تركيا تتحدث عن الاعتراف بنظام بشار الأسد.. وتحذر الولايات المتحدة!
جدد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، موقف بلاده الرافض الاعتراف بنظام بشار الأسد, مؤكداً أن تركيا لا تتوافق مع روسيا في بعض القضايا, لكنها مضطرة للعمل معها في سبيل إيجاد حل دائم في سوريا.
وأشار تشاوويش أوغلو إلى علاقات بلاده الجيدة مع روسيا, رغم اختـلاف وجهات النظر حيال ملفات سوريا وشبه جزيرة القرم وليبيا.
وقال تشاووش أوغلو خلال مشاركته في منتدى الدوحة الـ19 في قطر: “لا يمكن أن تكون ليبيا وسوريا ساحة تنافس بين تركيا وروسيا، نعم هناك قضايا تتوافق أو تتعارض فيها آراء تركيا وروسيا عليها؛ لكن لا يمكن أن تقول إن تركيا وروسيا تتنافسان في هذين البلدين”.
وأضاف تشاوويش أوغلو: “لا نوافق روسيا في بعض القضايا، لكننا نعمل سوية من أجل الوصول إلى حل دائم في سوريا”.
موقف تركيا واضح من الأسد
وأكد الوزير التركي على موقف تركيا الواضح حيال نظام بشار الأسد, لافتاً إلى أهمية أن يقرر الشعب السوري حكومته الشرعية.
وتابع تشاوويش أوغلو: “موقفنا واضح، نعتقد أن الشخص الذي قـ.تل أكثر من 500 ألف شخص لا يستطيع توحيد البلاد، لذلك، خلال هذه الفترة، نعتقد أن الحكومة غير شرعية، لكن إذا ما تم إعداد دستور ملائم لإجراء انتخابات ديمقراطية ونزيهة، حينها يجب أن يقرر الشعب السوري”.
ورأى تشاوويش أوغلو أن بشار الأسد لم يعد قادراً على توحيد السوريين والبلاد, بعد كل هذه السنين من القتل والإجرام.
واستدرك أوغلو: “: “لكننا نعتقد بوضوح أن الأسد لا يستطيع توحيد البلاد بعد ما حدث في السنوات العشر الماضية”.
واعتبر تشاووش أوغلو أن المزاعم التي تقول بأن العملية تسعى إلى تغير ديموغرافي في شمال سوريا، ما هي إلا دعاية سوداء.
وأكد الوزير التركي أن تنظيم “ي ب ك” الإرهابي هو من قام بإجراء تغيير ديموغرافي في شمال سوريا ليس إثنيا فحسب بل إديولوجيا أيضاً.
وأوضح تشاوويش أوغلو أن 350 ألف لاجئ من أكراد سوريا في تركيا، و200 ألف منهم ما زالوا في شمال العراق لا يستطيعون العودة إلى مناطقهم؛ لأن تنظيم “ي ب ك” الإرهابي قام بتهجيرهم.
تركيا لم ولن تتسامح!
ووفق تشاويش أوغلو فإن تركيا لم ولن تتسامح مع انتهاكات حقوق الإنسان في أي وقت من الأوقات، نافياً كل المزاعم التي تطلق ضد تركيا في هذا الصدد.
وتنديداً بقرار الكونغرس الأمريكي ضد بلاده, أكد تشاووش أوغلو أن: “أولئك الذين يستخدمون التاريخ لأغراض سياسية هم جبناء لا يريدون مواجهة الحقيقة”.
وتابع الوزير في هذا الخصوص: “لا ينبغي للسياسيين ذوي المعرفة المحدودة بالتاريخ أن يحكموا على التاريخ”.
واتخذ مجلس الشيوخ، هذا القرار، بعد خيبة أمل تعرض لها بسبب قيام تركيا بعملية عسكرية ضد الإرهابيين في شمال سوريا، وبسبب اللوبي الأرمني واللوبيات الأخرى في الولايات المتحدة, وفق تشاووش أوغلو.
وشدد تشاويش أوغلو على عدم جدوى العقوبات ولغة التهديد التي تطلقها الولايات المتحدة ضد تركيا.
ولفت تشاوويش أوغلو إلى أن: “العقوبات ولغة التهديد لا تجدي إطلاقا، وعلى الولايات المتحدة أن تعي هذه النقطة جيدا، وأعتقد أنها فهمتها، كما أن (الرئيس دونالد) ترامب يعارض هو أيضا العقوبات”.
وكشف تشاووش أوغلو أن بلاده مضطرة للرد في حال فرض الولايات المتحدة عقوبات ضد تركيا.
واستطرد الوزير التركي: “لا أريد الحديث عن أسوأ سيناريو عن علاقات البلدين حال فرض الولايات المتحدة عقوبات ضد بلادنا”.
وأشار تشاوويش أوغلو إلى أن بلاده تسعى من أجل تجاوز المشاكل العالقة بين البلدين دون عقوبات عبر الحوار.
تركيا والولايات المتحدة
وحول علاقات بلاده مع الولايات المتحدة, أكد أوغلو أن الولايات المتحدة حليفة لتركيا، وأن العلاقات مع ترامب أفضل نسبيا، عدا عن بعض المشاكل في العلاقات مع الكونغرس الأمريكي.
ولفت تشاوويش أوغلو إلى أن بلاده تعمل على تحقيق التوازن في العلاقات مع دول العالم. وألمح الوزير التركي إلى أن ذلك سيدفع تركيا للتفكير في خيارات أخرى في تعاملها البلدان.
وبين تشاويش أوغلو أن تركيا في اتخاذ القرارات ليست مضطرة لاختيار بلد على حساب بلد آخر وإنما تحقيق التوازن، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تعارض شراء تركيا منظومة “إس-400” الدفاعية الروسية.
كما أن تركيا, بحسب تأكيدات الوزير التركي, اشترت منظومة “إس-400″؛ لأن روسيا قدّمت عرضا مناسبا لتركيا.
إقرأ أيضاً: تصريح مفاجئ من الرئاسة التركية بشأن إزاحة بشار الأسد!
وتوترت العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة بعد إدانة مجلس الشيوخ لما وصفها بالإبادة الأرمنية معترفاً بها ومطالبته فرض عقوبات على تركيا بعد عملية نبع السلام في شمال شرق سوريا.
وامتدح الرئيس ترامب نظيره التركي في أكثر من مناسبة مؤكداً أن علاقته مع تركيا جيدة جداً, وذلك عقب اتفاق البلدين في 17 من تشرين الأول قضى بتعليق عملية نبع السلام ضد الوحدات الكردية في شمال شرق سوريا.
وشكر ترامب الرئيس أردوغان مبيناً أنهما توصلا لاتفاق سينقذ حياة الكثير من الأرواح.
وأعقب اتفاق تركيا مع الولايات المتحدة اتفاق آخر أبرمه الرئيسان التركي أردوغان والروسي بوتين في 22 من الشهر ذاته والذي قضى بسحب الوحدات الكردية من المناطق الحدودية بعمق 30 كم وتسيير دوريات مشتركة على طول الحدود بعمق 10 كم مع الإبقاء على وضع منطقتي تل أبيض ورأس العين على حالها.
وكانت القوات التركية قد أطلقت في 9 من تشرين الأول الماضي بمشاركة الجيش الوطني السوري عملية نبع السلام ضد الوحدات الكردية في شمال شرق سوريا.