كاتب روسي يُحذر من الأوضاع في مسقط رأس بشار الأسد.. ماذا يحدث في اللاذقية؟
متابعة الوسيلة:
سلط تقرير صحيفة “نيزافيسيمايا” الروسية الضوء على سقـ.وط محافظة اللاذقية، مسقط رأس بشار الأسد، بين أيادي أمراء الحـ.رب المحليين بالرغم من أنها تعكس صورة الاستقرار.
وقال الباحث في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية ستانيسلاف إيفانوف، ورصدت الوسيلة إنه “في اللاذقية -التي تعدّ مسقط رأس الأسد- لا شيء يسير على ما يرام”.
وأضاف: “رغم الاستقرار الذي يخيم على المدينة -حيث تعد مقر النخبة السياسية- فإنها سقطت خلال سنوات الحـ.رب الأهلية بين أيادي أمراء الحـ.رب المحليين والجريمة المنظمة”.
وتابع الكاتب “في الحقيقة، قدمت النخبة السياسية يد المساعدة من خلال العديد من الطرق؛ مما شجع على التهـ.ريب وغيره من أنواع الأعمال التجارية غير المشروعة”.
ورأى الكاتب بأنه رغم دعوات الأسد المستمرة الموجهة لرجال الأعمال والمجتمع الدولي للاستثمار في إعادة بناء الاقتصاد والبنية التحتية في سوريا؛ فإنه لم يتلقّ موارد كبيرة.
وأشار إيفانوف إلى أن المبلغ المطلوب لإعادة إعمار سوريا يقدر بنحو أربعمئة مليار دولار، في وقت لا تملك كل من روسيا وإيران هذه الأموال.
ويقول الكاتب إيفانوف إن التقارير تظهر أنه حتى رجال الأعمال المقربين من الأسد وحاشيته امتنعوا حتى الوقت الراهن عن الاستثمار في اقتصادهم.
أقارب الأسد
وصدرت في الآونة الأخيرة بيانات تفيد بأن أقارب الأسد -الخاضعين لعقوبات غربية- قاموا بشراء ما لا يقل عن عشرين شقة فاخرة باهظة الثمن، يقع معظمها في ناطحات السحاب في موسكو.
واعتبر أنه أمريكا وأوروبا والدول العربية والإسلامية التي لا تعترف بشرعية حكومة الأسد، سيكون عليها الاهتمام بالمناطق التي لا تخضع لسيطرته في حال قدمت المساعدة إلى سوريا.
وأكد الكاتب أن قوات النظام فضلت الجلوس في دمشق ومقاطعة اللاذقية ولم تشارك بنشاط في القتال حين أسهمت القوات الجوية الروسية في هزيمة التشكيلات التابعة لتنظيم الدولة.
وقال أن المليشيات الكردية المدعومة من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة هي التي أخلت الضفة الشرقية لنهر الفرات الغنية بالموارد النفطية والغاز من قبضة تنظيم الدولة.
وأشار إلى أنه في ظل ما وصفها الحرب الأهلية الجارية، وتفكك الدولة بحكم الأمر الواقع إلى جيوب، يعتبر هؤلاء (الميلشيات الكردية) أن لهم الحق في التصرف في مواردهم الطبيعية.
النظام يتجاهل الأكراد
وعن القوات العسكرية الأميركية التي لا تزال في شرق سوريا؛ فإنها تتواجد لحماية المنشآت النفطية في هذه المنطقة، نظرا لأنها توفر احتياجات القوات الكردية المتحالفة مع واشنطن.
وأشار الكاتب إلى أن المكونات الموجودة شرقيّ سوريا يرون أنهم غير ملزمين بنقل أراضيهم ومواردهم الخاضعة لسيطرة دمشق قبل اعتماد الدستور الجديد وتشكيل حكومة ائتلافية جديدة.
وأضاف بأن النظام يتجاهل الأكراد ويعطي الأولوية لحل النزاعات الداخلية بالقوة بمساعدة الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني لبسط سيطرتها على كامل أراضي البلاد بالقوة.
وبحسب الكاتب فإن احتجاجات الشعب الإيراني أظهرت أن البلاد تخصص ما بين 8 و12 مليار دولار سنويا لدعم عائلة الأسد، وهو ما يشكل عبئًا ثقيلًا على الاقتصاد الإيراني.
وذكر الكاتب أن السلطات الروسية كانت تأمل تصدير المنتجات البترولية لتعويض جزء من تكلفة الحفاظ على القوات المسلحة الروسية في هذا البلد.
وأردف، لكن تبين أن معظم حقول النفط والغاز في شرقيّ سوريا لا تزال تحت سيطرة المليشيات الكردية المدعومة من الجيش الأميركي، وفشل الأسد في السيطرة على هذه الموارد.
إقرأ أيضاً: مسؤول إماراتي يمجّد بشار الأسد في دمشق وفنانون سوريون يتفاخرون.. شاهد
ونوه الكاتب إلى أن الأسد وداعميه راضون عن حالة “لا حرب ولا سلام” في سوريا، لا سيما في ظل تأجيل اعتماد دستور جديد وتشكيل حكومة ائتلافية إلى أجل غير مسمى.
وختم إيفانوف بأن النخبة السورية الحالية وحلفاءها في طهران يحاولون تجنب تنفيذ أي استثمارات مالية في سوريا المستقبلية والحصول على فوائد فورية، بسبب خشية الأسد من أن يؤدي إجراء إي انتخابات حرة إلى تغيير النظام.