مقالات رأي

أسماء الأخرس رئيس سوريا الفعلي!

مقال رأي

فؤاد عبد العزيز – اقتصاد

أغلب الأصدقاء الذين يتواصلون معنا من الداخل، ممن لازالوا يعملون في إعلام النظام، يحاولون إيصال فكرة بأن من يقود البلد كلها اليوم، وبالذات الموضوع الاقتصادي والمعاشي، هي أسماء الأخرس، زوجة بشار الأسد.

تقول لهم، إن هذه الفكرة منحولة من تلميحات رامي مخلوف، وبعض المعارضين في الخارج الذين راحوا يعزفون على نفس النغمة، ظناً منهم أن ذلك يخدمهم في معركتهم ضد النظام، لكن على أرض الواقع، فإننا لانزال ندور في فلك إخلاء المسؤولية عن بشار الأسد، وتنزيهه عن التورط في جميع الجـ.رائم التي ارتكبها.. ولعل هذا ما يريده النظام بالضبط، أو أقصى ما يطمح إليه في هذه المرحلة من عمر الأزمة السورية..!

من جهة ثانية، لا أحد ينكر بأنه قد يكون هناك دور لأسماء الأخرس في التدخل ببعض القرارات الاقتصادية، وعلى وجه الخصوص، القرارات ذات الصلة بتحصيل بعض المنافع المالية، لبعض أقاربها وشركائها، لكن من الإجحاف القول بأنها هي من تقود اقتصاد البلد برمته.. وإلا ما معنى اتفاقيات التنازل عن مقدرات البلد الاقتصادية من الثروات الطبيعية وغيرها، كالفوسفات والموانئ والمطارات والمصانع وبعض الأصول والممتلكات التابعة للدولة.. إلخ، والتي تعتبر المسؤول الأول عن الأزمات التي يعانيها المواطن السوري اليوم.. هل أسماء الأخرس هي من نظمت عمليات البيع هذه ودفعت نحوها..؟

هناك اتجاه داخل النظام، تقوده أجهزة المخابرات على الأغلب، يسعى لتبرئة بشار الأسد من كل ما جري ويجري في سوريا، حتى لو أدى الأمر لاتهام زوجته، أو تحمل المسؤولية عنه..

وأسماء الأخرس، برأيي، لا تنزعج كثيراً من ترويج هذه الفكرة، إذا كان الأمر سوف ينقذ زوجها، ويسمح لها بتوريث الحكم لأولادها من بعده.. بل على العكس هي تحاول أن تعزز هذه الفكرة لدى الشارع السوري، ولدى المعارضة، بحيث أن الكل بات اليوم على يقين بأن بشار الأسد، ليس إلا مجرد “طرطور”، في البيت وفي البلد.. وأما على أرض الواقع، فهو المجرم الوحيد والأبرز في هذا النظام، والذي يجب أن يتحمل المسؤولية الكاملة عن جميع الفظائع التي ارتكبها بحق سوريا وشعبها.

لا شك نحن أمام نظام فظيع، يتقن اللعب بالبيضة والحجر، ولا يزال قادراً على توجيه الرأي العام الداخلي والخارجي، والتلاعب به.. ويكفينا في هذا الأمر أن نتذكر “الجعاري” حيدرة، ابن بهجت سليمان، الذي أفلته النظام لكي يرد على الشامتين بمرض أسماء الأخرس من المعارضين، إبان إعلان إصابتها بالسرطان قبل نحو عامين.. لقد كانت رسالته في ذلك، أن هذا الأهبل المدمن، هو مستواكم في الرد، وأما أبناء الداخل من الشامتين، وكانوا كثر على فكرة، فها هي أسماء الأخرس بذاتها ترد عليهم، من خلال الإيحاء بأنها هي المسؤولة عن تجويعهم.

اقرأ أيضاً: أستاذ بجامعة سورية يطـ.ـلب من طالبته أن تخـ.ـلع ملابسها ليرى مفـ.ـاتنها خلال مكالمة مرئية!

زر الذهاب إلى الأعلى