“نحنا ما دخلنا”.. كاتب سعودي يتهم أميراً عربياً بتدمير سوريا.. من هو؟
أكد الكاتب السعودي يحيى الأمير أن قطر هي المسؤولة عن ما جرى في سوريا من دمار ودماء، داعياً للعمل على إنقاذ سوريا بطريقة تحفظ الدولة في هذا البلد العريق.
وأشار الأمير في مقالة له بعنوان “إعادة التفكير في القضية السورية” نشرت في صحيفة “عكاظ” ورصدتها الوسيلة إلى أن الهدف من كل ما جرى في “سوريا” خلال الـ8 سنوات الماضية هو مشروع استبدال “القوى الوطنية” بأخرى ذات “ولاءات خارجية”.
وأضاف الأمير: «بدأت بشرارة تنطلق في شوارع العواصم العربية، تندلع الفوضى، تتدخل جماعات وقوى وأموال خارجية وتقوم بتوجيه حالة الجريان القائمة إلى مصب واحد ينتهي باستبدال القوى الوطنية القائمة في تلك البلدان بقوى حزبية أيديولوجية ذات ولاءات خارجية».
كما اتهم الكاتب السعودي اتهم 3 دول بتصعيد الأمور في سوريا، «حيث ساعد النظام القطري، وكيل ذلك المشروع في المنطقة، بالمال والإعلام سعيا منه ليكون اللاعب الكبير في المنطقة، بينما حملت تركيا مسؤولية التغطية الأيديولوجية للمشروع، وحملت إدارة أوباما مسؤولية التغطية السياسية الدولية».
واعتبر الأمير أن المشروع حوَّل الوضع في المنطقة إلى مآساوي للغاية «وأصبحت الدولة الوطنية مهددة بالكامل في مصر وسوريا وليبيا، وكانت المسارات واضحة تعتمد في الغالب على جماعات الإسلام السياسي بوصفها الخيار القادم لتسلم السلطة في كل تلك البلدان»، مشيراً إلى أن نجاح المشروع الذي تبنته “قطر” و”تركيا” وإدارة “أوباما” بحسب الكاتب فيما لو حدث لكانت «المنطقة تحولت إلى البقعة الأسوأ في العالم، خاصة وأن الدفع بجماعات الإسلام السياسي من شأنه أن يستلزم بناء نماذج تخدم ذلك المشروع وتقدمه بصفته الخيار الأنسب، ومن أبرز تلك النماذج تنظيم “داعش” في العراق والشام وما تبعه من ظهور مفاجئ وانتشار سريع في البلدان التي شهدت تلك الفوضى».
وحاول الكاتب السعودي في مقالته محاباة النظام السوري بشكل واضح معتبراً أن الوضع في “سوريا” كان مختلفاً عن “ليبيا” و”مصر” و”اليمن” لكون حركات الإسلام السياسي كانت «أقل قدرة على بناء كيانات قادرة على الاشتراك في تحقيق أهداف ذلك المشروع» بسبب «القمع القديم الذي تعرضت له تلك الحركات على يد “النظام السوري”».
واجتهد الكاتب في مقاله محاولاً تبرير موقف بلاده من النظام السوري بشكل ضمني فقال إن “السعودية” اكتشفت خفايا المشروع باكراً و«بادرت آنذاك في الاتصال بالقيادة السورية مع بداية الأحداث من أجل محاولة بناء تصور مختلف للتعامل مع الأحداث، إلا أن أخطاء كبرى ارتكبها النظام السوري أدت بعد ذلك إلى اتخاذ مواقف حادة منه»، وتلك الأخطاء برأي الكاتب تمثلت بالاستعانة بالحرس الثوري الإيراني.
“الأمير” اتهم “قطر” و”تركيا” بإنشاء وتمويل ما يزيد عن الـ30 فصيلاً عسكرياً في “سوريا”، ليزداد الأمر سوءاً بعد تدخل الحرس الثوري الإيراني.
ويتابع “الأمير”: «لعبت إدارة أوباما، إضافة إلى النظامين التركي والقطري، أدوارا ملتبسة ولم تلبث أنقرة أن أصبحت لديها أهدافها الخاصة في سوريا، ومثَّل الجيش الحر الذي اتخذ من تركيا مقرا له أبرز الأدوات التي تم استخدامها من قبل جميع الأطراف، مما أدى إلى انقسامه وتشرذمه، وبالتالي فقد فاعليته مبكرا وتسربت أسلحته إلى مختلف الجماعات والفصائل».
ومجدداً حاول الكاتب السعودي تغيير موقف بلاده من الحكومة السورية قائلاً: «اليوم ومع سعي دول الاستقرار والاعتدال في المنطقة إلى إعادة القاطرة الأمنية والاقتصادية للمنطقة نحو الاستقرار، ومع اللغة الجديدة والتوجهات المدنية التي تقودها “الرياض وأبوظبي” يمكن القول إن كثيرا من تلك الجهود، لكي تتحقق واقعا، لا بد من العمل على إنهاء الملف السوري باتجاه ما يحفظ الدولة السورية ويمثل بداية لإنقاذ ذلك البلد العربي العريق مما شهده طيلة الأعوام الماضية»، معتبراً أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق الحكومة السورية لإعادة التفكير بالقضية السورية خاصة مع العقوبات المفروضة على “إيران”، والموقف السوري الواضح من “تركيا”.
“وختم الكاتب السعودي مقاله وفق ما رصدت الوسيلة بالإشارة إلى أن الخاسرين في “مؤامرات الربيع العربي” سيتحركون وسيصفون كل تحرك عربي على أنه إنقاذ للحكومة وتخلً عن دماء السوريين، معتبراً أن تلك الأمور «مجرد شعارات لا أساس لها لأن من استرخص دماء السوريين هو من حوّلهم إلى ورقة في لعبة مقامرة خاسرة».
ويأتي منشور الأمير بعد إعلان إعادة افتتاح “الإمارات” سفارتها لدى “دمشق”، وإعلان “البحرين” استئناف العمل بسفارتها داخل البلاد وسط أنباء تتحدث عن افتتاح قريب للسفارة السعودية أيضاً، كما يتزامن مع إعلان مصادر دبلوماسية عربية لقناة “الميادين” اللبنانية أن “الرياض” أبلغت العواصم العربية أنها لا تمانع عودة “سوريا” إلى الجامعة العربية.