لهـ.ـذه الأسـ.ـباب استمر بشار الأسد في حكم سوريا
تساءل كاتب فرنسي عن الأسباب في استمرار “بشار الأسد” رغم المعـ.ـارضة الواسعة له.
مجيباً بأن ذلك يكمن في التدخلات العسـ.ـكرية لروسيا وإيران وميليـ.ـشيا “حزب الله” وتضامن العلويين وسيـ.ـطرة عائلة الأسد المطلقة على النظام.
جاء ذلك في تقرير للكاتب الفرنسي “أدريان كلوسيت” ونشرته صحيفة “لوموند دبلوماتيك” الفرنسية.
وقال الكاتب في تقريره، إن الإطـ.ـاحة بالأسد بدت في آذار 2011 أمراً لا مفر منه.
وبدا أن مصير النظام أصبح رهـ.ـن تدخل دول الخليج وتركيا والقوى الغربية.
وأوضح “كلوسيت” أن نظام الأسد استفاد من التدخل العسـ.ـكري الحـ.ـاسم لداعميه الروس والإيرانيين وكذلك حزب الله اللبناني.
مشيراً إلى أن قـ.ـوة النظام تكمن في الأساس الذي وضعه حافظ الأسد، الذي نجح على عكس أسلافه، في تأمين ولاءات دائمة له معتمداً على عدة ركائز.
وأوضح الكاتب أن حافظ الأسد كان يركز باستمرار على إيلاء أهمية قصوى للعلويين داخل نظامه.
مضيفاً أنه اختار هو وأبناؤه، في أوقات الصـ.ـدامات ربط مصـ.ـيرهم علناً بمصـ.ـير العلويين.
كما عمل النظام على إقناع العلويين بأن مستقبلهم يعتمد على استمرار وجوده، حتى إن كان ذلك يعني تكبد خسـ.ـائر كبيرة في الأرواح.
حزب البعث
وتتمثل الركيزة الثانية للنظام في حزب البعث كأداة للإنتاج الأيديـ.ـولوجي، بحسب الكاتب.
مبيناً أن حزب البعث منذ سنة 2011، ضـ.ـاعف جهوده للدفاع عن نظام الأسد.
وتابع، بينما كان مستـ.ـهدفاً في المظاهرات الأولى، بما في ذلك حـ.ـرق مقره في درعا.
التزم الحزب بالنهج الرئاسي واختار الأسلوب الصـ.ـارم ضـ.ـد المعـ.ـارضين، الذين يصـ.ـفهم بالإرهـ.ـابيين الممولين من الخارج.
الجهاز العسـ.ـكري
كذلك اعتمد نظام الأسد على الجهاز العسـ.ـكري بشكل دائم، وأشار الكاتب إلى أن عائلة الأسد تتفرد بقيـ.ـادة وحدات معينة من الجيـ.ـش وأجهزة مخـ.ـابراته.
وهكذا، تمكن حافظ الأسد من خلال السيـ.ـطرة على القـ.ـوة الجوية من الانقـ.ـلاب في عام 1970. واليوم، تلعب المخـ.ـابرات دوراً حيوياً.
مشيراً إلى أن بشار عندما ورث السلطة عن والده في عام 2000، قام بإعادة هيكـ.ـلة كاملة لهذه الأجهـ.ـزة لضمان ولائها.
ومن عام 2000 إلى 2002، عُز.ل العشرات من المستشارين وكبار المسؤولين العسـ.ـكريين لكونهم غير أوفياء للرئيس أو قريبين جداً من عمه رفعت الأسد.
أما الركيزة الأخرى للنظام كانت النظام التي يشكل الرئيس مؤسساته حسب رغبته، بحيث تكون أي محاولة لإزاحـ.ـته بمثابة هجـ.ـوم عليه.
وهذا يفسر، على حد تعبير الباحث “ميشيل سورا”، سبب بناء نظام الأسد بطريقة تجعله في مواجهة المجتمع وفي موقف دفـ.ـاعي دائم منه.
ومن هنا، يقول الكاتب “كلوسيت” ينبع تقليد طويل من الإجراءات القمـ.ـعية والعنـ.ـيفة التي لا ير.دعها شيء.
كان هذا هو الحال في عام 1982 في حماة، عندما قـ.ـصفت القـ.ـوات الجوية الأحياء السكنية في عهد حافظ الأسد.
وتكرر هذا السيناريو مع ابنه بشار الأسد المتـ.ـهم بتنفيذ هـ.ـجمات كيمـ.ـاوية في الغوطة وضواحي دمشق في عام 2013 وخان شيخون في عام 2017.
مؤكداً أن هذه الأحداث أثارت غـ.ـضب “المجتمع الدولي” دون أن تضـ.ـعف قبـ.ـضة النظام على السلطة.
انقـ.ـسام المجتمع
كما استفاد النظام من الانقسـ.ـامات داخل المجتمع على أساس العشائر والدين وغيرهما، بحسب الكاتب.
وشكل هذا الانقـ.ـسام عقـ.ـبة أمام ظهور معارضة موحدة قادرة على تجـ.ـاوز الخـ.ـلافات والاختـ.ـلافات.
وبفضل الوعظ السياسي والديني، تمكنت الجماعات الإسلامية وحتى الجهـ.ـادية من تقديم نفسها بديلاً للنظام.
لكن هزيمـ.ـتها العسكرية وكذلك “الصورة البغيـ.ـضة” للفظـ.ـائع التي ارتكبـ.ـتها، بما في ذلك ما فعله تنظيم “داعـ.ـش”.
أدت وفقاً لـ””كلوسيت” إلى تشـ.ـويه صورتها, مشيراً إلى أن هذا الأمر الذي يعتمد عليه نظام الأسد باستمرار.
التدخل العسـ.ـكري الروسي والإيراني
أما على الصعيد العسـ.ـكري، أتاح التدخل الروسي لـ”بشار الأسد” فرصة السيـ.ـطرة على الأجواء واستـ.ـهداف معاقل المعارضة في المناطق التي اعتُبرت إستراتيجية.
وبدأت هذه العمـ.ـليات الجوية في خريف 2015، واستـ.ـهدفت في البداية مناطق قريبة من العاصمة ومحور “دمشق-حمص”.
قبل أن يتسع نطاقها تدريجياً مع تقدم قـ.ـوات الأسد.
وتدعم هذه القـ.ـوات عدة آلاف من ميليـ.ـشيات “الحرس الثوري” الإيراني، ولا سيما من ميليـ.ـشيا “فيـ.ـلق القدس”.
اقرأ أيضاً:
وكذلك ميليـ.ـشيا “حزب الله” اللبناني والميليـ.ـشيات الفلسطينية التي بقيت موالية للنظام.
ويقال أيضاً إن الصين أرسلت عدة مئات من المدربين في مجالات غير عسـ.ـكرية، للدعم الطبي أو اللوجستي، وفقاً للكاتب.