بروفايل

من هو السوري حنّا دياب الذي أضاف قصصاً لكتاب ألف ليلة وليلة ودفع المستشرقين لزيارة حلب!

ولد السوري أنطون يوسف حنا دياب في حلب عام 1688، وعمل كمستأجر عند أحد كبار تجّار حلب، وتعلّم عدد من اللغات قبل أن يسافر وتصبح قصصه مصدر إلهام لكاتب ومترجم “ألف ليلة وليلة”.

تعرّف على رحّالة

في فترة شبابه مرّ حنّا دياب وهو ماروني، بفترة رهبنة عندما سافر إلى جبل لبنان، لكنه سرعان ما عاد إلى حلب مرّة أخرى، ليتعرّف على الرحّالة بول لوكاس عام 1707.

وبفضل تعلّمه للغة الفرنسية والإيطالية والتركية والأوكسيتانية، استطاع أن يعمل معه كخادم ومترجم، فيما وعده لوكاس بأن يؤمّن له وظيفة في خزانة الكتب العربية فرنسا.

رحلة شيّقة

جال الشاب السوري مع الرحّالة الفرنسي في بلدان عديدة، حيث مرّ بلبنان وبعدها قبرص ثم الصعيد المصري، ثم ليبيا وبعدها إيطاليا ففرنسا.

ولاحقاً كتب في مذكّراته بعد خمسين عاماً تفاصيل عن تلك الرحلة وما مرّ به خلالها، وصولاً إلى باريس التي يسميها “بهريس”.

في بلاط لويس الرابع عشر

وصل الشاب السوري حنا دياب إلى بلاط الملك لويس الرابع عشر حاملاً بيده قفصاً بداخله (جرابيع)، وإضافة إلى ملابسه وشاربه وكان المظهر غريباً بالنسبة لأهل البلاط حتى أن إحدى أميرات البلاط قالت تعالوا تفرجوا على سيف المسلم”.

وكانوا يعتقدون بأنه مسلم بسبب لباسه المشابه للباس المسلمين، فأجاب حنّا: هذا سكين وليس سيفاً، وكان الدخول على البلاط بسكين يفيد نية الغدر.

تعرّف على مترجم (ألف ليلة وليلة)

في باريس عام 1709، االتقى دياب بأنطوان غالان، وهو مترجم ألف ليلة وليلة، لكن كان ينقص غالان بعض القصص، فطلب من دياب تزويده ببعض القصص، فزوّده دياب بقصتين لم تكونا موجودتين في الكتاب هما ( علاء الدين والمصباح السحري) و (علي بابا والأربعين حرامي).

وبحسب ما ذكرته بعض الروايات فإن حنا دياب كتب قصتي علاء الدين وعلي بابا بلغة عامية وعربية فصحى، وهو ما كان واضحاً حتى في مخطوطاته التي اكتشفت لاحقاً.

الكاتب والمؤرخ “سامي مبيض” يقول في معرض حديثه عن حنا دياب “مذكرات يومية، مكتوبة بخط اليد ومحفوظة بمكتبة “الفاتيكان”، وضعها وهو في سن الخامسة والسبعين عام 1763”.

ويتابع مبيض، بحسب ما رصدت الوسيلة “حنا يقول في مذكراته إنه بدأ يروى القصص والنوادر، المأخوذة من الحياة اليومية في حلب، على مستمعين فرنسيين، وكان أحدهم المستشرق المعروف أنطوان غولاند، الذي ترجم ألف ليلة وليلة إلى اللغة الفرنسية بعد صدور النسخة الانكليزية عام 1706”.

يقول الدكتور والباحث السوري جوزيف زيتون عن حنا دياب “الشغف الذي جعل المستشرقين يزحفون إلى حلب للتأكد من روعة ما رواه لهم الكركوزاتي الحلبي”.

عاد إلى حلب

كان يأمل حنا دياب أن يعمل في المكتبة الوطنية الفرنسية، لكنه في عام 1710 عاد إلى حلب، ثم أصبح تاجر في السوق وتزوج عام 1717، وتوفـ.ي هناك.

كتب مذكرته في الـ75

عندما بلغ دياب من العمر 75 عاماً، شرع في كتابة مذكّراته التي مازالت محفوظة في الفاتيكان، حيث تحدث عن رحلته إلى فرنسا ثم عودته إلى حلب والمصـ.اعب التي تعرّض لها، وتحدث عن إعجابه بالعاصمة الفرنسية باريس، وعن النظافة في شوارعها، وعن مستشفياتها وأديرتها وواحتفالاتها الدينية.

اقرأ أيضاً: العالمة السورية هدى عقيل.. درست المشاعر البشرية وترأست جامعة أمريكية

زر الذهاب إلى الأعلى