجميع الأطراف المعنية تتقاذف السوريين وفق أهوائها ومصالحا بينما يقتل ويهجر ويشرد ملايين السوريين, بحسب عوض.
وقالت ليلى: “دفعنا ثمن الحرية غالي وما نلناها للأسف 8 سنين لعبوا فينا من الطرفين لعبت فينا كل دول العالم غالبية الشعب السوري دفع الثمن غالي ناس صارت بالبنان وناس بالأردن وناس بالمخيمات نحنا صرنا لاجئين”.
وبينت عوض أنها غير سعيدة بوجودها كلاجئة في ألمانيا -مع احترامها- وبدء حياة جديدة هناك, مضيفة: “ما كتير سعيدة أبداً ماني سعيدة أني صرت لاجئة أكيد ماني سعيدة انو أجيت لألمانيا وبحترم الشعب الألماني والحكومة الألمانية بس ماني سعيدة أبداً”.
وأكدت عوض أن حياة اللجوء قاسية ومتعبة للسوريين وخاصة المتقدمين في العمر.
وأوضحت الممثلة المقيمة في ألمانيا أن تحديات اللجوء كثيرة وقاسية وليس بالأمر السهل أن تأتي وتتعلم لغة كطفل صغير وتبدأ حياة من جديد بعد أن تعبت بما فيه الكفاية في بلدك.
ولم تتوقع عوض ولو مرة في حياتها أن تسوقها الأقدار إلى ألمانيا, كان الأمر مفاجئاً لها.
إقرأ أيضاً: سوزان نجم الدين: سوريا لا تستحق بشار الأسد.. شاهد
حديث ليلى عوض هذا أعاد إلى الأذهان تصريح زميلتها سوزان نجم الدين قبل أيام ومهاجمتها للسوريين عامة واللاجئين بشكل خاص.
سوزان نجم الدين, زعمت بأن “سوريا لا تستحق بشار الأسد”, رغم كل المآسي التي سببها لمعظم عائلات السوريين سواء في الداخل أو في الخارج.
ليلى عوض ليست الوحيدة التي دفعت ثمن تأييدها لحرية الشعب السوري, فهي إلى جانب الكثير من الفنانين والممثلين السوريين الذي اتخذوا مواقف داعمة ومشرفة تجاه الثورة السورية, وأبرزهم: عبد الحكيم قطيفان، فارس الحلو، مازن الناطور، جهاد عبدو، مي سكاف، فدوى سليمان”.