لقاءات استخباراتية بين مسؤولي بشار الأسد وأردوغان حركت التوترات في إدلب
كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية عن عدة اجتماعات بين مسؤولي تركيا وروسيا وإيران والنظام أفضت إلى اشـ.تعال المعـ.ارك وتصاعد التوتر بإدلب.
وقالت الصحيفة إن أبرز التوترات، عزم النظام اجتـ.ياح إدلب التي تأوي 3.5 مليون شخص، وعدم اكتفائه بالسيطرة على الطرق الدولية.
وأضافت بحسب ما رصدت الوسيلة أن النظام سعى لحصر المساحة التي يمكن لتركيا أن تُبقي نفوذاً لها فيها ببضعة كيلومترات فقط.
وأفادت مصادر الصحيفة أن مجموعة لقاءات ثلاثية وثنائية حدّدت معالم المعركة الحالية.
وأوضحت أن البداية جاءت مع توجه النظام لاستعادة السيطرة على إدلب، والطريقين الدوليين دمشق-حلب، واللاذقية-حلب
واعتبرت أن هذا التوجّه كان جزءاً أساسياً من اجتماعات ضمّت إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس، ورئيس المخابرات التركي حقان فيدان.
وجمعت اجتماعات أخرى علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني السوري مع حقان فيدان، إضافة لاجتماعات ثالثة روسية–تركية–إيرانية.
ورأت ذات لمصادر أن مخطط الأسد حول إدلب “جزء منه قابل للتنفيذ، وآخر يبدو معلّقاً على التفاهمات التركية – الروسية وحدودها”.
وأشارت المصادر إلى لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، الخميس 5 آذار الجاري.
ووفق الصحيفة, كانت بداية الاجتماعات في كانون الثاني الماضي، التقى الأسد مع وفد من المستشارين الإيرانيين.
وخلال القاء, أكد الأسد, بحسب المصادر, نيته خوض المعـ.ركة في إدلب، وتأكيده وجود نية للسيطرة على الطرق الدولية.
وبينت المصادر أن لقاءات ثلاثية (تركية – إيرانية – روسية) وأخرى ثنائية، جرت وكانت تهدف إلى السماح للنظام بتطبيق ما يريد.
وتابعت أنه بأحد اللقاءات الروسية التركية، “أكدت موسكو أن حدود العملية التي كانت بدأت فتح الطريقين الدوليين ووقف النـ.ار بعدها.
ولم ترفض تركيا بشكل حاسم العرض الروسي، وفق الصحيفة.
وأكدت المصادر أن تركيا “بدأت البحث تقنياً عن إدارة الطرق، وعن تسيير دوريات مشتركة مع الجانب الروسي عليها”.
اتفاق جديد
كما جرى لقاء بين إسماعيل قاآني، وحقان فيدان، أبلغت خلاله إيران تركيا بأنها “تدعم النظام لمواصلة العملية حتى فتح الطريقين”.
وأكد القيادي الإيراني على أن “المطلوب الآن اتفاق جديد” رغم وجود اتفاقي أستانا واسوتشي حيال إدلب.
ولفتت الصحيفة إلى لقاء جمع فيدان ورئيس مكتب الأمن علي مملوك، حيث أن “أجواء اللقاء لم تكن بعيدة عمّا حصل بالاجتماع مع قاآني”،
وبحسب الصحيفة, قال مملوك لفيدان: “أنتم لم تلتزموا بالاتفاقات، والاتجاه هو لمعادلة جديدة”.
وأكدت أنه عُرض أمام تركيا “الجغرافيا التي سيحرّرها الأسد، والتي تُبقي لأنقر شريطاً ضيّقاً، يصل لعمق 8 كم، ويمتدّ من أطمة شمالاً إلى دركوش فزرزور”.
وأشارت إلى أن تركيا رفضت هذه الخريطة بشكل قاطع، وسُحبت من التداول معها، لتتمحور الاتصالات حول الطريقين الدوليين فقط.
منطقة آمنة
وكانت وكالة الأناضول قد كشفت مطالبة تركيا بإقامة منطقة آمنة تمتد 480 كم على طول الحدود السورية، لاستيعاب 3 ملايين سوري.
وتصل المساحة لعمق 30 كم من شمال وشمال شرقي سوريا.
وتشمل مدن جرابلس، ومنبج، وعين العرب، وتل أبيض، وسلوك، ورأس العين، والدرباسية، وعامودا، والقامشلي، والمالكية.
واعتبرت الصحيفة أن الأسد نفذ خطته لبسط يده على طريق حلب–دمشق، ودخوله معرّة النعمان وسراقب، وقرى على جانبَي الطريق بريف حلب.
ونوهت الصحيفة إلى أن النظام تجاوز ما هو مُعلن في الاجتماعات السابقة.
وذكرت أن النظام “اتّجه نحو غير المعلن سابقاً، بسيطرته على معظم ريف حلب الغربي.
وعمل النظام, حسبما ذكرت الصحيفة على تأمين مدينة حلب على نحو شبه كامل، وكسر نقاط انطلاق قريبة منها”.
رسائل سلبية
وتتالت الأحداث بعد تقدم الأسد وحلفائه، إذ بعثت أنقرة “رسائل سلبية” إلى النظام وروسيا.
وبدأت تركيا إدخال تعزيزات إلى إدلب، سعياً لرسم خطّ تماس جديد بنشر نقاط عسكرية، من الشمال بدارة عزة، إلى تفتناز وسراقب، شرقي إدلب.
وجاء الحدث الذي غير مجريات الأحداث في إدلب, جراء مقـ.تل 34 جندياً تركياً باستهـ.داف موقع لأفراد الجيش التركي بقرية بليون جنوب إدلب.
وتحركت تركيا بعد هذه الضـ.ربة متوعـ.دة بالرد القـ.اسي وإطلاق عملية درع الربيع التي حيـ.دت نحو 3 آلاف عنصر لنظام الأسد بحسب الدفاع التركية.
وترى الصحيفة أن الروس في هذه الأثناء كانوا “يحاولون الحفاظ على المكتسبات السابقة لجانب النظام من دون قطع الاتصالات والاتفاقات مع أنقرة”.
فيما كانت رسالتا طهران وبيروت إلى النظام بأن الطريق ستُفتح مهما كلّف ذلك، وأنهما إلى جانبه.
ومالت الكفة لصالح تركيا بعد انتقـ.امها من النظام وإلحاق الخسـ.ائر الكبيرة في صفوفه.
كما حدث انكفاء روسي عن التدخل جواً لمساندة النظام, قبل إرسال تعزيزات عسـ.كرية إلى سراقب لاستعادتها من قِبَل المعارضة.
اقرأ أيضاً: بشار الأسد يغازل تركيا ويوجه هذه الرسالة لشعبها
ويبقى مصير إدلب والطرق الدولية رهين اللقاء الذي سيجمع أردوغان وبوتين، حيث أعربا عن أملاهما في التوصل لاتفاق تهدئة.
ويأمل الرئيسان في التفاهم على إدلب والطرق رغم أن المعـ.ارك على الأرض تكشف حجم التوتر بين روسيا وتركيا.