أردوغان يرد بحزمٍ على أكرم إمام أوغلو المعارض لحلمه في اسطنبول
ازدادت التوترات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأكرم إمام أوغلو رئيس بلدية اسطنبول عن حزب الشعب الجمهوري المعارضة بشأن مشروع قناة إسطنبول المائية المطروح منذ 9 سنوات, حتى وصلت تلك التوترات إلى تراشق الانتـ.قادات والاتهـ.امات بينهما.
ورداً على رئيس بلدية إسطنبول الكبرى الذي وصف المشروع بـ”التبذير غير المبرر” تارة، وبأنه “خيـ.انة لإسطنبول” تارة أخرى, دعا أردوغان إمام أوغلو إلى “الاهتمام بشؤونه بعيداً عن المشروع”.
وبحسب ما رصدت الوسيلة, قال أردوغان إن الدولة التركية هي الجهة المعنية بالمشروع، وإن مسؤولية المؤسسات هي دعم الحكومة في قرارتها. كما توعـد الرئيس التركي بمحاسبة كل “من يتوانى في أداء مهامه”.
ويرى إمام أوغلو أن هناك 15 سبباً لإلغاء مشروع القناة الموازية، وأبرز التأثيرات السلبية, وفق أوغلو, الجفاف المائي والانهـ.يارات والزلازل.
لهذه الأسباب إمام أوغلو يعارض!
واعتبر إمام أوغلو من بين أبرز التأثيرات السلبية المتوقعة للمشروع هي مخزون المياه الجوفي، وخلط مياه البحر المالحة بمياه بحيرة “تيركوس” التي توفر ماء الشرب لجزء كبير من سكان الشطر الأوروبي من المدينة.
كما أشار إمام أوغلو إلى أن شق القناة يمكن أن يعرض إسطنبول للجفاف المائي وللانهـ.يارات والزلازل.
وذهب إمام أوغلو إلى أن شق القناة يعتبر سببا جديداً لفرض المزيد من الضرائب ورفع تكلفة الخدمات التي تقدمها البلدية.
وأكد رئيس بلدية اسطنبول أيضاً أن شق القناة ينتهك 7 اتفاقات دولية أهمها اتفاقية مونتيرو الموقعة عام 1936 في سويسرا.
استحضار للخلفية السياسية
وأظهر اجتماع بلدية إسطنبول الكبرى لشهر ديسمبر/كانون الأول الماضي عمق الخـ.لاف حول المشروع بين إمام أوغلو وأعضاء مجلس البلدية الكبرى الذي يتكون من 315 عضوا، بينهم 180 من حزب العدالة والتنمية و135 من حزب الشعب الجمهوري.
ويصر مسؤولو حزب العدالة والتنمية على مشروع القناة رافضين مبررات رئيس البلدية ومعارضته للمشروع، منتقـ.دين أكرم إمام أوغلو الذي يستدعي خلفيته الحزبية في مواقفه التي يفترض أنها تمثل مؤسسة خدمية لا سياسية هي البلدية, وفق وصفهم.
الجزيرة نت نقلت عن الناشط في حزب العدالة والتنمية بمنطقة سليفري غربي إسطنبول فؤاد يتكين قوله إن حزب الشعب الجمهوري سبق أن عارض مشاريع أردوغان الكبرى كقطار مرماراي الذي يمر من قاع مضيق البوسفور، ونفق أوراسيا العملاق، اللذين يربطان الجزء الآسيوي بالأوروبي لإسطنبول، كما عارض بطريقة شرسة المطار الجديد الذي افتتح في إسطنبول قبل أكثر من عام.
وأضاف يتكين: “سمع الشعب التركي حول كل واحد من تلك المشاريع إشاعات تصل حد الخرافة مثلما تتم محاولة ترويجه اليوم من ادعاءات عن أضرار لقناة إسطنبول”.
إقرأ أيضاً: أردوغان يؤكد عدم التراجع عن الخطوات التي اتخذتها تركيا في سوريا.. ماذا عن ليبيا؟
وأشار يتكين، إلى أن الآلة الدعائية لإمام أوغلو وظفت مخاوف المجتمع التركي من قضايا مخيفة كالزلازل، واستخدمت عصا التـ.رهيب بالضرائب في “حـ.رب السمعة” التي تحاول عبرها إيقاف مشروع القناة الموازية.
وحزب الشعب الجمهوري متهم بالتواطؤ مع دول خارجية عبر تأجيج مظاهرات حديقة “غيري بارك” في إسطنبول عام 2013 لإسقاط حكومة أردوغان قبل تنفيذها مشروع مطار إسطنبول الثالث.
أردوغان عازم على شق القناة العملاقة
وكان الرئيس أردوغان قد أكد ليلة رأس العام 2020، عزم بلاده على شق القناة الواصلة بين البحر الأسود وبحر مرمرة بموازاة مضيق البوسفور.
ووفق مسؤولي حكومة حزب العدالة والتنمية, ستعوض القناة خلال بضعة أعوام كافة النفقات التي تم دفعها في إنشائها، وستخفف الضغط على مضيق البوسفور، وتقلل من الأضرار التي تنبعث من السفن الناقلة للمواد الخطيرة عبره، فضلا عن أنها ستجلب مساحات خضراء جديدة إلى المدينة.
وكشفت بيانات رسمية تركية أن نحو 40 إلى 42 ألف سفينة تعبر مضيق البوسفور سنويا، رغم أن طاقاته الاستيعابية تبلغ 25 ألف سفينة سنويا فقط، الأمر الذي يتطلب من بعض السفن الانتظار لمدة أسبوع تقريبًا.
قناة اسطنبول وحلم أردوغان
في العام 2011، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن مشروع قناة اسطنبول, مشروع “العصر”، وأكبر المشاريع الاستثمارية والاستراتيجية في البلاد.
وسيساهم المشروع بتعزيز مكانة المعابر المائية في تركيا، كما أنه يربط بحر مرمرة بالبحر الأسود, إضافة إلى تخفيف حركة الموانئ في مضيق البوسفور ويسهل حركة السفن هناك.
كما ويهدف مشروع قناة اسطنبول إلى تعزيز مكانة تركيا في مجال المعابر المائية، ويربط بحر مرمرة بالبحر الأسود في الشق الأوروبي من إسطنبول.
ويبلغ طول القناة العملاقة نحو 45 كيلومترا بعرض 150-400 متر وبعمق 20-25 مترا، ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة تنفيذها قرابة 16 مليار دولار، تشمل إقامة 6 جسور وطرق وأقنية جانبية وحدائق ومشاريع أخرى مرتبطة بها.