أخبار سوريا

صحيفة بريطانية: فاتن نهار محظوظة برفض ترشحها لـ”الانتخابات الرئاسية”

نشرت صحيفة ذا إيكونوميست تقريراً تحدثت فيه عن “الانتخابات الرئاسية” التي يجريها نظام الأسد، والمزمع عقدها في الـ 26 من الشهر الجاري.

وقالت الصحيفة إنه لا يحتاج المرشحون لمنصب الرئيس -غالبا- إلى مقدمة، فالترشح لمنصب الرئيس هو حجر الزاوية في مسيرة مهنية طويلة وناجحة في نظر الجمهور، لكن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لفاتن علي نهار، التي يبدو أنها وجدت الطموح في وقت متأخر من حياتها.

في 20 نيسان، أعلن رئيس مجلس الشعب في حكومة النظام، أن السيدة “نهار” قد سجلت نفسها لخوض الانتخابات الرئاسية، في حين لم يسمع بها أحد في سوريا، حتى إن عمليات البحث على وسائل التواصل الاجتماعي لم تسفر إلا عن بعض المعلومات الشحيحة حولها.

وتتابع الصحيفة أنه خلال نصف القرن الماضي، فضّل المستبدون العرب إجراء استفتاءات بـ “نعم” أو “لا” على حكمهم، زاعمين أن الهوامش غير المتوازنة في هذه الاستفتاءات تعني أن الناس كانوا يعشقونهم.

في عام 1995، حصل صدام حسين على 3 آلاف و52 صوتاً بـ “لا” من أصل 8.4 مليون صوتوا بـ “نعم”. وفي انتخابات عام 2002، كان أداؤه أفضل، حيث حصل على دعم بنسبة 100 في المئة، وسجلت الانتخابات إقبالا بنسبة 100 في المئة.

لكن منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأ بعض الحكام المستبدين في السماح لمرشحين آخرين بالترشح. في انتخابات “حرة”، رغم أنها ليست كذلك. فكانت هناك قيود قبل التصويت، ومخالفات في يوم الانتخابات، وفي كثير من الأحيان حملات قمع قاسية بعد الانتخابات.

لكن الحكام كانوا يأملون في أن يقاوم المظهر الخارجي للديمقراطية الاستياء في الداخل والانتقادات من الخارج. ومع ذلك، حتى الانتخابات المزيفة كانت تطرح معضلة: كيف تختار المرشح الذي سيخسر؟

تشير الصحيفة إلى أنّ القاعدة الأولى للفوز بالانتخابات هي تجنب المنافسين الحقيقيين. وتضيف أنه وتحت ضغط من أميركا، سمح حسني مبارك للمعارضين بالترشح في الانتخابات الرئاسية عام 2005.

وكان أحدهم أيمن نور، عضو البرلمان الإصلاحي الذي شكل أول حزب معارضة مرخص له في مصر.

وأدى التزوير واسع النطاق في تلك الانتخابات إلى حصول أيمن نور على أقل من 8 في المئة من الأصوات، وسرعان ما تم الزج به في السجن (لسخرية القدر بتهمة تزوير الانتخابات)، لكنه ظل مصدر إزعاج سياسي حتى ثورة 2011.

أما الرئيس المصري الحالي، عبد الفتاح السيسي، فلا يجازف بمثل هذه الفرص. فعندما ترشح لولاية ثانية في 2018، تم اعتقال أو ترهيب معظم المعارضين قبل التصويت.

وفي عام 2014، كان على الجزائريين الاختيار بين عبد العزيز بوتفليقة، المريض وفاقد الشعبية، وعلي بن فليس، رئيس الوزراء السابق الذي يُلقى عليه اللوم في مذبحة المحتجين. فكانت انتخابات نقلت بوتفليقة من فراش المرض إلى النصر.

أما بالنسبة للسيدة “نهار”، فيبدو أنها استمتعت بدورها عندما وُضعت في دائرة الضوء. فقدمت نفسها في مقابلة مع قناة إخبارية روسية، كما انتشرت لها صفحة في فيس بوك، زُعم أنها موقع حملتها على الإنترنت، حيث ورد فيها خطة لإطلاق “مهمة فضائية سورية” بحلول عام 2025 ، في الوقت الذي يكافح فيه سائقو السيارات السوريون للعثور على البنزين لسياراتهم.

للأسف، سرعان ما توقفت طموحاتها في الثالث من أيار، حيث وافقت المحكمة العليا في سوريا على اثنين فقط من المرشحين من أصل قائمة ضمّت 50 مرشحاً تقدموا بطلبات للترشح أمام بشار الأسد. ولم يكن اسمها في القائمة.

وتنهي الـ “إيكونوميست” بالقول: ربما يجب أن تعتبر نفسها محظوظة، فبعد ساعات من صدور قرار المحكمة، سرّب النظام صوراً عارية لأحد المنافسين المعتمدين.

زر الذهاب إلى الأعلى