سلطان باشا الأطرش .. قصة قائد الثورة العربية الكبرى

ولد سلطان باشا الأطرش في قرية القريّا الواقعة ضمن منطقة صلخد في محافظة السويداء السورية.
ذوقان بن مصطفى بن اسماعيل الثاني هو والد سلطان باشا وهو مؤسس المشيخة الطرشانية أماّ والدته فهي شيخة بنت إسماعيل الثاني.
قاد والده معركة ضارية في نواحي الكفر عام 1910، سامي باشا الفاروقي، والتي كانت تشنها السلطنة العثمانية على جبل الدروز لإخضاعه لسيطرتها.
أعدم الأتراك والد سلطان باشا شنقاً بسبب تمرده عليهم وقيادته عدة معارك ضدهم عام 1911.
من هو سلطان باشا الطرش؟
سلطان هو كبير إخوته علي و مصطفى و زيد، و له أختان سمّية و نعايم وتزوج في سن التاسعة عشرة من عمره من ابنة عمه غازية.
بعد وفاة زوجته تزوج من ابنة الشيخ ابراهيم أبو فخر من بلدة نجران و اسمها تركية وأنجب منها 14 ولداً.

أدى سلطان الأطرش الخدمة العسكرية في رومانيا، ومنذ عودته تابع الاتصال بالحركات العربية بفضل علاقته الدائمة بدمشق.
أصبحت القرياّ ملجأ ومعقلاً للفارين من الأتراك وللمناضلين الملتحقين بالثورة العربية في العقبة.
أول من رفع علم الثورة العربية
وكان سلطان باشا أول من رفع علم الثورة العربية على أرض سورية قبل دخول جيش الملك فيصل، حيث رفعه على قلعة صلخد.
كان في طليعة الثوار الذين دخلوا دمشق سنة 1918، بعد أن رفع العلم العربي في ساحة المرجة فوق مبنى البلدية بدمشق.
منحه الملك فيصل لشجاعته لقب “أمير” عام 1916، كما منحه أيضاً رتبة فريق في الجيش العربي، وهو يوازي لقب باشا.
جهز سلطان باشا عام 1920 قوات كبيرة لملاقاة الفرنسيين في ميسلون، لكنه وصل متأخراً بعد انكسار الجيش العربي.
عارض سلطان باشا الاطرش إنشاء الدولة الدرزية عام 1921 و قبل ذلك و بعده عارض بشدة الانتداب الفرنسي.
بدأت علاقة الأطرش عام 1922 بعد اعتدائهم على التقاليد العربية في حماية الضيف.
حيث اعتقلوا أدهم خنجر و هو مسلم سني اشترك في عملية محاولة اغتيال الجنرال غورو و احتمى بدار سلطان باشا الأطرش هرباً من الفرنسيين.
بعد هذه الحادثة جهز سلطان قوة من رجاله و اشتبك مع الفرنسيين في معركة تل الحديد 1922.
أجبر الفرنسيين على المفاوضات
لجأت فرنسا إلى المفاوضات و وافقت على إطلاق سراح أدهم خنجر مقابل الجنود الفرنسيين الأربعة.
أرسلت القوات الفرنسية أدهم إلى الإعدام في بيروت و دمرت منزل سلطان الأطرش.
لجأ الأطرش و الثوار إلى الأردن مؤقتاً حيث عادوا بعد سنتين إلى الجبل و كان قد اكتسب شعبيةً هائلة.
في عام 1925 انطلقت الثورة من جبل الدروز لتشمل سورية كلها و جزءاً من لبنان. و قد تولى سلطان باشا الأطرش قيادتها بالإجماع.

و تعد من أهم الثورات ضد الفرنسيين بسبب أنها شملت سورية كلها و امتازت بمعارك ضارية بين الثوار و القوات الفرنسية.
وتعد أحد أسباب الثورة اعتداء الفرنسيين على التقاليد المحلية و سوء معاملة الأهالي و نقمة أهالي جبل الدروز على الفرنسيين.
بسبب محاولات فصل الجبل عن سورية الأم و الأوضاع المعيشية السيئة في ظل الانتداب الفرنسي.
بدأ سلطان بالتنقل بين قرى الجبل يحرض الأهالي على الثورة ضد الفرنسيين و يستثير النخوات بين الأهالي.
أول عمليات الثورة العسكرية
كانت أول عمليات الثورة العسكرية إسقاط الثوار طائرتين فرنسيتين إحداهما و قعت قرب قرية امتان و أسر طيارها.
تجمع الثوار بقيادة سلطان ثم هاجموا صلخد في 20 تموز 1925 و أحرقوا بمساعدة أهلها دار البعثة الفرنسية.
فانطلقت في اليوم نفسه حمله فرنسية بقيادة نورمان الذي استخف بقدرات الثوار اتجه إلى الكفر و أمر جنوده بالتمركز حول نبعها.
أرسل سلطان إلى نورمان مبعوثاً لينصحه بالانسحاب فأجابه بالرفض و كرر التهديدات بالقبض على سلطان و أعوانه.
وهدد يقتل ثلاثة آلاف درزي بالرشاش الذي معه و قال: لهم إذهبوا إلى سلطان و قولوا له أنني بانتظاره على أحر من الجمر في هذا المكان.
قتل نورمان قائد الحملة وقضى الثوار على الحملة كلها تقريباً وكانت خسائر الدروز في معركة الكفر 54.
تذكر المراجع الفرنسية أن 172 جندياً فرنسياً قتلوا بينما يذكر من حضروا المعركة أن خسائر الفرنسيين كانت أكثر من ذلك بكثير.
بتاريخ 23 آب، عام 1925 أعلن سلطان باشا الأطرش الثورة رسمياً ضد الفرنسيين، فانضمت دمشق وحمص وحماه ونواحيها إلى الثورة.
معارك سلطان باشا الأطرش
قاد الأطرش العديد من المعارك الظافرة ضد الفرنسيين كان من أبرزها: معركة الكفر و معركة المزرعة في 2 آب، 1925.
عرض الفرنسيون على الأطرش الاستقلال بجبل الدروز و تشكيل دولة مستقلة مقابل وقف الثورة لكنه رفض بشدة مصراً على الوحدة.

وبعد انتصارات الثوار الساحقة ضد الفرنسيين قامت فرنسا بإرسال آلاف الجنود إلى سورية ولبنان مزودين بأحدث الأسلحة.
مما أدى إلى قلب الميزان لصالح الفرنسيين، فأعادوا سيطرتهم على كثير من المدن بعد أن استمرت المقاومة حتى عام 1927.
وكان الفرنسيون قد حكموا على سلطان الأطرش بالإعدام. بعد أن فر مع الثوار إلى شرقي الأردن.
عاد سلطان باشا الأطرش إلى سوريا في 18 أيار، 1937 بعد توقيع المعاهدة السورية الفرنسية عام 1936 واستقبل استقبالاً شعبياً هائلاً.
اقرأ أيضاً: جودت سعيد .. قصة الفيلسوف الإسلامي الذي لقب بـ “غاندي سورية”