أردوغان يتوعـد الولايات المتحدة.. هذا ما ستقوم به تركيا إذا لزم الأمر!
توعد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بإغلاق قاعدتي إنجرليك وكوريجيك الأميركيتين في تركيا إذا استدعت الضرورة.
تصريحات أردوغان جاءت في لقاء مع قناة “A HABER” مساء، الأحد 15 من كانون الأول، رداً على قرار مجلس الشيوخ الأمريكي الاعتراف “بالإبـ.ادة الأرمنية على يد الجيش التركي في عام 1915″.
وقال أردوغان بحسب ما رصدت الوسيلة: “إذا استدعت الضرورة سنجتمع مع المؤسسات المعنية ونغلق قاعدتي إنجرليك وكوراجيك”. وأضاف الرئيس التركي في اللقاء مع القناة التركية أن القرار هو “خطوة سياسية بحتة”.
وأعرب أردوغان عن استعداد بلاده للتعامل بالمثل مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تهدد بفرض عقوبات على أنقرة, على خلفية عملية “نبع السلام” التي أطلقتها ضد التنظيمات الإرهـ.ابية في سوريا، وشرائها منظومة الصواريخ الروسية “S-400″.
وكانت تركيا قد أغلقت قاعدة أنجرليك في عام 1975، على خلفية عقوبات الكونغرس الأمريكي عليها، ومنع تصدير السـ.لاح، على خلفية العمليات العسكرية في جزيرة قبرص.
وسبق أن تحدث وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، عن طرح موضوع إغلاق القاعدين, مؤكداً أن قرار إغلاقهما يمكن أن “يطرح على الطاولة” ردا على أي عقوبات قد تفرضها الولايات المتحدة على تركيا.
وحذر محللون سياسيون من مغبة إغلاق القاعدتين, مشيرين إلى أنه في حال إغلاق قاعدة إنجرليك، القاعدة الجوية الرئيسية للحلف الأطلسي في تركيا، فإن أنقرة هي التي ستدفع الثمن غالياً.
ما أهمية قاعدة إنجرليك؟ وماذا تحتوي؟
تستخدم القوتان الجويتان التركية والأميركية القاعدة بشكل رئيسي، كما أنها تستخدم من قبل القوة الجوية الملكية البريطانية وقوات جوية من دول أخرى منها السعودية.
وتعتبر قاعدة انجرليك الجوية مقر السرب العاشر التابع لقيادة القوة الجوية التركية الثانية، كما أنها مقر السرب الـ 39 بالقوة الجوية الأميركية.
أما محتويات القاعدة التي بدأت الولايات المتحدة العمل في بنائها في ذروة الحرب الباردة عام 1951 فتضم مدرجاً واحداً يبلغ طوله 3,048 مترا، إضافة إلى نحو 57 حظيرة للطائرات، وتضم 150 رأسا نوويا نشرتها الولايات المتحدة في القاعدة، فيما تتحدث تقارير عن تخزين 50 رأسا نوويا في القاعدة حاليا.
كورجيك وأهميتها
تمتاز قاعدة كورجيك بأهمية مختلفة كونها قاعدة أنشئت بدرجة أساسية من قبل حلف الناتو في ولاية ملاطيا التركية وسط جنوب تركيا ليس بعيدة عن الحدود مع سوريا والعراق وإيران، وهي قاعدة أقيمت خصيصا بعد التوافق عليها بين زعماء الناتو عام 2010 وهي مخصصة لأنظمة المراقبة وجمع المعلومات والدفاع.
وجرى طرح أهمية القاعدة في مرات مختلفة متعلقة بجمع المعلومات الاستراتيجية عن مناطق النزاع في سوريا والعراق، لكن أهمية القاعدة تتعلق أكثر بالملف الإيراني ووجود قاعدة رادار متقدمة لحلف الناتو على الحدود مع إيران وذلك في ظل التوتر المتصاعد بين طهران والحلف والخشية من وقوع نزاع مسلح مع إيران، إذ إنها تحتوي على أنظمة لاعتراض الصواريخ الباليستية ويوجد فيها عشرات الجنود الأميركيين.
تركيا المتضرر الأكبر في حال الإغلاق
وعن الأطراف المتضررة من الإغلاق, قال محللون سياسيون إن تركيا هي المتضرر الأكبر في حال اغلاق هاتين القاعدتين. وكان لمدير مركز الدراسات حول الشرق الأوسط جوشوا لانديس ذات الرأي، إذ أن “تركيا هي التي ستعاني أكثر” جراء الأزمة مع واشنطن.
وبحسب ما نقلت وكالة فرانس برس, قال لانديس: “أعتقد بقوة أن إنجرليك ستبقى”. وأضاف لانديس: “إن طرد الولايات المتحدة سيشكل انتكاسة كبرى لتركيا، ولا أظن أن إردوغان يريد ذلك”.
هذه أضرار تركيا من إغلاق القاعدتين!
إذا تم بشكل فعلي إغلاق القاعدتين فسوف تحرم أنقرة من حليفين مهمين هما واشنطن وحلف الناتو، ورغم التوترات التي تشهدها العلاقات بين الطرفين بين حين وآخر، تدرك تركيا أن تقاربها مع موسكو تقارب مؤقت مرتبط بمصلحة آنية، وهي الأزمة السورية، وأن ملفات الخلاف بين البلدين أكثر من ملفات التوافق، ويعزز من ذلك حجم ملفات الخلاف التاريخية بينهما.
ولا شك بأن الخلافات المتنامية في هذه الأوقات بين تركيا وروسيا والتي أبرزها تعزيز روسيا نفوذها في البحر الأسود، واعتبار أنقرة ذلك تهديدا لأمنها القومي، ورفض أنقرة الاعتراف بضم روسيا لجزيرة القرم الأوكرانية، والتنافس بين الدولتين في منطقة القوقاز، ودعم روسيا السياسي والعسكري لأرمينيا في مواجهة دعم تركيا لأذربيجان.
إقرأ أيضاً: أردوغان يتحدث عن مقترح لإنشاء “المنطقة الآمنة” باستخدام عائدات النفط
كما أن تركيا ستضرر بخسارة الدعم الأميركي في حال انهيار العلاقات مع موسكو، على غرار ما حدث في نوفمبر 2015، عندما قامت أنقرة بإسقاط مقاتلة روسية على الحدود مع سوريا بدعوى انتهاكها الأجواء التركية، إذ سارعت تركيا إلى اللجوء لحلف الناتو خوفا من رد عسكري روسي، وعقد الحلف اجتماعا طارئا بناء على طلب من أنقرة، وأيد حقّ تركيا في الدفاع عن نفسها، وردت روسيا وقتها بفرض عقوبات اقتصادية على تركيا، وقطعت جميع علاقاتها العسكرية معها، ولم تتحسن العلاقات بين البلدين إلا في يوليو 2016 على خلفية التوتر في العلاقات الأميركية – التركية.