بلا تصنيف

قبر يتحول إلى طاولة معلم داخل مدرسة بدمشق (صور)

هل تتخيل وجود قبر في أحد صفوف طفلك بالمدرسة؟ وهل سترسل طفلك إلى المدرسة إذا علمت بوجود قبر داخل الصف الأول الابتدائي؟.. ما هو موقفك في هذه الحالة؟.
نعم ما نطرحه عليك عزيزي القارئ حقيقة وليس نسج خيال أو قصة من حكايا جداتنا القديمة في أيام الشتاء الماطرة والمعتمة.

كشفت صحف ومواقع إعلام موالية لنظام الأسد عن وجود قبر في إحدى صفوف مدرسة ابتدائية في منطقة الصالحية بالعاصمة السورية دمشق وسط ذهول مدير المدرسة وتافجئه بالموضوع.

وبحسب ما رصد موقع الوسيلة فقد طرح موضوع وجود قبر في مدرسة الصاحبة بمنطقة الصالحية بدمشق وبالتحديد في شعبة الصف الأول ومعاملة القبر داخل الصف كطاولة معلم ويتم إعطاء الدروس في الصف المذكور.

مديرة المديرة المذكورة وتدعى “فريال” أقرت في اتصال هاتفي مع إذاعة نينار إف إم بوجود القبر والمقام لأحد الأولياء وأن الصف واسع والطلاب بعيدون عن القبر نافية معاملة القبر كطاولة بسبب وجود طاولة خاصة بالمعلم.

وأوضحت المديرة رداً على سؤال المذيع إن كان أحد أولادها من الطلاب فهل تقبل أن يدرس في هذا الصف بوجود القبر قائلة: ” القبر ليس واضحاً ولا علم للطلاب ولا حتى معلمات يعلمن بوجود القبر”.

وبررت عدم إغلاق هذا الصف باعتبار بداخله القبر بأن المدرسة صغيرة والتجمع السكاني المكثف مؤكدة أن مديرية التربية لديها علم بهذا القبر داخل المدرسة المستأجرة من مديرية الآثار وأنها جاءت كمديرة على هذا الوضع.

ونوهت المديرة إلى أن القبر له حرمته وبعيد عن الطلاب والمنطقة لها طبيعتها إذ أن معظم البيوت بداخلها قبور لأولياء.

وتصر المديرة في أجوبتها على أن الأطفال لا علم لهم بالقبر رغم أن جميع الوسائل الإعلامية والصحف نشرت الخبر وتناقله الأهالي والطلاب وأنها لن تقوم بأي إجراء لأن إغلاق شعبة أو فتح شعبة بيد مدير التربية على حد توضيحها.

وفي اتصال الإذاعة بمدير التربية غسان اللحام استغرب وجود قبر داخل أحد الصفوف معتبراً الأمر بغير المنطقي مؤكداً أن الموضوع مرفوض لأنه يتنافى مع الطفولة او مع القبر والخلط بينهما.
ووعد مدير التربية باتخاذ الإجراءات اللازمة في هذه المدرسة وحل الموضوع ومعالجته.

وكعادتهم تناول موالون للنظام الموضوع بالسخرية والاستهزاء على مواقع التواصل الاجتماعي إذ علق أحدهم بالقول: “اطلبوا العلم بين القبور” بينما قال آخر: شي برفع الرأس يا عيب عليكن وراح ىخر لانتقاد المذيعين فقال: ان كانت الطفولة لديها عائق بوجود قبر ولي من أولياء الله في شعبتهم فإن الإعلام و التلفزيون والراديو لديهم عائق أكبر بوجود هذين المذيعين لا إلقاء لا قدرة على الحوار لا قدرة على إيصال المشكلة ولا حتى استطاعو إيصال المعلومة بشكل صحيح إلى مدير التربية التي نسيت اسمه المذيعة.!

يشار إلى أن عشرات المباني الأثرية في دمشق تعرضت للاستباحة على عينك يا تاجر من قبل أشخاص مقربين من النظام أو محسوبين عليه وعلى ميليشياته المنتشرة بكافة المناطق إذ قاموا بالتعدي عليها وتغيير مواصفاتها ومعالمها الأثرية كاستبدال حجارتها القديمة بالبلوك والاسمنت، وفق ما رصد موقع الوسيلة إذ تحول بعضها إلى ورشات صناعية وحرفية رغم أنه مسجلة لدى آثار دمشق.

وفي منطقة مثلاً الشركسية هناك مبنى أثري (دار الحديث الأشرفية البرائية) تحول إلى محل عصرونية، كما أن تربة سيف الدين القيمري أصبحت مستودعاً للأخشاب والبيمارستان القيمري مقابله تماماً مغلق ومهمل وتحول مدخله العريض إلى مكان للبسطات المخالفة رغم أنه كبير ويصلح لأن يكون مستوصفاً أو نقطة طبية فيما لو تم الاعتناء به، كما ذكر الجيران أن فرن الشريف الأثري في ذلك المكان تحول إلى مقهى حالياً”.

التعديات على هذه المباني سبقت الأزمة حسب التحقيق، “لكنها زادت باستغلال ضعاف النفوس للأزمة”، إلا أن هناك أيضاً “اخطاء قامت بها أوقاف دمشق في القرن الماضي كإغلاق أحد مداخل تلك المباني (تربة الحسن بن سلامة) وتأجير مدخله كدكان”! وأيضاً حولت مدرسة الصاحبة المملوكة لأوقاف دمشق والمستثمرة من قبل مديرية تربية دمشق، “حولت القاعة التي تحتوي قبر ربيعة خاتون إلى غرفة صف للأطفال، والقبر إلى طاولة للمعلمة”!

مختار حي أبو جرش في الصالحية قال لتشرين أن بعض المباني الأثرية في الحي تعود إلى 900 عام، وكان معظمها مرافق تربوية، ودفن في بعضها علماء ومشاهير ذلك الزمن. لكن الكثير منها تعرض “للتعديات” وصارت “مستودعات وورشات صناعية.. وأخرى تم التعدي عليها بتشييد أبنية سكنية فوقها في غفلة من الزمن”.

دكتور التاريخ والأنساب، محمد الكيلاني الحسني، قال لتشرين أن الصالحية صارت مسكونة قبل نحو 900عام، ولم يكن فيها قبل ذلك سوى مبنى واحد اسمه “دير الراهب” ويقع غرب المدرسة العمرية حالياً. وأشار الحسني إلى أن فلسطينيين من نابلس كانوا أول من سكن الدير فشاع صيتهم الصالح واتجه الناس إليهم.

من جهته، قال معاون رئيس دائرة آثار دمشق، جوزيف حنا للصحيفة أن بعض المباني الأثرية في المنطقة مسجلة في آثار دمشق بـ”قرارات إفرادية”، مقراً بأن هناك تعديات على هذه المباني.
بسطات مخالفة أمام واجهات الأبنية، حاويات قمامة تحيط بحوائطها الأثرية، أعمدة وخزان كهرباء على حائط آخر فيما أكبال الكهرباء معلقة بشكل عشوائي.. تلك هي حال هذه الآثار التي تستباح علناً دون حسيب أو رقيب!

زر الذهاب إلى الأعلى