مصادر معارضة تكشف ما يجري على الأرض في إدلب.. هل هي تفاهمات؟
أكدت مصادر سورية معارضة أن التصعيـ.د العسكري المكثف من قبل قوات الأسد وروسيا في ريف إدلب هو نتيجة لاتفاق تركي روسي، ينطلق من توزيع مناطق السيطرة هناك بحيث تصل موسكو وقوات الأسد إلى الطرق الدولية (حلب-دمشق).
وبينت المصادر المعارضة أن ما يجري على الأرض ما هو إلا تمرير لاتفاقات أستانا، الأمر الذي سيؤدي واقعياً لانسحاب الفصائل المعارضة و المنضوية تحت “الجيش الوطني” المدعوم من أنقرة.
وبحسب ما رصدت الوسيلة, قال المحلل العسكري، العقيد الركن مصطفى الفرحات، لـ “روزنة” إن المعركة اليوم في الشمال ليست ككل المعارك.
وأضاف الفرحات بأن “النظام والجانب الروسي ما انفكوا يتحدثون عن استعادة سيطرة (النظام) على كامل الجغرافية السورية وفي حديث رأس النظام دائماً ما يؤكد على هذا الموضوع والجانب الروسي أيضاً كذلك”.
وأكد الفرحات أن هدف استعادة الأرض هو هدف استراتيجي موضوع على قوائم الروس و النظام, وأن كل القضم التدريجي في المعارك المتلاحقة هو تكتيك يسبق الوصول إلى الهدف النهائي.
وتابع الفرحات: “نحن اليوم أمام لوحة قاتمة إن كان على الأرض في المعركة في الشمال السوري، أو إن كان بشكل عام للتداخلات السياسية والعسكرية والاقتصادية لهذه المعركة”.
وبين الفرحات أن “النظام على مدار أكثر من 3 أشهر حاول جاهدا التقدم على محور ريف اللاذقية لكنه فشل في ذلك؛ فالطبيعة الجغرافية والتحصين الدفاعي ساعدوا المدافعين عن الأرض، وكل هذه كانت عوامل تحيد كثيرا عمل الطيران، لذلك قام النظام بتحويل المعركة نحو ريف إدلب الشرقي وهي منطقة مكشوفة جغرافيا و التضاريس و الطبيعة لا تخدم الطرف المُدافع بقدر ما تخدم عمل الطيران، وبالتالي إمكانية الاستهـ.داف الجوي مفيدة للطرف المهاجـ.م أكثر من محاور أخرى”.
تصعيـد الأسد بناء على توافقات أستانة وسوتشي
من جانبه, اعتبر الصحفي فراس علاوي، أن التصعيد الروسي على أرياف إدلب وبخاصة منطقة معرة النعمان، يأتي كنتيجة واضحة لاتفاقات أستانا وتوافقات سوتشي، حول السيطرة على الطرق الدولية وتأمين نطاق حماية لها.
كما أن هذا التصعيـ.د العسكري والغارات الجوية وممارسة سياسة الأرض المحروقة من قبل الروس يأتي لضمان نزوح أكبر عدد من الأهالي من المنطقة؛ وبالتالي ضـ.رب الحاضنة الثورية والتأثير على أي مقاومة محتملة ومحاولة رسم حدود الاتفاق وتهيئة الأجواء لإنهاء تواجد هيئة تحرير الشام في إدلب… و هو ما نصت عليه توافقات أستانا وسوتشي من توزيع للأدوار في المنطقة, بحسب علاوي.
ولم يستبعد علاوي وصول الروس إلى معرة النعمان، بخاصة في ظل صمت قيادات المعارضة السياسية والعسكرية وردة الفعل الخجولة على التصعيد الروسي.
ورأى علاوي أن “هذا التصعيد جاء كمرحلة أولى من عملية فرض السيطرة وتبادل الأدوار في إدلب، وربما نشهد قريباً تصعيد من قبل فصائل المعارضة السورية (الجيش الوطني) وفتح عملية باتجاه مناطق سيطرة تحرير الشام”.
ما مصير إدلب؟
وفي ظل مزاعم روسيا بوجود الإرهابيين من “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) لتبرير حملتها العسكرية ضد المدنيين في إدلب، تطرق علاوي إلى عدة سيناريوهات قابلة للحدوث في إدلب، وتتراوح ما بين تفكيك “تحرير الشام” عن طريق التفاوض بين تركيا من جهة والممثلين العسكريين والسياسيين في الهيئة، أو التعويل على انقسامات داخل الهيئة نفسها.
بينما أشار علاوي إلى أن السيناريو الثالث قد يكون الإتجاه نحو عمل عسكري ضد “تحرير الشام”؛ تقوم به فصائل “الجيش الوطني” بدعم من الجيش التركي والطيران الروسي، وهو ما اعتبر أنه سيحرج قيادات “الجيش الوطني” في حال إطلاق عملية مشتركة على الأرض.
وتابع علاوي: “عودة النظام للمناطق حسب اتفاقات أستانا هو أمر شبه مؤكد؛ في ظل ما تم التوصل إليه من رسم لخرائط السيطرة وتحديد قواعد الاشتباك الجديدة”.
ويزعم نظام الأسد وروسيا أن قواتهم تحارب الإرهـ.ابيين المتمردين في محافظة إدلب محملة تركيا مسؤولية القضاء على المجموعات الإرهـ.ابية وفق اتفاقي سوتشي وأستانة في إدلب.
إقرأ أيضاً: روسيا تسعى لتشكيل مليشيا جديدة في مدينة حلب.. هذه الغاية منها!
وتأتي هجـ.مات قوات النظام وروسيا رغم الهدنة المزعومة أواخر آب الماضي والتي أعلنت عنها روسيا ووافق عليها النظام, دون أن يتوقفا عن استهـ.داف المدنيين وارتكاب المجـ.ازر بحق الأطفال والنساء.
وكثفت طائرات الأسد وروسيا من قصـ.فهما مناطق وبلدات ريف إدلب الجنوبي الشرقي لا سيما معرة النعمان وبلداتها المحيطة في محاولة لتفريغ تلك المناطق القريبة من الطريق الدولي إم5 وإجبار سكانها على النزوح.
واضطر عشرات الآلاف من السكان المدنيين النزوح من مناطق معرة النعمان والقرى المحيطة بها بسبب الغـ.ارات الجوية والقصـ.ف المتواصل الذي أوقع قتـ.لى وجـ.رحى ودمر المستشفيات والمدارس